المغنـّـيـن بالسّوري

شارل ازنافور من الفنانين اللي نحبّهم ياسر

المدرسه هاذيكة بكلّها : اللي تتسمّى مدرسة المغنّي/المؤلّف ، مثّلت العصر الذهبي بالفعل متاع الاغنية الفرنساوية، برال .. موستاكي .. ريججياني .. بياف .. ليو فرّي .. جان فرّا .. براسّانز

العديد منهم اسّس لموسيقتو من خلال اشعار راقية و قيّمه كيما عمل فيرّا مع اراغون ، و كيما عمل ريججياني مع بريفار ، و ليو فرّي مع بودلير و ريمبو ... الخ

و كانت تداعيات ماى 68 ظاهرة بالقدا في موسيقاتهم و تآليفهم عموما .. يعني في الوقت هاذاكه ما كانش يكفي انّك تكون صاحب صوت جميل و شويّة موهبة باش تغنّي .. كان يلزمك تعرف تحكي .. و تعرف تألّف .. و مطّلع على التراث الشعري و الادبي ، و تكون صاحب مشروع فنّي ثقافي كبير و مختلف .. و لم لا .. صاحب مواقف سياسية

بالنسبة لازنافور ، صحيح انّو ماكانش معاصربالشكل الكافي للجماعه هاذومه ، اما نشأ في وسط المدرسه هاذيكه : مدرسة "المغنّي/المؤلّف" ـ

بين قوسين ، البورتري هاذا بديت نرسم فيه ، اما ما حبّيتش نكمّلو تعبيرا على تضامني :) :) مع كلّ اللي تـْـنـِـبـْـزو كيف قاللهم ازنافور: ماذابيّ تسمعوني بالسكات من غير ما تشوّشو عليّ :)

نصوصو حلوّة ، رومنسية مرات .. اما بليده مرات اخرى .. لامحاله ما ترتقيش لمستوى بلادة جاك برال .

الحشرجة اللي يتميز بيها صوتو .. عندو ميلوديات تيبيك و جمل تنجّم تعرفو بيهم و تفرّقو على غيرو

حاجات كيما

Que c’est triste Venise

Emmenez moi

La Bohême

Le temps

Les tziganes

Hier encore

Mourir d’aimer

Tu t’laisses aller

Je n’ai rien oublié

يعني .. اغاني كيف هكّه .. ماهمش في حاجه ليّ انا باش نعرّف بيهم و الا نكشف على مواطن الجمال فيهم .. لا من ناحية عمق و طرافة النصوص المكتوبه و جرأتها .. و لا من الاتقان و المجهود الكبير اللي مبذول في تحويل هالنصوص الى ما يتماشى معاها من صيغ موسيقية .. و لا من المهارة التقنية و الاركسترالية العالية ... يعني ... قيمه فنّية كبيرة .. و ماهيش محل جدال و الا شكّ

ما ركّزتش ياسر بصراحه مع اللغط اللي صار اخيرا حول شروطو اللي فمّه شكون شاف انّو كان مشطّ ياسر فيها ، و الا ما كانتش تنطوي على ما يكفي من الاحترام لها الشعب الكريم

قلت ما ركّزتش ياسر .. على خاطر ما اعتبرتهاش جرايم كبيرة اقترفتها ايادي ازنافور الشريرة المتكبّرة الظالمه المتعاليه ههههه في حق جمهور حسّاس لهالدّرجه كيما جمهورنا المسكين المظلوم البريء .. اللي مانيش متأكّد هل انّو كان باش ينتفض الانتفاضة هاذي لو كانت هالشروط هاذي جات من "فنّان" و الا "فنّانه" بومصّه ، اللي اصواتهم و محتوى اغانيهم اخر حاجة يهتمّو بيها في مسيرتهم الـ"فنية" ـ

حاصيلو .. انا نرى اللي الفنانين ، بالضبط كيما الناس ، معادن و انواع .. .. و كيما فمّه اللي يتشرّط ياسر و يعمل براستيج زايد شويّه .. كيما اللي يرى انّو ما فمّاش فرق بين انّو قاعد يغنّى لاحبّاؤو في مسرح كبير و الا قاعد يشرب معاهم في قهوة .. و الا في كاس .. في مقهى ... صغير

تذكّرت ، في السياق هاذا ، حفله لجورج موستاكي كنت حضرتلها في ربيع 95 في فينيكس/ قرطــاج . اصدقائي فاجؤوني نهارتها بانّو موستاكي هنا ، و بما انهم يعرفوني نحبّو ، زادو فاجؤوني بأنّهم قصّولي تسكرة ، و قالولي تستنانا قدّام الفينيكس باش ندخلو مع بعضنا

و انا نستنّى .. بدات وفود الجمهور تتوافد على القاعة .. شـَيْ مترجّل و شي بالكراهب ، الشاوش و الا الحاجب و الا العساس اللي مسؤول على تنظيم عملية إيواء الكراهب ، (المراكية بالعربي :) عندو بلاصه فارغه قدّام المسرح يعسّ عليها ، و اللي ياقف فيها يجي يكلّمو بالسايسة و يقلّو : خويا سامحني راك ما تنجّمش تاقف هنا ، خاطر البلاصه هاذي راهي مخصصة للفرقه ، و يورّيه بلاصه اخرى .. الى ان جات فيات بونتو .. بيضا .. عادية .. و اشكون اللي يسوق فيها ؟ جورج موستاكي .. العقل المدبّر متاع غناية : ميلور : أروع ما غنّت إيديت بياف ، اسطورة فرانسا . و بالطبيعة راكى قدّام القاعة .. في البلاصة اللي ممنوعة على بقية الجمهور ، لكن بما انّو الشاوش/الحارس/منظم ايواء السيارات ما يعرفش جورج موستاكي ، كلّمو كيما لخرين ، و قالّو : خويا :) :) راك ما تنجّمش تاقف هنا .. ايجا نورّيك بلاصه باهية ، البلاصه هاذي راهي متاع الفرقه

و بالطبيعة موستاكي ما فهم من الحكايه الا انّو ما يلزموش يراكي غادي ، و ما عليه كان امتثل لاوامر الشاوش و مشى للبليّصه اللي قالّو عليها و راكى كريهبتو بكل هدوء .. و هبط هازز القيتار متاعو .. في ملابس اكثر من عادية

انا راقبت السّان من بعيد ، و اخجلني ياسر تواضع موستاكي و تلقائيتو ، و ترفّعو على انّو يستغلّ هويّتو في مراكية كرهبتو في مكان ممنوع على العامه ، و مخصص ... فقط .. لفرقة ... جورج موستاكي
في اللحظة هاذيكه .. هو ماهوش "جورج موستاكي" .. بل .. هو مواطن يلزمو يعرف وين يراكي كرهبتو باش ما يضيّقش على غيرو