Affichage des articles dont le libellé est ثرثرة معلـــّم قديـــــم. Afficher tous les articles
Affichage des articles dont le libellé est ثرثرة معلـــّم قديـــــم. Afficher tous les articles

mercredi 3 mars 2010

ثرثـــرة معلــّـــم قديم ... 6

نفس الربيع هاذاكه .. اللي شيّخ الناس و الحيوانات بالخضوريـّـه و الخيرات و الحشيش و الهواء الفرشك .. و خلاهم يشربو و يسكرو على نخب حب الحياة .. كان يخبّي لعنات شنيعة .. اوّل من تصاب بيها : محبوبه .. هاك الزهرة اللي بــتفتـّحها قبل وقتها ، أربكت و أزعجت و أحرجت كل ما كان يحيط بيها/ يحاصرها.. من اكداس الرمال الجافة ، و طبقات الغبار الخانق ، و مزيج الجهل و العقد و الوهم و الخرافة .. اللي كانت معشّشه في الجماجم البدائية المتعفّنه ، بنوعيها الحقيقي و الافتراضي.ـ
باعتبار انّي نقرّي نهار الاثنين السّبعه و نص متاع الصّباح ، كنت ديمه عشية الأحد ناخذ " نقل ريفي" ، ونروّح للمدرسة ، باش ناخذ وقتي في تحضير خدمة غدوة بتمارينها و مذكّراتها ، كرّاسات القسم تتصلّح .. الخ
بين عصر و مغرب ، عقاب مارس ، عشيّتها جت مطر بشكل فجئي، اما قويّة برشه
جدّايتي يرحمها ، كان عندها وصف بليغ جدا للمطر القويّة ، كانت تقول : "السّما تقطّعت"، و الا : "السّما تنقبت" .ـ
المطر من النوع هاذاكه تتسمّى باللغة التقليدية "عارض" .. و سي الـ"عارض" هاذا يتميّز بحاجتين : المفاجأة/المباغتة من جيهة ، و القوّة/الغزارة من جيهة اخرى.ـ
نتصوّر ما ثمّاش اشدّ و أخطر من حاجة تجمع بين القوّة و المباغته ، حاجة تـُـربْـكّــِكْ ، من غيرلا مقدّمات و لا مؤشرات باش تتهيّألها نفسيا و ماديا .ـ
العارض ، في مفعولو ، يشبــّه " للــمُـغـِـــيراتِ صـُـبـْـحًا" ههه
لكن وقت اللي نتحدّثو على خطر "العارض" مثلا على السلامة المرورية ، فانّو سياق حديثنا هو المدن ، وين الاكتظاظ و الشوارع الضيقة و التوتّر اللي يعاون على الارتباك ، و بالتالي فقدان السيطرة على الوضع و حدوث الكارثة.
اما وقت اللي نقوللكم اللي العارض هاذا ، كان سبب في وفاة كهل في حادث مرور في ريف ... اينعم .. حادث مرور في ريف .. ريف واااااااسع ... شااااااسع .. محلول .. مسيّب .. عالرابع شيرة
واحد على موبيلات ، و لاخر على دركتور
مولى الموبيلات ، كان يسوق في الاتجاه المعاكس لاتجاه الـ"عارض" يعني "امـْـغـَـنْـبزْ" روحو مليح : شاش ، نظارات هاك اللي يلبسوها الغوّاصين ، كان ديمه يلبسهم حماية لعينيه من الرّيح ، بالطبيعه النظارات مدغدشين و مجرّحين ، بسبب كثرة الاستعمال مع انعدام الصيانة ، مما يحجب عليه الرؤية ، و مفلّس يحب يروّح فيسع قبل ما تزيد تقوى المطرة
مولى الدّركتور ، و بالاضافة لشّاش / اللـّــحـْفه ، زاد كبّ طربوشة القشّابية على راسو ، و مع تقربيع الريموركه القويّ ، ما عادش لا يشوف لا يسمع في شي ، لا قدّامو و لا وراه ، متهنّي انّها البلاد ريف مسيّب ، و ارض ربّي واسعه
يعنى الزوز حواسّ الهامين و اللازمين في السياقة ، و اللي هوما : النظر و السّمع ، و قع الاستغناء عليهم لصالح: الشّاش ، اللّحفه ، طربوشة القشّابية ، الكاسكه ، مرايات الغوّاص المضبّبه .. و غيرها من مبطلات السّمع و البصر
و مع حسّ موتور كل واحد فيهم ، مع حسّ المطر و السّماء اللي باش تطيح منها لقشه
مع الصّدفة اللي جعلت من تقاطعهم الزوز ، ضروري ، مع قلة الانتباه اللي خلات كل واحد فيهم يتصوّر انّو وحدو في البيست هاذيكه
نسمع في العياط ، عياط ماهوش عادي ، و بصوت رجالي ، وقت اللي خرجت باش نشوف اش ثمّة ، و على بعد ثلاثين/اربعين ميترو من الدّار
هنا بالضّبط

نشوف في دركتور حابس ، موبيلات مطيّشه ، جسد ملقى على الارض ، و راجل يستغيث ، و يضرب في روحو بالكف ، و ينقــّز و يتخبّط ... و نتذكّر انّو كان يعاود في كلمة وحده ، في البداية ما ميّزتهاش ، اما كي قربت ، عرفتو يقول : "علاش ؟ " .. "علاش ؟ " ... بصوت مبحوح .. و عينين طايشين .. و وجه شاحب اصفر .. و توتّر و غضب كبير
من غير ما نشعر ، جريت في اتّجاه مكان الحادث ، كنت انا واياه وحّدنا واقفين ، بمعية الجثّة الملقاة ، وقت اللي شافني ماشيلو ، تعرّضني ، و كانّو كان يبحث على شكون يتقاسم معاه الصّدمه .ـ
التوتّر اللي كان عليه ، و العنف اللي كان يميّز حركاتو و نظراتو و صيحاتو ، هوما اللي دفعوه باش يكبس عليّ بعنف اوّل ما وصلتلو ، و يصيح في وجهي نفس كلمتو اللي هول الحادث خلاه يتذكّرها كان هي ّ من الكلام الكل : "علاش ؟" .. "علاش ؟ " . ـ
انا ذهلت من المشهد
احتضنتو بقوّة ، رغم حذري من هيجانو و توتّرو اللي كانو ينجّمو يقودوه لايّ ردّ فعل ، و مع ايّ كان ، و سرّبتلو كليمتين حبيت نخفّفلو بيهم حالة الهستيريا : " نشالة لاباس ، نشالة لاباس ، لعلّ راهو دايخ بركه ، اهدا و وسّع بالك".ـ
و اتّجهت نحو الجثّة المطيــّـشه
المشهد كان فظيع ، عينيه نص محلولين ، اما طافين و مستصـْـفرين ، الفم مفتوح في حياد مدمّر ، قرّبت من وجهو باش نتأكّد منّو يتنفّس و الا لا . ما استحقّيتش باش نتأكّد من انفاسو ، على خاطر مخّو كان يطلّ و يلمّع من تحت التهشيمه اللي في جمجمتو . اش مازال فيها من يتنفس
كانت هاذيكه المرة الثانية اللي نشوف فيها ميت "مقتول" ، المرة الاولى كانت في احداث الخبز في جانفي 1984 ، وقت اللي الجيش "الوطني" تلقّى اوامر باطلاق النار على المتظاهرين ، و ارداهم قتلى
محلاه درويش وقت اللي ينطق على لسان الشهداء وقت اللي يقول : "أنا أوّل القتلى و آخر من يموت"ـ
و الثانية هي هاذي
وجه القتيل ، على عكس ما يـُـتـَـصوّر ، و رغم حياديّة انفعالاته ، اشدّ عمقا من وجوهنا ، ملامحه العامة مزيج من بقايا تعابير الالم مع ابتسانة خفيّة و غامضة ، قد تكون ناتجة عن انّه تذكّر- لحظتها- من يحبّ
انا كنت نظنّ اللي السيد اللي كان يصيح و هايج ، هو سائق الدّركتور ، لكن من بعد عرفت اللي سائق الدركتور لاذ بالفرار ، و هو سلوك طبيعي و حكيــم في الحالات اللي كيما هاذي ، على خاطر اهل القتيل ربما يكون ردّ فعلهم الأني انتقامي و عنيف ، و حتى القانون (في فترة زمنية محددة اثر وقوع الجريمه)ما يحاسبش على ردة الفعل العنيفة ، على ما اظن
تنصبت الخيام ، جات الفنارات و البريميسات ، شعلت النار و طاب العشا ، و فاحت ريحة الكسكسي واللحم المفوّح ، مع ريحة التراب المبلول ، اللي بعد شوي باش يحتضن هالجثّة .. محورهذا اللقاء الليلي الحزيـــــن

المطر لا قصّت ، و لا زادت ، و لا نقصت .. في لامبالاة رهيبة بما حدث و ما سيحدث . بالنسبة ليها ، اش يعني بشر مقتول امام ملايين اليرقات اللي ما صمدتش امام غزارتها و امام قوّة العاصفة المرافقه ليها ، و تحلّت قبل وقتها
ياخي موش موت هاذاكه؟؟؟ بالنسبة للمطر : كيف كيف
اش يعني سقوط بشر امام مليارات النمّال اللي ثلاثة و الا اربعة قطرات منها ، كافية باش ادّمرلهم ديارهم و مونتــْـهم و بيضهم ، و تطيّح عشوش الطيور من على الاغصان و تكسّر مئات العظام اللي ما زالت ما فقّستش ، و الا تقتل ، ببردها، مئات الفروخ اللي مازالو ما عملوش الريش
المطر كانت لامبالية بالنادبات النائحات ، اللي ليله كاملة و هوما ينوحوا على فقيدهم ، باصواتهم اللي رغم كانت مبحوحه و محشرجه ، ما منعهاش هذاكه من التسلل لوذني ، عبر شقايق البرسيان متاع بيتي ، باش تتغلّب على صوت الراديو الصغير اللي كنت ملصّقــو في وذني ، ثماش ما ننسى شويّ صوت النواح و نرقد .
و زيد الديار اللي بانيتهم الدولة للمعلمين في المدارس الريفية ، كانوا اشبه بالعشوش متاع بعض القبائل الاستوائية ، ما خير منهم و ادفا منهم كان
l'igloo
متاع الاسكيمو
طريقة بنيهم و الفينيسيون متاعهم ، الخشب متاع الشبابك و البيبان و الزهازات اللي تترنّخ و ما عادش تسكّر باقل ملامسة ليها مع الماء ، لنستالــّاسيون متاع دورة المياه ، السّطوحات اللي تقطر ، لا وسائل تدفئه ...الخ ...الخ ... الكلّو تعطيك انطباع كبير على شحنات الحب و العطف المتدفّقة من لدن وزارة التربية و التعليم لهالناس اللي من المفروض بعثتهم لاداء اقدس و انبل مهمة في اقسى و اردإ الظروف
يعني من كثر ماهو بـَـنْي راشي ، تقول كان جا ممكن يبنوهم بالقوفرات ، و الا باللــّوقـو ، راهم عملوها
ليلتها كانت الغلبة للحزن ، الحزن كان سيّد الموقف ، خيمة الخيام ، جناح الاجنحه .. الحزن ليلتها كان محتفل ، كنت نشوفلة ينقّز بين سطح الدار ، و سطح المدرسه ، و الساحة / الجنازة .. و يرقص مزهوّا بامتلاكه لتلك الليله بما و من فيها ، و كنت وقت اللي نزيد نلصّق الراديو لوذني باش ما نسمعش اصوات العويل ، نسمعو يقلّي : " دعك من الراديو... الليله ... لا صوت يعلو فوق صوتي"ـ
مـَـوْحشها هاك الليله ، ورغم هاذاكه نسيت كيفاش تعدّت .. نسيت رقدت و الا لا .. نسيت الخيام وقتاش تلمّت .. نسيت وقتاش دفنوه .. الحدث كان مذهل برشه
اما المفاجأة الاخرى اللي كانت في انتظاري يــُـومة غدوه في المدرسة كانت ما تقلّش ثقــل على جنازة البارح
التلامذة كانوا اشدّ ذهول منّي ، باعتبار انهم ينتموا من قريب او من بعيد إمّا الى عائلة المقتول او الى عائلة الـ"قاتل" .. كان للحدث على قلوبهم الصغيرة مفعول الـ"عارص" على الطبيعة الآمنه
لاحظت زوز تلامذة غايبين
وقت اللي سألت عليهم اصحابهم
عرفت اللي هوما : واحد ابن القتيل ... و ... واحد ... ابن الـ " قاتل"ـ
باختصار ، و نتصوّركم تتوقّعو مليح حساسية موقف كيف هاذا ، كانت مهمّتنا ، باقي زملائي و انا ، صعيبه برشه في اعادة بناء ما كان موجود بين الزوز تليمذات هاذومه من جسور الصداقة و المودّة و الانسجام الطفولي ، هالزوز تلامذه اللي ماعادش يجمعهم فقط قسم واحد ، و ربّما مقعد دراسي واحد ، بل بدات تجمع بيناتهم زادا بذرات الحزن و الحقد و الخوف و الحرج ، و اللي لثنين ، ما كانوش ينجحو في تخبيتو اثناء تنافسهم الدراسي ، و الا حتى اثناء اللعـب


mercredi 3 juin 2009

ثرثرة معلّم قديم ... 4 ـ

العام هاذاكه... 1989..... جت فيه فيضانات كبيرة ...يحكولنا شيّاب و فلاحة الريف هاذاكه على برشه انواع متاع حشايش عندهم عليها سنين .. عامتها ، وصللها الما لتخم الارض .. و طلعت

على فكرة سمعت مرّه اشارة استظرفتها برشه .. انّو كلّ عام بالتّسعه .. تصير فيه امطار كبيرة لدرجة الفيضانات ... اكيد لو كان جات الحكاية بالسبعه موش بالتسعه .. راهو وقع القاء الضوء على هالظاهرة اكثر :) ـ

الربيع هاذاكه في الريف هاذاكه ما ننساهش .. ما ريتش كيفو .. الدّنيا بالخضورية و الالوان .. كيما في الصور المتحركه بالضبط .. سامحوني على التشبيه بعالم الصور المتحركه .. اللي انا من عشاقو و متتبعيه لهاذي لحظه .. و ما يقلّقنيش بقدر ما يفرّحني انّي مغروم بالالوان و التلوين

;)

نتذكّر انّي نهار السبت نكمّل نصّ النّهار .. البيست متاع قرابة العشرة كيلومتر حتى للكيّاس .. نعملها على ساقيّ .. و ما نحسّش بيها من جمال ما يتشاف .. و نظافة الهوا.. و فرحة اللقاء بالبيرّات متاع السّبت :) ـ

لكن الفيضانات .. و الخصوبة ..و الربيع المربّع .. ما اكتفاش بالارض و الـفـْلاحة و الحشيش .. بل تعدّاه الى جسم "محبوبه" ...و خصّبها .. و كوّرها .. و قولبها قبل وقتها .. مسكينه

نقول مسكينه .. خاطر هالبلوغ المبكّر .. في وسط متحجّر .. متصحّر .. هو اللي جنى عليها كيما باش نحكيلكم

محبوبه كانت تقرا سنه رابعه ابتدائي .. يعني ما تتجاوزش عشرة سنين بالكثير .. امّا لاسباب هرمونية ... وراثية ربما .. نفسية .. علاش لا ... ظهرت عليها علامات الانوثه مبكّرا ... بشكل اثار انتباهنا .. و اثار قلق عايلتها لانّو كيما تعرفو الانثى في العايلات الريفية هي لعنة .. قنبلة موقوته .. فنجان شفّاف .. محطوط على حرف خزانه .. و الناس الكل عندها فوبي مزمنه من امّو "يطيح" ... و ... "يتكســّر" ... و "الطياح" و "التكسير" هنا .. افهموه كيما تحبّو
الى ان يقع التخلّص منها بالزواج .. تماما بنفس دوافع الوأد

محبوبه كانت مزيانة برشه .. وكانت خجوله .. و كانت واعية بالفرق الجسماني بينها و بين زميلاتها .. العصيفرات لخرين .. اللي مازالو ما عرفوش ما عرفاتو هي .. من قلق شهري .. و من انجذاب للجنس الاخر .. و من شهوة لعينه

محبوبه كانت تنتابها حالات من الخدر وقت اللي نقترب منها باش نفهّمها السؤال و الا نصلّحلها التمرين والا نشدّلها يدّها (كيما كنت نعمل معاهم الكل) باش نحسّسّها بحركات القلم في حصّة الخطّ ..في البداية ما حطّيتش في بالي حاجة عندها علاقة بحاجة من قبيل الانجذاب الجنسي تجاهي .. الشيء اللي طبيعي باش يحدث من جانبها هي ّ لانّي ربما الرجل الوحيد اللي تباشر فيه يوميا بعد بوها

اوّلتها حشمه مبالغ فيها منّي .. خوف من المعلّم .. يمكن تكون مريضة .. لكن لقيت انّو نفس الملاحظة عند معلّمها متاع اللغة العربي .ـ

و من وقتها .. ولّيت نتعامل معاها بنوع من الحذر .. و باستراتيجيا صغيرة متاع انّي في نفس الوقت ما نحسّسهاش انّها كبيرة على زميلاتها .. باش ما تاقعلهاش نوع من العزلة النفسية اللي تعيقلها قدراتها متاع الفهم و التركيز و تشوّهلها استعداداتها الذهنية للاندماج مع المجموعة

و في نفس الوقت يلزم نلغي من تصرّفاتي معاها الجانب اللي تمارس فيه هيّ سرّيا معايا و هو اعتباري "رجل" الى جانب انّي "معلّم" ـ

و كانت تبدي فرح .. مع الاسلوب الاول

و حزن خفيّ .. مع الاسلوب الثاني

كنت نحكي في المساله مع معلّمها متاع العربية اللي نتذكّر انّو كان ماخذ الحكاية بشكل هزلي اكثر من اللازم

:)

صحيح الحكاية ماهيش دراما مطلقة .. و صحيح انها ما تخلوش من مواقف متاع كوميديا .. لكن انا كانت مأرّقتني اكثر منّو هوّ .. و نسأل حتى على معاملة عايلتها ليها ، و تقبّلهم لجسدها الصغير .. المتفتــّح ، و هوما الغير متعلمين ، ذوي الثقافه الريفية ، اللي لا تفرق بين جسد محبوبه و جسد بقرة حلوب

و جا النهار اللي باش تحمل فيه محبوبه صليبها على اكتافها .. صليب النهد الذي تكوّر باكرا .. و الخدّ الذي تورّد باكرا .. و القوام الذي تشكّل باكرا .. و الاغماءة الخفيفة التي تنتابها باكرا عند ملامسة يدها ليد معلّمها

كانت محبوبة تحبّ "عادل" التلميذ النجم متاع السنه السادسة :) التلميذ النجم بمعنى انّو قرّاي .. مزيان .. بوه فلاح لاباس بيه

و كانت بيناتهم مراسلات غرامية .. سرية .. لكن من نهار اللي معالّم السنه السادسة فاجأ "عادل" حبيب "محبوبة" يقرا في جوابها لخّراني ليه .. ما عادتش المراسلات سرّية

كان المعلّم هاذا تقليدي في تفكيرو .. مما يخليه يعجز على التعامل مع موقف كيما هاذا ، و مما يخلّيه ما يراش فيه الا جانب واحد : "الفضيحة" و "الشرف" و "الاخلاق"ـ

و فعلا كانت فضيحة بجلاجل للحبيبين الصغيرين .. الجميلين .. القاصي و الدّاني سمع بيها

و تنصبت في ساحة المدرسه المحاكم متاع حماة الاخلاق الزائفة .. و محاكم ديناصورات الكذب .. هاك اللي تولدو و عاشو و اصبحو اباءا و جدودا ... و باش يموتو .. من غير ما تكون عندهم حبيبه تبعثلهم رسائل حب .. كيما الرسائل اللي تبعث فيها محبوبة لـ عادل .. ـ

وهاذا هو الجانب اللي وقع استفزازو فيهم بها الرسالة اللي كان محتواها مضحك .. رغم ما كان فيه من مشاعر متتدفّقه و ملتهبة .. مختفية وراء جمل مليئه باخطاء الرسم و النحو و الصرف

انا من ناحيتي سعيت ما في جهدي باش نستر الحكاية و نحاولو نحلّوها بيناتنا في المدرسه و نراقبوها من بعيد دون ان نتسبب في كارثه .. خاطر اولياء كيما هكّاكه ينجّمو يقتلوها .. عادي

و علاش .. ؟؟؟ على جواب معبّي بالاغلاط متاع رسم الهمزه :) ـ

عشيّتها .. محبوبه صفارت .. شحبت شحوب الاموات .. ترعش .. بوها جا .. التلامذه الكل يتفرّجو فيها .. العيون الكل تجرّحلها في بدنها الغضّ

جا بوها... مدنكس .. حاشم .. ساكت .. هزّها و روّح بيها

و من نهارها انقطعت هي عن الدراسه .. و انقطعت عنّا اخبارها

...................

ريتها .. بعد شهرين و الا ثلاثه .. شادة عصا .. و تسرح بالـــّـنعاج





mercredi 25 février 2009

ثرثـــرة معلّــم قـديـــــم... 3

ثمّه حكاية ما نعرفش علاش جات لبالي .. هي بسيطة برشه .. اما هاو باش نحكيهالكم
هاك العام ، منين كنت معلّم في الارياف (يمكن بعض الاصدقاء/المدونين الجدد ما سبقلهمش و اطّلعو على التدوينتين اللي كتبتهم قبل على "التجربة" هاذيكه ، هاو ينجّمو يشوفوها هنا ، و هنا باش يكونوا في الصحن اكثر)ـ

كانت ثمّة تلميذه تنتمي لوسط عائلي و اجتماعي مترفــّه برشه ، مترفــّه موش فقط مقارنة بباقي التلامذه ، بل ايضا مقارنة بالعبدوللّه : معلّمها ، و بالمدير و بالمتفقّد زاده، مرورا بالطبيعة برئيس الشعبه و الشيخ..هههه .. لكن ظروف عمل والدها حتّمت انّها تتوجد هي في هاك الريف هاذاكه ، في هاك العام هاذاكه ، بش نقرّيها انا ، و نتذكّر حكايتها و نحكيها توّ

اش معناها تلميذه بوها متريّش ؟ معناها عندها احسن و أذخم ستيلوات و احسن نوعية متاع كرارس: سيبار سيبار ، الورقة تشوف فيها وجهك ، نتذكّرمصوّر عليهم السّيقل متاع اليونيساف ، أكيد بوها كان لاحم حتّى لغادي

اللــّـَــوحة متاعها ماهيش حديد و الا لوح ، و ما يتكتبش عليها بالطباشير ، لا ، نوع اخر .. نوع سحري .. ندرا كيفاش تعمللها هكّه ..تتجبـد و تتحلّ ، وتتمسح الكتيبة وحّدها يا بوقلب ، قالّو طلاسه و الا لقشة منحّية من الجرّاية الشّيفون متاع الدّار ، و الا لقشه ريحتها إيدام و جافال و أومو ، منتــّفة من السّبونتاكس متاع الكوجينه كيما وخيّانها
بحيث انا وقتها اللــّوحه هاذيكه اوّل ما شفتها قلت هاذي جايبة كواترو من دارهم و الا شنّـيّه الهدرة؟
البرّايه ... نقصد البرّايات متاعها .. سيري متاع حيوانات .. زوو على حالو ، كلّ برّايه فورمتها على شكل حيوان ، و الا شخصية كوميك ، الاقلام الرّصاص من كافّة الدرجات .. القوم/الممحاة ، بارفيمي : كي تفسّخ بيه تشمّ ريحة ورد ، سيترون ، فليّو
و برشه جزئيات اخرى نسيتها
بحيث ، انا لتوّ ، برشه ادوات كي نشوفهم نقول
Tiens !
تهاذي ماني ريتها هاك العام عند هاك التلميذه الغنيّة
التليمذات لخرين مساكن عقــّدتهم
أربكتهم
مهمشتهم
دمّرتهم
استفزّتهم
و استفزّتلهم حرمانهم حتّى من ربع قلم رصاص ، معضوض بالزّروص في أطرفو ، و هاك اللي رصاصو ماهوش مفيكسي مليح في وسط الغلاف الخشبي متاعو ، بحيث كي تنزل عليه من جيهه ، يخرج من الجهة لخرى ـ

و الا كتاب قراءه مشترك ، هاك اللي تعدّيه الاخت لخوها بعد ما كمّلت قرات بيه ، كي تجي هيّ مروّحه و هو داخل للقسم

استفزّتلهم حرمانهم من اللـــّـُـعـَب ، اللي في اشكال حيوانات ، فما بالك انّهم يحلمو بيها في برّايه ، و الا في سيري متاع برّايات

استفزّتهم في التّخرنينه الدورية الاعتيادية المكرّرة متاع البو الزّوّالي اللي كل اوّل عام دراسي ، و هو يماطل فيهم على شريان الادوات ، ويني كرطابلة خوك ؟ موش عمنوّل شريتلكم برّاية ؟ ماو اكتب في كرارس اختك متاع اوّل عمنوّل : منين كانت في السنة الخامسه...الخ

باختصار مهمشتهم

علاقاتهم بيها كانت تتراوح مابين : الحب المبالغ فيه ، و التقرّب المبالغ فيه ، و الكره المبالغ فيه ، و الحقد المبالغ فيه ، و الحسد المبالغ فيه ، و اللامبالاة المبلغ فيها ، و التبعيّة المبالغ فيها ، و التجاهل المبالغ فيه

كنت نلاحظ هاذا في علاقتهم بيها

فرق بين علاقتهم هوما ببعضهم ، وعلاقتهم الكلّ ، بيها هيّ

هوما تجمعهم نفس القيم : قيم الفقر و الحرمان و الاشتراك في الادوات المدرسية القديمه و المسوّسة و السـّاكند هاند ، و كتب التمارين اللي تمارينها مخدومه عمناول ، و مفسّخة بكلّها بالقوم باش تولّي صالحة للاستعمال الجديد

امّا وقت اللي يتعلّق الامر بيها هيّ ، تتبدّل اللغه و المشامية

اشتراكهم في الفقر حتّم نوع من التضامن ضدّها هي ، نوع من الالتفاف الدافئ حول بعضهم ، كنوع من التعزية المتبادلة ، و كل من يتقرّب منها ، يولّي منبوذ عند لخرين

كانت هي، بذكاء الاطفال ، (على فكرة الفراد هيتشكوك كان يخاف ياسر من الاطفال)تستغلّ في تفوّقها "الأدواتي" عليهم باش تجلبهم، و تشريهم ، لانّها كانت حاسّة بنوع من العزلة ، و لا يمكن الا استثمار سيطرة كرطابلتها على كراطبهم ، بل صيكانهم هوما

ثمّه شكون نجح في انّو يصمد ، يعني يرضى يتعرّض لعقوبه و الا بخصة على انّو يذلّ ليها و يطلب منها مثلا انّها تسلّفو برّاية قطّوس و الا قلم زينه اخضر من باكو الاقلام الزينه متاعها ، اللي فيه من اللون الاخضر بركه ، خمسة و الا ستّه تموّجات ، من الـ
Vert bouteille
لـلــ
Vert olive

و ليكم انتوما باش تتخيّلو حساسية و دقّة الوضعية هاذي في القسم، خاصة بالنسبة لمعلّم كيفي، من هاك الطّرحة متاع الضمير ، هههه...هاك المعلّمين اللي يشوفو دورهم في القسم انهم يعلّمو الاطفال المبادئ الاولية للحياة ، موش فقط مجرّد مـُلقــّني حروف و ارقام

يمكن هاذاكه علاش ما كمّلتش

الاهتمام اللي كانوا يولوه ليّ وقت اللي هي تجاوب بالغالط ، كان اهتمام كبير برشه ، موش كيما وقت ايّ واحد منهم يغلط

يخزرولي خزرة فيها الكثير من الاستغراب و التساؤل

استغراب مفادو : يـاااا…!!!! تي هاي حتّى هيّ تغلط !!!!!ـ
ما يقبلوش بسهوله انّو وحده عندها ستّة و ثلاثين قلم زينه ، و طزّينه برّايات ، و لـَـوحه سحرية عجيبه ... تنجّم تغلط في الاجابه
و تساؤل مفادو : زعمه "سيدي" يعاقبها حتّى هيّ كيما يعاقبنا احنا وقت نغلطو ؟؟؟؟؟ ـ
و بطبيعة الحال ، "سيدهم" ، رغم انّو كان كيفهم مبهور بأدواتها ..ههه .. الا انّو كان يجاوبهم عمليا ، على تساؤلاتهم الخفيّة هاذي، بانّو يعاقبها كيفهم ، وقت اللي يلزم ، و يمدحها و يشكرها كيفهم ، وقت اللي يلزم

اللي كان عامل نوع من التوازن في الجوّ النفسي المشحون هاذا ، هوّ انّها هي ما كانتش لامعة و ذكيّه و "قرّاية" برشه
و احنا صغار ، كنّا نقولو : فلان يعرف يقرا Jـ
هي ما كانتش"تعرف تقرا" برشه ، كانت متوسّطة ، يعني امتلاكها للبرّايات المزيّنين و الممحاة المفوّحه بنكهة السيترون ، و اللــّوحة السّحرية ، المبهرة ، ما يعنيش امتلاكها للاجوبة الصحيحة و الا للاعـداد الباهيـة و الا للذكاء و البداهة و النباهة

كانت ، بسذاجتها الطفوليه بالطبيعة، عاملة راسمال كبير من أدواتها المدرسية الرفيهة ، و كان عندها اعتقاد طفولي في انّو هاذيكه الاشياء اللي تحبّب فيها المعلّم ، و كانت تتصوّر انّو يلزمني نشكرها على انّها "تملك" ادوات احسن من اصحابها

وهالاحساس اللي عندها ، احساس الاستقواء بالادوات المذخمه ، زاد غذّاه فيها ، انّو البعض من زملائي لخرين ، كانوا ماخذين انتماءها لوسط مترفــّه برشه في حسبانهم ، سواء في اسناد اعداد اكثر من اللي كانت تستاهلو ، و الا في عدم تعريضها لنفس العقوبه وقت تقوم بنفس الخطأ اللي قام بيه غيرها
وكنت انا و بعض زملاء اخرين، اللي يشاطروني في ارساء الديمقراطية في القسم هههههه ،كنّا ديمه نلوموا فيهم على السلوك هاذا ، واللي هو نوع من التقرّب و التملّق و الولاء ، و اللي يضرّ بيها و بيهم و بالبقية متاع التلامذه

موجوده الانواع هاذي .. في المجالات الكل .. و ما توفاش منها الدّنيا

و هاذا اللي يلزم يتقاوم ، و يتقوّم ، و يتنجّر في الصغير ، في التلميذ ، في الطّفل ، باش ما تكبرش معاه مشاعر من هالنوع ، و تتحوّل لمركّبات استعلاء ، و يحسّ روحو خير من الناس ، فوق الناس ، ما يغلطش ، هو الاحسن ، هو المحور ، هو المركز ، لا لشيء الا لمجرّد انّو اتـْحطّ ، صدفة ، في ظرف مختلف (موش احسن) على ظرف غيرو

نقول:موش احسن ، على خاطر في المثال هاذا ، الجـّـْــنون متاع القسم ، و اللّي بالحق كانوا يخطفوا الجملة و الا الاستنتاج من فمّي، ما كانتش عندهم الاكسسوارات هاذيكه ، و كانت عندهم برّاية عائلية وحدة ، يقرا بيها هاذا الصباح ، و يعدّيها لاختو العشيّة ، و البو في بالو بيها ، و ديمه يتفقّد فيها

و كان خوفهم من انّها "تملكني" و الا "تغريني" بأدواتها ، و "تنسّيني" فيهم ، خلاهم يبدعو اكثر في دراستهم : طريقهم الوحيد الى قلبي ، لانّو كيما حكيت ، وقتها كان ثمّه "حبّ" بيني و بين التلامذه

البنية هاذيكه زاده كنت نحبّها ، و كانت تسخّفني مرّات ، خاصة وقت اللي نحسّها تنرفزت كيف نحاول نبلّغلها رسايلي اللي محتواها: ادواتك الرفيهة جدا ، هي جميلة صحيح ، لكنّها ليست كافية لان تكوني تلميذه متفوّقة ، و نطلب منها انّها تخلّي قلم واحد ، و قوم واحد ، و برّاية وحدة فوق طاولتها ، و الباقي ترجّعهم للكرطابله ... تتنرفز و تحسّ انّي سكّرت عليها مجالات الاستعراض و السيطرة على زملاءها

ما نعرفش توّا هي ويني ، و لوين هزّتها الدّنيا.. و تنجّمش تعرف روحها هنا .. و هيّ ترقص مع صاحباتها .. في حفلة اخر العام ..على انغام الاناشيد .. بمصاحبة عزف عود "ســِـيـدها"...ـ

اللي نتمنّاه ، هوّ انّها ، الى جانب انّها كبرت في العمر ، تكون كبرت في مخّها
كيما نتمنّى انّو ما كبرش معاها هاك "الاستقواء الأدواتــي" ...هههه ... اللي كانت تخفي بيه في عدم تفوّقها الدّراسي ، و تقاوم بيه في حالة العزله اللي تتوجد فيها احيانا ، و راهي ماهيش توّه مستقوية باكسسوارات.. من نوع آخر ، باش تخفي عدم تفوّق.. من نوع آخر ، لمقاومة عزلة ..من نوع آخر


dimanche 13 juillet 2008

ثرثرة معلم قديـــم 2 ـ

من بين الحاجات اللي مانيش مستعد نتنازل عليهم: كعبات البيرة .. وخاصة متاع نهار السبت .. على خاطرهم .. علميا و شرعيــّا ضروريين بعد اسبوع كامل ستراس متاع وظيفة ... و نمطيـّه .. و روتين .. وحاله .. و على خاطر فيها لقاء مع اصدقاء باهين .. ماهمش مقلقين .. وما يخوّفوش .. بمعنى .. كي تحكي معاهم افكارك السياسية ... ما تلقاش روحك من غدوه تبحث ... و كي تشيخ على الموسيقى و تعمل شطحه .. ما يقولوش عليك .. مايع ... باختصار كل حد و ما يريــّــحو
عاد
نهار من النهارات .. و انا نمارس في طقوسي البيرّاويــّـه المقدسه .. نلقى ورقة في التابلو د بور متاع كرهبة صاحبي... صاحبي في الثانوي .. و في الجامعه .و...و...وو اللي هو توّا المرشد البيداغوجي للتعليم الثانوي.. قتلو شنوّه هالليـــسته متاع الاسامي اللي عندك .. قالّي .. هاذوكم اساتذه ناجحين في الكاباس .. كتابي .. و انا نعمللهم في تكوين .. نحضّر فيهم للشفاهي ..بديت... بكل فضوليـّة لا واعيه .. نقرا في الاسامي
استوقفني اسم
اسم يعني حاجه في ذاكرتي
ذاكرتي البعيده
البعيده برشه
عبد الله الدّ.
كان ذكي
كانت شخصيّتو قويّه .. و هو ولد 8 سنين
كان يعرف يدافع على نفسو كي نتّهمو بالتشويش .. و هو ما شوّشّ
كان يخزرلي في عيني و هوّ يجاوب على السؤال
كانت عندو قدرة انّو يمتص الغش متاعي بكلمه و الا كلمتين ... يرضـّــيني بيهم
و كيما تشوفو في التصويره


الوحيد اللي تفطّن لوجود آلة التصوير اللي محطوطه في آخر القاعه .. و تلفـّــتلها ..هو عبد الله



كان نظيّف و قرّاي و ذكي و روحو خفيفه و شخصيتو مرحه و قويّه .. و كان زادا .. يعاني مع اصحابو و معايا في البرد و بـُعد المدرسه ... و...و غيرها من الحاجات اللي حكيت عليهم في التدوينه الاولى
.........
زعمه هوّ ... اللي يتربّص عند صاحبي؟؟؟ـ
- بربـّي هاذا منين
- شكون .. عبد الله...؟؟ آه .. من .........ـ
- شوف ... وقتاش باش تقابلو المره الجايّه ؟؟ـ
- النهار الفولاني... علاش ؟ـ
- بربّي اسألو .. قلّو شكون قرّاك في الفرنساويّه في السنه الثالثه ابتدائي متاعك
- شنيّه الحكايه ؟؟ تعرفو ؟؟ و كي يظهر تشابه اسماء
- موش مشكل .. المهم ثبـّـتلي هوّ و الا لا .... .. مازالت بيرّه ؟؟؟ ـ
...................
في النهارالموعود ... اللي .. ما ما نكذبش عليكم .. كنت مغصور فيه كأني نستنى في نتيجه متاع امتحان .. جاني صاحبي .. و قالي : ظهر هو ... تلميذك .. متاع 17 سنه لتالي ... و راهو ما صدّق قتلو تتذكّرش معلّمك متاع الفرنسويّة في السنه الثالثه ابتدائي .. و هوّ اتهزّ و تنفصّ ...وقالّي: سي فلان .. و حكالو على العود و الاورغ و الموسيقى في القسم .. و على التصاور .. والراديو كاسات ..و السـّـامور متاع النار .. و اللعب ..و الضحك .. ..و...و...و
.....................
الحاصل ... ما نحكيلكمش على اللقاء اللي تم بيناتنا .. صدّقوني عينيّ زغللت بالدموع وقت اللي.. بعد 17 سنه ..شفت تلميذي ...و خلّيني نقول : ولدي.. هاك البوتشه متاع 30 و الا 40 صنتيمتر اللي كان صوتو كيما هكّه
اسمعوه يقرا في انشوده


abdalla 88 89 cocorico - www.itoky.com

راجل قدّامي .. استاذ انقليزيّه .. لكن ..الغريب في الحكاية انّو .. ما عادش يخزرلي في عيني برشه و هوّ يحكي معايا .. كيما كان يعمل و هو صغير
ولّى يحكي معايا و هو:) حاشم
الحاجه اللي ما كانتش فيه 17 سنه لتالي
قدّاش فرحت بيه و هو يحكي عالبلوز و الجاز .. و على الموسيقى المفضّله متاعو..و على تشارلز ديكنز .. و الادب الانقليزي
باختصار... ما نكذبش عليكم .. وصّيت عليه صاحبي و حكيتلو على ظروفو .. و قالّي صاحبي : تهنـّـى عليه .. هاذاكه راهو طيّاره
عطيتو تصاورو اللي عندي .. و عطيتو كاسات فيها تسجيل صـَـوْ تي ليه وهوّ يلقي في انشوده .. و عطيتو كرّاسة الخطّ متاعـو .. وقتلو : هاذيـّه أمانه خلاّها عندي عبد الله الصغير .. و قالّي اعطيها لعبدالله الكبير
و ... و لّينا اصحاب

jeudi 26 juin 2008

ثــرثــــرة معـلــّــــم قـديـــــــم

على إيقاع زغاريت الباكالوريا .. اللي تجيبها النسمه من السطوحات الشعبية متاع العايلات اللي مربـّـخينها .. السطوحات الفايحه بروايح البخور .. و الجاوي .. و البيرّة .. والعرق (متاع البدن موش اللي يسكرو بيه الشرقيين) و العرعار و قشور الحوت على النـّـِــفس ...و الروزاطه ..الحاصيلو .. كلّ حد كيفاش يفرح

سرحت شويّه مع مخّي .. و رنّت في وذني تزغريتة الوالده..هااااك العام .. و تحميلتها ليّ هيّ و الوالد يرحمو.. وقت اللي نجحت في الباك .. نتذكّر انّي وقتها كنت شاهق بالبكا في حضنهم ..شي تفريغ للرهبة والضغط اللي عايشين معايا عام كامل .. و شي خاطر خويا اللي عدّا معايا ، ما نجحش .. يعني بصراحه ...فرحتي كانت ناقصه.. و ما فرحت الا وقت اللي شفتو هوّ يضحك .. و فرحان بنجاحي آنا و نسى روحو

أيّه .. بون .. بون .. يزّي لا تولّي دراما و مـَـنـْــوْحَـه ههههههه

باكالوريا .. آداب .. مونسيـــون : قريب من الحسن .. 13 فاصل معدّل .. 17.5 في مادة الانقليزية .. يعني تطلبشي في التوجيه انقليزيه في المرّيخ .. تاخذها .. و انا الرويحه في الانقليزيّة

و رغم هاذاكه

اوموري ما مشاتش .. عامتها .. و اللي مبعدو .. و من غير دخول في الاسباب و التفاصيل توّ

بحيث فجأة نلقى روحي معلّم ابتدائي في ريف .. يعمل 66 كيف : لا ما .. لا ضو .. لا كيّاس ..قدّامي 30 تلميذ جيعان و بردان .. مشبّرين فيّ عينيهم الحزينه .. و معمّلين عليّ باش نخرّجهم من الظلمات الى النور

الطريق اللي يوصّل لها المدرسه .. بيست ..؟ ما توصل الا بخمسه كيلو غــبار و تراب في بدنك و على راسك .. هذا اذا ما تكونش راكب من تالي مع ثلاثه و الا اربعه نعاج .. مهبّطهم مولى الكرهبه لسوق الغنم

الما .. ؟ من الماجن .. و الا المياه المعدنيه ..والا ّ البّادن اللي نجيبوهم معانا والاّ نوصّو عليهم جماعة النقل الريفي .. اللي بدورهم ماهمش ديمه متوفـّرين .. خاطرهم ماهمش مترسمين في النقل الريفي .. و يخدمو موسميا..مرّه يحصدو ..مرّات يهبطو لدزاير و الا المرّوك يجيبو شويّة سلع .. يدلـّــلـو بيهم ... مرّات يحرثو.. دونك .. تولّي الخدمه بالدركتورات .. و الكرهبه اللي تخدم نقل ريفي ، و اللي غالبا ما تكون 404 ، يرتـّـحوها

و على ذكر الـ:404 .. حتّى كان باش نحلّو قوس .. اما نسكّروه فيسع .. تعرفو اللي احنا شعب مبدع في الامثال ؟؟ .مثلا توّ .. كي ذكرت كرهبة نقل ريفي 404 ..تذكّرت عمار بومقص .. و تذكّرت معاه مثل شعبي يقول : أذكر الكلب و ارميلو عظم .. و لذلك ، نحب نستغل هالفرصه السعيدة .. باش نرمي العظم الآتي لبو مقص : سيـّبو المدونات .. يا حيوانات ... مع احترامي الكبير للكلب اللي يتحلّى بالكثير من الخصال النبيله

قلنا البيست حموم .. و الما : بـَــحّ
الضوّ ..؟ عليك و على الشمع .. الفنارات .. البريميسات .. اللــّــامبات اليدويّة ...و في الليل .. تبدا تسمع في الذيوبه تعوّق
Enfin
ثمّه اللي يقول هاذاكه ابن آوى شاكال بالفرنساويّه .. ماهوش ذيب .. على خاطر الذيوبه الصحاح انقرضت من شمال افريقيا

ما نعرفش

لكن الاكيد انّو الاصوات اللي سمعتها ماكانتش نبيح .. و لا تمعــويش .. كانت اصوات نعرفها في البرامج الوثائقية متاع عالم الحيوان :) و حتى المواطنين متاع الريف هاذاكه .. عندهم برشه حكايات توصل لمستوى الاساطير على علاقتهم التاريخية القديمه بما يسمّوه هوما : ذيوبه . عندهم في جدودهم و اسلافهم اشكون كلاه "الذيب" و اشكون تعارك مع الذيب و قتلو .. و اشكون اصطادو .. وفيهم اشكون ورّاني جلد الذيب ( والا ابن آوى) معلّق في دارو

و بما أنّو هالريف هاذا ماهوش قريه .. و ماهوش دشره .. بل .. دْوَاويـــر "جمع دوّار" ... يعني متفرّقين في الجبل و بعاد برشه على بعضهم و على المدرسه .. هاك التليمذات ... كل يوم يضربولك مارشه متاع ساعه .. في عزّ الشتا .. في قشـّـابيـّه محكوكه .. مهرّيـــه .. و تحتها مريول نص كم .. و كرطابلتو اللي قرا بيها خوه قبلو .. و الا قفّه بلاستيك .. حاطط فيها كتبو و كرارسو و شويّة الكـِــسره العربي و الا الطابونه .. اللي لكمتتهملو امّو في منديله .. فطورو متاع نص النهار بما انّو ملـّي يجي الصباح ما يروّح كان لعشيّه

و اللي مسلّكها فيهم.. يجيب معاه شويّة لبن في شقف قازوز .. و مرّات في شقف بيرّه .. ماهيش مسكّرة مليح .. بحيث ما يوصل للمدرسه كان شطرها يتكب على كتاب القراءه .. و يمرمدو .. و يرنـّخو .. و تتخلّط حلاوة العلم .. وقروسة اللبن .. و مرارة الفقر.. في كرطابله وحده .. بل .. في قفه بلاستيك

في الايامات البارده متاع الشتا .. كنت نوصّيهم.. كل واحد .. و هو جاي الصباح للمدرسه.. في ثنــيـّـتو يقشقش شويّه حطب .. يجيبهم فيدو.. كل حد اش ينجم .. خاصة انها المنطقة جبلية .. 30 تلميذ اذا كل حد يجيب قشّه ، تعمل حاجه

و دبرّت قاع متاع بـتـّــيـّـه .. نشعّلوه البرّه م القاعه .. و وقت تتنحّى الدخاخين و يبقى كان الجمر .. و يولّي سامور هايل .. ندخّلوه و نحطّوه في قلب القسم و ندورو بيه كيما لي زانديان .. و نعملو ربيّع ساعه اربعة دراج .. تسخين .. حركات .. لعب .. ضحك . يدفا القسم .. و تدفا يديهم .. و تدفا قلوبهم .. و تتحلّ اذهانهم للقراءه .. و الايقاظ العلمي .و...و...و

كنت نحسّ انّي نشاركهم الظروف القاسيه هاذيكه .. تقولش علينا لكلـّـنا منفيـّيـــن : هوما و انا ..

هاذاكه علاش كنت نعيش معاهم مشاعر متاع دفء انساني كبير و عميق برشه.. ما كنتش نحبّ نكون المعلّم اللي يخوّف .. البوليس .. او الاب الثاني في صورتو الرديئة المتسلّطه..

كنت نقول : يكفيهم الفقر و الظروف الطبيعية الكاسحه و المناخ المقوّد و بـُــعد المسكن على المدرسه والأمّيّه و الجهل اللي معششه في اوساطهم العائلية و حرمانهم من كل ما يحتاجو طفل و تلميذ في العمر هاذاكه من تلافز و فضاءات و ساحات و حدائق و مراكز و مكتبات و دور مطالعة و نوادي لمختلف الانشطه الفكرية و اليدوية و الفنيه و مسابح و قاعات العاب و قاعات سينما و دور اطفال و دور شباب و ماناج ... ما يكفيهمش حرمانهم من هاذا الكل ؟؟ نزيد آنا نكبّلهم سعودهم بالعـصا و الصياح و الكشّه...؟؟ـ

نجحت في انّي نخلق نوع من الصداقة و العشرة معاهم

يكفي باش نقوللهم : انتم مشوّشين .. و هاذاكه علاش انا تو غضبان منكم.. و ماعادش نكلّمكم.. و ما عادش نقرّيكم بالقدا.. و ما عادش نضحك معاكم.. و ماعادش نعزفلكم بالعود

و نمشي نقعد في آخر طاولة و نرسم الحزن على وجهي .. و نبدا نلاحظ في ملامح الاسف و الندم على وجوههم .. و ملامح توبيخ الضمير و الشعور بالذنب .. اللي نحسّو يوجعهم اكثر من الضرب بالعصا .. على خاطرهم كانو يحبّوني بصفه خاصّه

و هالحب الخاص بالطبيعه عندو اسبابو ..كانت علاقتي بيهم متميّزه برشه على علاقتهم بزملائي لخرين .. كنت نعمل معاهم في حاجات .. نعرف انّها تبقى منحوته في اذهان اطفال في عمر 7 و 8 سنين
مثلا
القسم ، معايا انا .. ماهوش فقط بلاصه متاع قرايه اكاهو ..مرّات يولّي زادا نادي موسيقى .. و ستوديو تصوير فوتوغرافي .. و ستوديو تسجيل.. و مرسم .. و قاعة مطالعه .. و غابة .. و قاعة العاب .. و سيرك .. ـ

في اول الحصة .. والا اخّرها .. و الا في الفاصل مابين المواد الكبيرة .. اللي فيها نوع من التجريد و الجفاف .. لغة .. حساب.. كنت نهزّلهم العود والا الاورغ و الا الهارمونيكا .. و نعزفلهم بيهم الاناشيد .. و نسجّللهم اصواتهم في الراديو كاسات اللي كنت نخدّم فيها بالباتريّات .. يقولو في الاناشيد و انا نعزفلهم .. و نسمّعهالهم .. و نبدا معمّر المصوّره في أخر القاعة .. ناخذلهم تصاور من غير ما يعرفو .. و في الاسبوع الجاي نورّيهملهم .. ونعطيهملهم .. و نحسّ انهم قريب يطيرو من الاستعجاب و الفرحه و الدهشه .. و نعرف انهم ماهمش باش يستحفظو بيهم.. ونقول

ميسالش .. النيقاتيف موجود عندي

بحيث .. هوما و انا .. تورّطنا في حب بعـضنا

هوما : كانو يمثّلولي شباك صغير يحل على فرحة طفوليه بالحياة حتى في بلاصه كيف هاذيكا .. بعد الانتكاسه اللي وقعتلي في قرايتي الاعوام لولى

و انا: نمثللهم المعلّم اللي من المفروض عندو سلطه عليهم .. لكن هاو ظهرحتى هو كيفهم .. ما يفلّتش فرصه باش يغني و يعزف و يلعب و ينقــّــز و يضحك و يمثــّــّل و يرسم ..

بعد 17 سنه .. قابلت واحد منهم .. سي الشباب .. خليتو عمرو 7 سنين .. لقيتو استاذ انقليزيّة

اما توّ طوّلت برشه .. للحكايه بقيّه