mardi 4 mars 2008

محمد الدرة .. و الدرر الغزاويـّـة الجديـــدة


محمد
يعشعش في حضن والده
طائرا خائفا من جحيم السماء
احمني يا أبي
من الطيران الى فوق
ان جناحي صغير على الريح
والضوء اسود
محمـــد
يريد الرجوع الى البيت
من دون دراجة
أو قميص جديد
يريد الذهاب الى المقعد المدرسي
الى دفتر االصرف والنحو
، خذني الى بيتنا، يا أبي، كي أعد دروسي واكمل عمري
رويداً رويداً
على شاطئ البحر، تحت النخيل
ولا شيء أبعد،
لا شيء أبعد
محمـــد
يواجه جيشاً، بلا حجر
أو شظايا كواكب
، لم ينتبه للجدار ليكتب، حريتي لن تموت
فليست له بعد، حرية ليدافع عنها
ولا أفق لحمامة بابلوبيكاسو
وما زال يولد، ما زال يولد
في اسم يحمله لعنة الاسم،
كم مرة سوف يولد من نفسه
ولدا ناقصا
بلداً ناقصا
موعدا للطفولة؟
أين سيحلم لو جاءه الحلم والأرض جرح.. ومعبد؟
محمـــد،
يرى موته قادماً لا محالة،
لكنه
يتذكر فهداً رآه على شاشة التلفزيون
فهدا قويا يحاصر ظبيا رضيعا
وحين دنا منه شم الحليب
فلم يفترسه
كان الحليب يروض وحش الفلاة
اذن سوف أنجو - يقول الصبي - و يبكي
فإن حياتي هناك مخبأة في خزانة امي
سأنجو
.. وأشهد
محمـــد،
ملاك فقير
على قاب قوسين من بندقية صياده البارد الدم
من ساعة ترصد الكاميرا حركات
الصبي الذي يتوحد في ظله
وجهه، كالضحى، واضح
قلبه، مثل تفاحة، واضح
وأصابعه العشر، كالشمع واضحة
والندى فوق سرواله واضح..
كان في وسع صياده أن يفكر في الامر ثانية
ويقول : سأتركه ريثما يتهجى فلسطينه
دون ما خطأ...
سوف أتركه الآن رهن ضميري
وأقتله، في غد، عندما
يتمرد
محمـــد،
يسوع صغير
ينام ويحلم
في قلب أيقونة صنعت من نحاس
ومن غصن زيتونة
ومن روح شعب
تجدد

محمـــد
دم راد عن حاجة
الأنبياء الى ما يريدون
فاصعـد
الى سدرة المنتهى يا محمـــد
محمـــود درويـــش

1 commentaire:

مصطفى محمود a dit…

يسقط كل الكدب العربى