samedi 16 juillet 2011

اطلقوا سراح معتقلي القصبة 3

نـضم صوتي لصوت باقي المدونين و الناشطين و الحقوقيين و نطالب باطلاق سراح المعتقلين على خلفية المشاركة في اعتصام القصبة 3 رغم اختلاف وجهة نظري مع منظّميه في العديد من النقاط اللي نأجّل النقاش فيها الى وقت لاحق
كما اندّد و أدين مواصلة حكومة السبسي انتهاج سلوك قمع المظاهرات السلمية ، و منع الصحفيين و الاعلاميين من ممارسة مهنتهم في كامل الحرية ، اللي فيهم اعتداء صارخ على حق اساسي من حقوق الانسان

mercredi 11 mai 2011

الــتـّبلعيط .. أنــواع

كلام معقول .. في بعض جوانبو .. لكن كيما تعرف انّو جدليا تنجّم تكون الفكرة معقولة و موش معقوله في الآن نفسو : مثلا التضامن مع الراجحي كيما ينجّم يستبطن نوع من الرغبة الجمعية اللاواعية لدى البعض في البحث عن زعيم جديد نهتف باسمه و نصطفّ وراءه كما تعوّدنا دائما و ابدا ، و كان الحياة السياسية بلا زعيم لا تستقيم . لكن زادا ينجّم يستبطن ملامح وعي سياسي و قانوني متطوّر مفادو انّها العباد اصبحت تعرف تفرّق بين محاكمة عادية و محاكمه ملفّقة و ذات محتوى سياسي مغطّي بالمدني ، الناس اصبحت تفرّق مابين بث الفتنة ( وهي التهمة اللي موجّهتهالو السلطة و من وراءها و من لفّ لفّها) و ما بين حرية التعبير ، و حرية الدردشه مع الاصدقاء و افشاء الهواجس و الخواطر و التكهنات و التوقعات و الانطباعات و القراءات الشخصية للوقائع و للاحداث

حكاية انّو حـْـصـُـل في الفيديو ثانوية جدا قدّام رغبة و ارادة سياسية قويّة في تتبّعو .. اراده سياسية كنا نتمنّاو نلمسوها في مسائل و ملفات اهم من تتبّع ثرثرة وزير سابق "لامسؤول" و "موش في وعيو" و "يمكن سكران" .. كيما قالت الحكومه

انا ضدّ اهمال المضامين و التنصيص و اللهث وراء الشكليات ، و ضدّ استئصال اردأ مقاطع الفيديو اللي ذات صلة بالثورة ، و ذات صلة بالاعتصامات ، و ذات صلة بوقفات التضامن و الاحتجاج ، و سحبها على الحركة الكل بشكل يشوّه و و يتجنّى و يمسّ من عدالة و جدية و صدق القضية المتحرّك من اجلها

في ارقى المجتمعات ، لا تخلو الحركات الاحتجاجية من الاستثناءات على مستوى الاداء و الاشكال المتبعه و درجة الاندفاع و الحماس و التهوّر الخ ...

احيانا تكون القضية عادلة ، و طريقة التعبير عليها لا تخلو من المبالغات من طرف البعض (مثلا : اعتصامات القصبة) و احيانا تكون القضية بيدونه و ذات محتويات رجعية ، و يضفي عليها اهلها الكثير من الطقوس المتحضّرة و الهدوء الكاذب (مثلا : اعتصام المنزه)

هو في الحقيقة احنا بكلنا في هالبلاد ، و ما شابهنا من البلاد الاخرى ، بمثقفينا ، باشباه مثقفينا ، بما عطانا المولى ، تربّينا على صورة نموذجية لرجل السياسة على اساس يلزمو يكون كلبه بن كلب (موش حتى كلب بن كلب ، لا ، كلبـَـه بن كلب) ، الرحمة لا ، لا عهد لا ميثاق لا مبدأ ، و كانّو المناورة و التكمبين و التكتيك (اللي هوما صفات مطلوبين و محمودين بل ضروريين في السياسة ) هوما مرادفين للسقوط و الكذب و الدّوره و الخداع و الانقلاب و التآمر و قلة المعروف

نقول الكلام هاذا بالطبيعه بعد ما ولّى كل من هب و دب يملك الصلوحية باش يقول هاذا يجي على مزاجي باش يجي رجل سياسة و هاذا ما يجيش على مزاجي باش يجي ، و هاذا ما يجيش رئيس حزب على خاطر مراياتو قديمه ، و هاذا على خاطر شلاغمو كبار و غيرها من السفاسف

القضية موش قضية هل انو الراجحي يجي رجل سياسة و الا لا

القضية هو انّو البعض تحت عنوان الموضوعية و الحياد (و لو انّو ثمّه حياد باسل و ماسط) اصبح ما يدّخرش ادنى جهد لتشويه النضالات و تتفيهها و الصاق صفات الـ"فوضى" و الـ"لامسؤولية" بيها ، مهما كان مصدرها و شكلها و محتواها و محرّكيها ، سواء كان زبال و الا قاضي (و المثال هنا موش تفاضلي)

قال شنوّة عيب انّو القاضي يهبط في الشارع و يعيّط بالشعارات

شنوّة اللي موش عيب ؟ انّها كمشه متاع شلايك ، مسيّبة الثعابين اللي مازالت متكعوكه على رقابنا و تعمل على الرجوع بينا لتالي ، و هابطة للشارع قال شنوة : اتحاد الشغل ديقاج

تباركالله

هاذيكه هي التحركات الفاضلة و النبيله و العادلة و المستجيبة فعلا للقضايا الكبرى للثورة !!!!!! ـ

انا برغم انّي احرص منك على نظافة الاتحاد ، و ضرورة تخليصو من قيادة سلبية متواطئه ، نسألك سؤال وحيد : وينك انت و امثالك من جماعة "اتحاد ديقاج" وقت اللي المناضلين النقابيين النظاف يقاومو في العفن اللي انت توّ برك وين شفتو ؟؟؟؟ لا يا سيدي ، ماكش بطل ، المناضلين النقابيين الصحاح لقاوها قبلك ، و صنّفوا القيادة النقابية و موقعوها و عملولها ستراتيجيا للتصدي ليها و فضحها و فضح تواطؤها عند القواعد ، منذ عقود ، وين كنت وقتها ؟؟؟ صحّه النوم !!!!

توّ عاد ؟؟؟؟؟

توّ ؟ وقت اللي من المفروض انّها تتوحّد الجهود الكل ضدّ عدوّ واحد: الدكتاتورية (موش فقط الدكتاتور يا فايقلها)

توّ ؟؟ وقت اللي من المفروض تتوسّع جبهة الاصدقاء (بالمعنى السياسي) ما امكن ، معقول نتلفّتو تو لبعضنا و ننهشو بعضنا ؟؟؟؟

شعار "اتحاد ديقاج" في المطلق هكاكة هو شعار غاية في التخلف و البهامه ، هاي البهامه الليييكس

اولا منظمة في عراقة اتحاد الشغل ، اللي ماكانتش فاعلة فقط في توحيد العمال ورص صفوفهم من اجل تحقيق مطالبهم المشروعه في تحسين ظروف العمل و حمايتهم ما أمكن من استغلال و جشع ارباب العمل ، بل ايضا في النضال الوطني ضد المستعمر ، بالتالي تاريخ اتحاد الشغل ما ينجّم كان يأدّي للمزيد من الافتخار بيه و المحافظة عليه و النضال داخل هياكلو ، حتى و ان اختلفت التوجهات و الخطوط داخلو ، فإنّو الفرز الديمقراطي الشفاف هو المحكّ لاسقاط زيد او عمر من قياداتو الفاسدة ، بالتالي لا يمكن وضع ايّ محاولة لضرب اتحاد الشغل الا في سياق ضرب منظمة جماهيرية مناضلة تمهيدا لتشتيت نضالات الطبقة العامله و تهميشها

ثانيا ، شراسة هجمة رأس المال المالي المعولم (المسمّى تلطيفا بـ"العولمه") تقتضي و تحتّم على الشعوب المطالبة بالتصدّي ليها انّها توحّد نضالاتها تنظيمًا و هياكلَ و اليات ٍ، موش تشتّتتها

اللهم اذا كان مازال ثمّه شكون لتوّ ، و حتى بعد اللي وقع و مازال ياقع ، مازال يعتبر مفاهيم "الثورة" و "الامبريالية" و "الرجعية" و "النضال" هي مفاهيم "تجاوزها الزمن" و "محنّطه" و "حشو متاع خطابات" و "شعارات" ـ

لا يا سيدي

الثورة علم .. علم التحرّر

القضية في مدى مصداقية و نزاهة المقياس اللي وقع اعتمادو من طرف بعض البلاعط الجدد (اللي اتضح انو، و مع الاسف ، عداءهم للبلعوط بهتان الخسيّس كان من قبيل الغيرة على حيازة لقب بلعوط لا اكثر لا اقل) في منح صفة رجل سياسة للراجحي ، و هل انّو هو الوحيد اللي يلزمنا نرجّعو نحطّوه في الميزان و نشوفو مدى قابليتو لان يكون رجل سياسة فقط لانّو خمّم بصوت عالي مع ناس معينين كان يتصور انّو بصدد الدردشة معاهم بشكل حميمي

القضاة اللي تظاهرو في الشارع ، عيب عليهم !! و ما يواتيهمش و تسييس للقضاء!!! اما التحضير لمحاكمة سياسية للراجحي عبر تجريدو من الحصانة ، على خلفية دردشة شخصية ، موش عيب و موش تسييس للقضاء ؟؟؟؟؟

و للتذكير فانّهم قبل ما يلتجؤوا للشكل هاذاكه اصدرو بيانات و ندّدو و بيّنو و وضّحو و تفاوضو .. من غير حتى صدى في ظل حكومة اعادة انتاج البورقيبية

اذا فقنا من النوم توّ و ولينا يلزمنا نحلّلو هل انّهم رجالاتنا اهل للسياسة ام لا ، ماو نبداو باكثرهم خطورة

و اكثرهم انقلاب على الشعارات و المهمات الرئيسية اللي قامت من اجلها الثورة ، و وفاء للعهد القديم

و اكثرهم تشبّها بالدكتاتور الفار

و اكثرهم مواراة و محاباة لرموز الفساد

و اكثرهم تلكّؤا و تباطؤا في تحمّل مسؤولية محاسبة الفاسدين

و اكثرهم انفرادا بالراي

و اكثرهم عملا على استنساخ فكر بورقيبه الاستبدادي في الممارسة السياسية اللي ماعادش تسمح بيه المتغيرات تو ّ

و اكثرهم غموض و اتّهام لاحزاب سياسية عريقة في نضالها ضد الدكتاتور المخلوع ،بالضلوع في اعمال العنف (سليانه منذ قرابة شهر و اتهام عناصر من الوطد + و تونس العاصمة في الاسبوع الاخير و اتهام البوكت )

و احرصهم على استعمال العنف الهمجي موش فقط ضد المتظاهرين السلميين المطالبين بأداء حكومي اكثر شفافية و وضوح في خصوص محاسبة أكلة اموال الشعب و قاتلي و معذّبي ابنائه ، بل تعدّاه الى الصحافيين و مقرات اتحاد الشغل

و اوّلهم ضلوعا او تغافلا ، على سيناريوات الانفلات الامني المبرمج ، اللي تعاودت بنفس السيناري و الشخوص و الاخراج و الديكور يومي 14 و 15 جانفي ، و يومي 25 و 26 فيفري و مؤخرا في سليانه و باجة و العاصمة

المسؤولين المورّطين سواء بالمشاركة او بالتخطيط سواء بالامر او بالتنفيذ او بالسكوت هوما اللي اولى باش نتساءلو هل انّهم يجو رجال سياسة و الا لا

هاذومه اللي يجو رجال سياسة نموذجيين ؟؟؟؟

هاذومه اللي يقبلهم مزاجك ؟؟؟؟

يمكنشي حكاية شلاغم كبيرة و صغيرة .. و مرايات قديمه و جديدة

فعلا .. انا بديت نقتنع انّو الثورة متباطئه في تحقيق اهدافها بسبب تواصل وجود ناس مازالت تفكّر بمثل هالاسلوب

من الخطير استبلاه الناس عبر تضييق و حصر المشهد في اتجاهين فقط : اما انّك تعمل في الفتنة و يمانيبيلي فيك الراجحي ، و اما ان تكون ضد الفتنه و تدخل تحت جناح بابا عزيزك السبسي

لا يا سيدي ، ثمّه منزلة ثالثة ، و هي الاهم : و هي منزلة التساؤل الشرعي عن مدى توافق و تلاؤم انجازات و اداء الحكومه المؤقته مع ما رفعته الثورة من شعارات الحرية و محاربة ؤالفساد و محاسبة الفاسدين ، فاسدين موش فقط في المال ، بل ايضا في السياسة و الاعلام و القضاء و الامن .. و مدى جدّيتها و حرصها و تقدّمها في ذلك

و يظهرلي التساؤل على ذلك و نقد اداء الحكومه اللامقنع حاجة مشروعه جدا ، على خاطر ماهياش لعبه

الدمومات اللي سالت ماهيش لعبه ، و ماهوش قواش و بانتييير و تنتورة متاع سينما راهو ... لا ... هاذاكه راهو دم حقيقي .. عائلات دُمّرت ، نساء ترمّلت ، اطفال تيتّمت ، امهات تثكّلت ، موارد رزق تسكّرت ، و فوق كل هاذا : حياة بشر و كانت هنا

السؤال الاول هنا هو : علاش ؟

الاجابه نعرفوها الكل : الحرية من قبضة الدكتاتورية و الاستبداد و الفساد

من المشروع جدا ان نقول : لم يقع تحقيق اشياء تذكر مما سالت من اجله هذه الدماء

هاذا هو العنوان الكبييير اللي يمكن ، و بشكل او بأخر، تنجّم تنضوي تحتو مسألة الراجحي كمسألة ثانوية جدا

تصريحات الراجحي كانت فقط بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير ، فقط لما له من "قــْـبول" لدى عامة الناس اولا ثم نظرا لقربه من دوائر الحكم مما اعطى الكثير من الفيابيليتي لتصريحاتو ، بخلاف هاذا ، الشي اللي جا بيه في عمومو ماهوش جديد ، و موش اوّل مرة يتقال ، سواء من اطراف زادا قراب من دوائر الحكم ، او من عامة الناس في القهاوي .. من الحوات .. للزبال .. و بالمناسبة تحية للزبّال في اضرابو .. خلّي البلاد و هي ناتنه ناتنه .. تنتن ماديا و حسّيّا زادا .. مع نتونتها السياسية .. . و كما تكونون .. يولّى عليكم

dimanche 30 janvier 2011

تحيين مفاهيمـــي

تحيين مفاهيمي : باعتبار ما وقع في القصبة ، و اللي اصبح القاصي و الداني يعرف حيثياتو ، و باعتبار بعض ردود الافعال الغبية اللي انطلت عليها سيناريوات التشويه اللي تحاكت ضد المعتصمين ، بالتنسيق مع بقايا التجمع الحقيرة و وسائل الاعلام اللي ماهيش مستعدّة للتوبه النصوح ، فإنّو وقع تحيين مفهوم التجوبير ، و كلمة جبري ما عادش تعني : القلّيل اللي ما يعرفش ينسّق لبستو و ماكلتو و مشيتو و لهجتو ... و انما اصبحت كلمة جبري تعني : الدّعيّ الغبيّ ، اللي عندو بوردال في مخّو ، و اللي وقت الرسمي يبدا طالس كي الجريبع ، و بعد ما تفوت الغارة ، و يحلّ الرخاء الامني ، يطلّ بعويناتو العـمياء ، و يبدا ينبّر

samedi 29 janvier 2011

حــِـياديـّــة الـموتــى

شعبنا المبدع اللي عمّال يسترجع في ثيقتو في روحو اكثر و اكثر .. كيما فيه أذكياء و طاقات عظيمه .. فيه زاده كعيبات (نقول كعيبات خاطر بالحق من حسن خظّنا انهم شويّة في البلاد) مازالو للاسف يفكّرو بالطّــــــــريقة المــْـــعفــّـطه هاذي : ـ

لا َنــــِي مع المعتصمين ، لا َنـــِـي مع الغنوشي (خاطر المعتصمين ينجّم يكون من بينهم يسار و الا يمين مطّرف اما الحكومه لا... دونك يولّي الاعتداء الهمجي متاع القصبة اسمو استعمال مشروع للقوة العامة ضد مجموعات تتعمّد "تعطيل المرافق العامة" )

لا َنــــي مع اتحاد الشغل ، لا َنــــي مع التّجمع (خاطر بعض النقابات القطاعية في اتحاد الشغل شادّينها عناصر يسارية و مساندتي للاتحاد ينجّم يوقّفني في صفّ واحد معاهم !!!!!)

لا َنــــي مع اسرائيل ، لا َنــــي مع المقاومه (خاطر المقاومه مسيطرة عليها حماس ، و وقوفي ضد اسرائيل ينجّم يوقّفني في صفّ واحد مع حماس !!!!!)

لا َنــــي مع الامريكان ، لا َنــــي مع التنديد و استنكار زيارة جيفري فيلتمان(خاطر زعمه زعمه فايقلها و ما نحبّش نطيح في نظرية المؤامرة ، و زيد خاطر المعتصمين ندّدوا بالزيارة هاذي ، دونك يولّي وقوفي ضدّ زيارة رمز من رموز الاستعمار ينجّم يوقّفني في صفّ واحج مع احمدي نجاد !!!!!)

لا َنـــِـي مع الثورة لا َنـــِـي ضدّها (خاطر وقوفي معاها للاخّر ينجّم يطيّحني في "الشعبوية" عفانا و عفاكم الله )

لا َنــــي مع ثورة الشعب المصري المضطهد بشكل غير مسبوق ، لا َنــــي ضدّها (خاطر المظاهرات اتعملت نهار الجمعه و ينجّمو يكونو الاخوانجية عندهم فيها يد و انّجّم نكون في وقوفي معاها وقوف في نفس الصّف مع الخوانجية )

ايّ شكون زاد

vendredi 28 janvier 2011

ملاحظات في توصيف ما حدث بالشّعبويّة

منذ انطلاقة الثورة ، توجدت العديد من حلقات النقاش ، هنا و هناك ..من مدونات الى صفحات الفايسبوك ... حول مسائل سياسية و قانونية .. لعلّ اهمّها دور النخبة السياسية في الحركة الاحتجاجية ، غيابها من حضورها ، حضورها الايجابي من السلبي ، تجاوز وتيرة الشارع لاستيعاب النخبة السياسية ، تأخّرها في صياغة البرامج و المواقف و تحديد المهمات ...الخ

دارت كذلك بعض النقاشات حول مسائل قانونية ، خاصة ليامات لخّرة في خصوص الفصل 42 المنقّح اللي ينصّ على تمتــّـــــع الرئيس بحصانة قضائية خلال و بعد مدّته ، على خلفية بطاقة الجلب الدولية اللي صدرت في "زين العابثين بن علي" كيما كان يحلو لوالدي يرحمو انّو يسمّـــيه

في وسط هاذا الكل .. لاحظت ثمّة استهلاك مجاني و غير دقيق لمصطلح معيـّن في توصيف بعض المواقف مما حدث ، هو مصطلح "الشعـبـــويّة" ـ

انا رجعت للمفهوم هاذا ، في دلالاتو الاصطلاحية و السياسية و التاريخية ، و الحق ما لقـيـتــــش ضرورة لاستعمالو في توصيف ما وقع في بلادنا في مراحلو الكل ، سواء منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية ، سواء بعد تناميها و تحوّلها الى مدّ ثوري ، سواء في الحركة الاعتصامية متاع ما بعـد 14 جانفي

توصيف الدعوة الى اسقاط الحكومه الحالية ، عبر تخلّى رموز النظام القديم فيها على حقائبهم ، و الدعوة الى حل المنظمة الارهابية اللي إسمها : "التجمّع الدستوري الديمقراطي" .. توصيف هاذا الكل بالـ"دعاوي الشعبوية" أمر ما يستقيمش في تصوّري ، خاصة وقت اللي يصدر من ناس مشهودلها بالقدرة على التحليل و القراءة الموضوعية للاحداث و للوقائع ، و اللي يبدو انّهم في حاجة لمراجعه مفهوم "الثورة" و خطوط تــمـَايزو مع مفاهيم اخرى مجاورة ليه : "انتفاضة" ، "انقلاب" .. و من ثمّ .. وضع ما حصل في بلادنا في الخانه الصحيحة ، بما يستدعيه ذلك من استكمال مهام الثورة هاذي ، سواء في العزل و الفصل الكامل للهياكل و الاسس و المؤسسات اللي كان النظام القديم يقوم عليهم .. سواء في استرجاع حياديّة مؤسسات اخرى ، وقع توظيفها لصالح النظام القديم ، عبر ضرب استقلاليتها

المهام هاذي ما يجسّدهاش انقلاب فوقي في اعلى هرم السلطة ، و ما تجسّدهاش انتفاضة او هبّة شعبية من اجل بعض الاصلاحات الجزئية

يعني هنا ضروري التفريق بين خطاب يهدف الى استكمال مهام ثورة على قاب قوسين او ادنى من الغدر ، بكامل مطالبها و محتوياتها السياسية ، و بين الخطاب الشــّـعـبوي

انا نعتبر انّو الخطاب الشعبوي هو هاك الخطاب اللي مأسس على مشاعر شعبية متأجّجه .. يحكمها غضب عرضي وقتي ، او نخوة انتماء عرقي او ديني ، دون ان يستوعبها و يوجّهها و ينقــّـيها من شوائب الوجدانيات و الرومانسيات و يرتقي بها الى مرتبة التأسيس النظري

و هو الخطاب اللي يقدّم للجماهير ما تودّ هذه الاخيرة سماعه ، و ليس ما يحدث على ارض الواقع

و هو الخطاب الذي يلغي قدرة الجماهير على الفعل عبر تضخــيم سلبيتها و انّها "مظلومه" و"مفعول بها "

ننطلقو من الناحية المفهوميّة

مصطلح "الشعبوية" (populisme) في اللغه .. في المنجد .. يتعلّق - فيما يتعلّق- بتوجّه روائي يـُـعـْـنى بالاهتمام بوصف الحياة اليومية للشعب و الاحتفال بوصف تفاصيلها .. و من ثمّ .. توسّع المفهوم و خذا منحى سياسي عام ، اللي هو: التوجّه الى الشعب في الخطاب و في البرامج

نتوقــّــفـو لهنا شويّ ، و نسجّـلو حاجة بسيطه ، انّو - موضوعيا- و انطلاقا من الدلالة الاصطلاحية هاذي لهالمفهوم ، ما ثمّاش ما ينمّ على انّو يشتمل على حاجة من قبيل "الذم" او "القدح" ـ

نرجعو نتعمّقو شويّة في تداعيات المفهوم هاذا السياسية ، و نبحثو على هويّة "الناعت" و "المنعوت" بهذه "السّبّه" ان جاز لنا تسميتها كذلك

في السياق العربي ، مثلا ، يـُـنعَت بالـ "شعبوي" من يقوم بمغازلة الجماهير بخطاب يدغدغ وجدانها المتحمّس بنوع من التملّق.

ثمة زوز كلمات مفاتيح هنا :

1) خطاب

2) الجماهير

يعني ثمّه معطى اساسي هنا ، هو "ذات معينه" تتولـّى تقديم "خطاب" الى "جماهير" ـ

قد يكون الخطاب هاذا حماسي و عاطفي ، يغذّي بعض النعرات العرقية ، و مبني على الشعارات دون برنامج عملي دقيق و واضح

كيما زادا ، قد يكون خطاب موجّه للجماهير ، مستمدّ منها و من قضاياها ، يحتوي على نظرة متبصّرة،جادة،عقلانية ،منسجمه مع الواقع ، و غير قافزة عليه ، وفق برنامج عملي واضح المعالم و قابل للانجاز

دونك ،طبيعي باش الواحد يتسائل : شكوني أقرب جهة يمكن ان تكون لها مصلحة في اطلاق هذا النعت على المجموعات او النخب اللي توجّه "خطابها" للـ "جماهير" ؟ اليست السلطة السياسية الحاكمه ؟ باعتبار التناقض الموضوعي و الحتمي لمصالحها مع الجماهير ، و بالتالي معاداة ايّ خطاب و أي برنامج يقوم على تأكيد و دعم مصلحة الجماهير الاساسية ، و اللي هي : الحرية

ثمّ سخرية السلطة السياسية من "الشعبوية" ، لصالح أش ؟ هل لصالح خطاب آخر اكثر تجذّرا و اكثر نجاعه ، في إسقاطها ؟؟؟ ام انّ كل خطاب موجّه ضدّها ، هو خطاب شعبوي بالضرورة .. إن كان متملّقا للجماهير ، أو مرتقيا بوعيها ؟ ـ

بالتالي مصطلح "الشعبوية" هو مصطلح ملغوم ، يستبطن استعلاء على الجماهير ، و احتقار و تتفيه لاحتجاجاتها و لتجربتها ، على اساس انّها شعوب "محدودة الوعي" و "غير مضمونه" و "لا يجدي معها خطاب التودّد" ، و هنا بالضّبط يجي دور ابواق الدعاية للسلطة الحاكمه

يعني ، و بين قوسين ، ماهوش فقط من قبيل السبّ الاخلاقي وقت اللي نقولو انّو واحد كيما برهان بسيّس هو "بوق دعاية" أو "قلم مأجور" ... و موش من قبيل الصدفه انّو في آخر لقاء ليه على قناة الجزيرة ، استعمل برهان مصطلح "الشعبوية" اكثر من مرّة .. في توصيفــو للاحتجاجات اللي وقتها بدات تخرج على السيطرة ، و بدا هو يفقد معاها في السيطرة على اعصابو ، و ظهر وقتها متوتّر برشه .. اللي هو شي طبيعي ، عبارة على واحد قالولو هزّ ماعون الصنّعه متاعك الكل و برّا روّح .. ماعادش عندك ما تخدم هنا .. و من بين ماعون الصّنعه متاعو : مصطلح "الشعبوية" اللي وقتها نعت بيه الاحتجاجات

كذلك ثمّة خطأ فادح هو اختزال الخطاب الشعبوي في اليسار .. بل وصل الامر بالبعض الى اعتبار الحركة اليسارية ، بتفريعاتها المختلفة هي حركة شعبوية

و الحال انّو الامثلة على عكس الادّعاء هاذا عديدة سواء في التاريخ (الخطاب النازي كان خطابا موغلا في الشعبوية) و في الحاضر (الروح الشعبوية لخطاب التيارات اليمينية المتطرفة الاروبيه .. هولانده ابرز مثال )

لكن السياق الاهم - تاريخيا- (في تصوّري) اللي وقع فيه استعمال مصطلح "الشعبوية" هو الصراع اللي دارت رحاه داخل الحركة الشيوعية العالمية ، في الخمسينات اساسا ، ما بين الستالينية و الماويّة ، إذ ْ فيما كانت الماوية تتهم في الستالينية بالـ"تحريفية" ، كانت هذه الاخيرة تتهم في الماوية بالـ"شعبوية" .. و الامر هاذا يتعلّق بمسائل جزئية و فرعية و بالمواقف من "الحزب الثوري" و "من هي القوى الاساسية في الثورة" ؟ العمال ام الفلاحون ؟" و "تقديس العفوية" و "تقديس الحركة على حساب النظرية" ... الى غيرها من الجزئيات .. و منها .. توصيف حركات التحرر اللاتينية بالشعبوية .. نظرا لمرجعياتها الماوية

و مهما يكن من أمر ، و باعتبار انّو موش هاذا المقصود بنعت الـ"شعبوية" اللي يتردد هالنهارين في سياق بعض المواقف من قضايا الثورة التونسية

و باعتبار كذلك انّو كيما تم توضيح انّو المطالبه باسقاط رموز النظام القديم هو من قبيل استكمال لمهام ثورة مهددة بالسرقة ، و موش انقياد و انصياع لمطالب شعبيه غير ناضجة .. يبقى توصيف الحركة الاعتصامية لما بعد 14 جانفي بالـ"شعبوية" .. توصيف فيه الكثير من المغالاة وعدم الدّقــّـــه

شعب كيف شعبنا العظيم و الذكي ، عينيه محلوله عالدنيا الكل ، وقع حرمانو لعـقود من اساليب التعبير البديهية و الطبيعية ، من الشرعي انّو وقت اللي يسترجع الحق هاذا .. و يفتكّو افتكاكا ، باش يستعملو للاخر .. و موش باش يتقسّط فيه .. شي طبيعي .. اللي على وشك الموت عطشا في الصحرا .. و تتمدّلو دبوزة ما .. وقتها ما يفكّرش طبــّــيـّــًـا في انّو يبدا يبلّ في فمو و لسانو بالطّريّف بالطــّريـّف قبل ما يشرب دفعة وحدة .. لا .. يفكـر غريزيا في حاجة وحدة : الارتواء = الحياة

lundi 17 janvier 2011

طفل .. يكتب فوق جدار


لجنة تنسيق التجمع بالقصرين