عندي مدة نتابع في النقاش الداير حول موضوع العلمانية ، في مستوياتو الزوز : العلمي النظري ، و المشخصن . المستوى لولاني ، كان جدّ مفيد و اعتقد انو الكثير من المدونين يشاطروني الراي هاذا ، لانو مهما تكون قناعتك بفكرة معينة ثابتة و صلبة ، فانّو النقاش فيها يزيد يـُنعشها .. اذا كاني سليمة و "صحيحة" و الا يقوّمها اذا كان فيها بعض العثرات ، و بالطبيعة هاذا ما يتم – و هنا باش نعرّج شوي على المستوى المشخصن– الا في ظروف نقاش نزيهة و جدّية و بعيدة كل البعد على امراض التعالي، و تقزيم الآخر ، و رمي النعوت في حالة هستيرية من تضخم الأنا ، و ادّعاء التفرّد بامتلاك الحقيقة ، اللي اقل ما تنجم تعملو انها توتّر الاعصاب و تعمل سْـتـْـرَاسْ بلا فايدة
و تفاعلا مع كل اللي ساهمو في النقاش ، حبيت نسوق جملة من الملاحظات
نتصوّر اللي الانطلاق من بعض المصطلحات اللغويّة يعاون بشكل كبير في توضيح مفهوم العلمانية ، و يساهم في ازالة الخلط الواقع بينها و بين اتجاهات فكرية و فلسفية اخرى
Secularism
فصل الدين عن الدنيا / عن العالم الذي نعيشه ، و من هنا جات "العالمانية " ثم "العلمانية" . و لا علاقة ، كما يـُعتقد ، للـ : علمانية بالـ : علم ، كشكل من اشكال الوعي البشري المعارضة للدين . و في المسيحية موجود ما يسمّى بالانقليزية بـ:
Secular priest
و اللي تعني القسّ اللي ما عندوش مؤسسة و الا نظام كنسي محدد يخضعلو ، فهل يجوز ان نطلق عليه : قسّ ملحد ؟؟ا
من اللامعقول إذن اننا نحطـّـو: العلماني و الملحد و اللاديني و الدّهري و الديمقراطي في شكارة وحدة اسمها : الكفر ... فقط لانهم وقفو موقف مقابل لشعار "الحاكمية لله" و ما دون ذلك فهي ردّة
و الفكرة هاذي على بديهيتها و بساطتها ، الا انها مهمة برشه في إزالة الخلط الحاصل بين العلمانية و الالحاد. و حتى وان كان اكثر المنادين بالعلمانية هم لادينيين ، فهذا لا يمسّ جوهر المفهوم في شيء .. بل بالعكس تراثنا يزخر بالارهاصات و القبسات النيّرة ، اللي حتى وان ما بلورتش مفهوم و برنامج علماني صريح ، فانّها في ملامحها العامة ، لامست و راكمت و تقاطعت مع جوهر المفهوم الحديث للعلمانية ، في انسجام و تناغم مع ما وصل اليه الفكر و الوعي البشريين في عصورهم ، ابتداءًا من فكر ابن رشد اللي انتصر للعقل ضد النقل ، الى محمد عبده اللي نصّ في البيان التاسيسي للحزب "الوطني" على انو حزب سياسي لا ديني ، وقت الثورة العرابية في مصر.. مرورا بالطاهر الحداد، اللي حتى من خلال عنوان كتابو ، نلمسو ايمانو بالتعارض و التضاد بين الصفة المطلقة لاحكام الشريعة ، و ضرورات تطور المجتمع .. و مرورا زادا ، و علاش لا ؟؟ بفنان الشعب سيد درويش اللي كان من الجرأة و التقدّمية بمكان ، وقت اللي قال في نشيد : قوم يا مصري كلام كيما هاذا :
و تفاعلا مع كل اللي ساهمو في النقاش ، حبيت نسوق جملة من الملاحظات
نتصوّر اللي الانطلاق من بعض المصطلحات اللغويّة يعاون بشكل كبير في توضيح مفهوم العلمانية ، و يساهم في ازالة الخلط الواقع بينها و بين اتجاهات فكرية و فلسفية اخرى
Secularism
فصل الدين عن الدنيا / عن العالم الذي نعيشه ، و من هنا جات "العالمانية " ثم "العلمانية" . و لا علاقة ، كما يـُعتقد ، للـ : علمانية بالـ : علم ، كشكل من اشكال الوعي البشري المعارضة للدين . و في المسيحية موجود ما يسمّى بالانقليزية بـ:
Secular priest
و اللي تعني القسّ اللي ما عندوش مؤسسة و الا نظام كنسي محدد يخضعلو ، فهل يجوز ان نطلق عليه : قسّ ملحد ؟؟ا
من اللامعقول إذن اننا نحطـّـو: العلماني و الملحد و اللاديني و الدّهري و الديمقراطي في شكارة وحدة اسمها : الكفر ... فقط لانهم وقفو موقف مقابل لشعار "الحاكمية لله" و ما دون ذلك فهي ردّة
و الفكرة هاذي على بديهيتها و بساطتها ، الا انها مهمة برشه في إزالة الخلط الحاصل بين العلمانية و الالحاد. و حتى وان كان اكثر المنادين بالعلمانية هم لادينيين ، فهذا لا يمسّ جوهر المفهوم في شيء .. بل بالعكس تراثنا يزخر بالارهاصات و القبسات النيّرة ، اللي حتى وان ما بلورتش مفهوم و برنامج علماني صريح ، فانّها في ملامحها العامة ، لامست و راكمت و تقاطعت مع جوهر المفهوم الحديث للعلمانية ، في انسجام و تناغم مع ما وصل اليه الفكر و الوعي البشريين في عصورهم ، ابتداءًا من فكر ابن رشد اللي انتصر للعقل ضد النقل ، الى محمد عبده اللي نصّ في البيان التاسيسي للحزب "الوطني" على انو حزب سياسي لا ديني ، وقت الثورة العرابية في مصر.. مرورا بالطاهر الحداد، اللي حتى من خلال عنوان كتابو ، نلمسو ايمانو بالتعارض و التضاد بين الصفة المطلقة لاحكام الشريعة ، و ضرورات تطور المجتمع .. و مرورا زادا ، و علاش لا ؟؟ بفنان الشعب سيد درويش اللي كان من الجرأة و التقدّمية بمكان ، وقت اللي قال في نشيد : قوم يا مصري كلام كيما هاذا :
مسلمين ايه .. قال نصارى .. و ايه يهود ؟؟؟
دي العباره : نسل واحد مالجدود"
و بالتاكيد هالانفاس المتنورة و غيرهم ، ما انّجّموش نطلقو عليهم صفة العلمانية بطريقة ميكانيكية دوغمائية فجّة كيما يقولو الفرانسيس
Tiré par les cheveux
لكن ، كيما أسلفت ، اسّـسو لوعي نقدي متقدّم في علاقة الدين بالدولة و بالتشريع و بالسياسة ، نابع من مشكلات و قضايا محلية .. وطنية .. تخصّنا احنا و بعيده على الكنيسة
و من هنا تولّدت فكرة اخرى ، انّو الاسلام في جوهرو علماني ... و هي فكرة بقدر ما تصدم و تستفزّ كل من لم يتسلح بالموضوعية و التعاطي الايجابي مع الفكر المقابل بعيد على الاحكام القبلية و الانغلاق داخل صندوق المقدس ،الا انها جديرة بالمزيد من الدرس و الاهتمام ، و اصحاب الفكرة هاذي ينطلقو اساسا من: غياب الكهنوت في الاسلام ، بمعنى غياب مؤسسة دينية تقوم مقام الوسيط الرسمي بين الناسوت و اللاهوت ، بين العابد و المعبود ، و زادا من انّو ثمّه فعل عقلي حكيم في تراثنا ، اما متخفّي ورا علوم الحكمة و الكلام و الفقه ، و في نظري انّو هالنقطتين هاذوما هوما اهم مقوّمات العلمانية : نفي الدور السلطوي للدين ، و اعمال العقل البشري في سنّ القوانين و الدساتير و الاحتكام لها
Tiré par les cheveux
لكن ، كيما أسلفت ، اسّـسو لوعي نقدي متقدّم في علاقة الدين بالدولة و بالتشريع و بالسياسة ، نابع من مشكلات و قضايا محلية .. وطنية .. تخصّنا احنا و بعيده على الكنيسة
و من هنا تولّدت فكرة اخرى ، انّو الاسلام في جوهرو علماني ... و هي فكرة بقدر ما تصدم و تستفزّ كل من لم يتسلح بالموضوعية و التعاطي الايجابي مع الفكر المقابل بعيد على الاحكام القبلية و الانغلاق داخل صندوق المقدس ،الا انها جديرة بالمزيد من الدرس و الاهتمام ، و اصحاب الفكرة هاذي ينطلقو اساسا من: غياب الكهنوت في الاسلام ، بمعنى غياب مؤسسة دينية تقوم مقام الوسيط الرسمي بين الناسوت و اللاهوت ، بين العابد و المعبود ، و زادا من انّو ثمّه فعل عقلي حكيم في تراثنا ، اما متخفّي ورا علوم الحكمة و الكلام و الفقه ، و في نظري انّو هالنقطتين هاذوما هوما اهم مقوّمات العلمانية : نفي الدور السلطوي للدين ، و اعمال العقل البشري في سنّ القوانين و الدساتير و الاحتكام لها