mardi 30 septembre 2008

عمار بومقــص و بهتان المسـوّس ... الكاهــن و الجــلاد


في تصوّري ، هالبهتان المـسـّــوس اقلّ بكثير من انّو يتردّ عليه بشكل مباشر و جدّي من شأنو باش يرضيلو عقدتو الابديـّه في انّو يكون شخص مهم ، لا لشيء الا لانّو ماهو الا رقم .. و رقم كـَــسْـرِي زادا .. جزء ضئيل جدا من كلّ .. كومبارس في مسرحية كبيرة قاعدة تـِـتـْـعـْـرَضْ بشكل ناجح منذ عقود في كل البلدان الشبيهة ببلد الفرح النائم ، مسرحية اسمها : الانتهازية السياسية
لكن رغم ذلك ، و بما انّو حتى المتملّق و المرتزق ، ينتـــشي وقت اللي يكتشف انـّو ماهوش هجين ، بل عندو امتداد في التاريخ ، و
هاذاكه علاش نحبّ نزيد نعمّقلو احساسو بالانتشاء هاذا ، بأنـّــي نخرّفلو هالخرّافه هاذي ، و أكيد انّو باش يبحث على روحو فيها ، كيما عادتو ديما ، و اكيد زادا ، انو باش يلقى روحو في أحد شخوصها
و لكن بئس الشخص اللي باش يلقى روحو فيه
silence ... on tourne
وقت اللي اشتد عود المعارضه ضد الامويين في الشام مابين القرن 1 و 2 للهجرة ، بقيادة غيلان الدمشقي اللي كان معروف بفلسفتو القدرية ، الداعية للتمرد على العقيدة الجبرية اللي ما تتماشاش مع قيم الحريّة ، هالعقيدة البالية اللي كانت دولة بني امية المستبده تستمد منها في شرعيتها
و نحب نعرّج هنا انّو القدرية ما كانتش مجرّد عقيدة دينيه ، مقـتصرة على المناظــرات و السـّجالات الفقهية ، بل كان عندها ايضا تداعياتها السياسية و الاجتماعية اللي اهمها القول انّ الانسان هو صانع افعالو .. بما يعني هذا من توجّه للرعيّه و حثـّهم على الفعل السياسي في اتجاه تغيير دفـّة السلطة ، و إقالة كل من انحرف من الحكام .. هاذا من جهة ، و من جهة اخرى ، تعني انّو الحكام هوما صانعو افعالهم بمعنى انّهم ماهمش مجبورين بشكل أعمى على اتيان الظلم و الجور و الفساد ، مما يأدّي منطقيا لضرورة متابعتهم و محاسبتهم و معاقبتهم على افعالهم اللي هوما المسؤولين اللـّـوالـَى عليها
كان هاذا هو التاسيس النظري لحركة غيلان الدمشقي اللي مثّلت نواة لبرنامج سياسي متنوّر و ديمقراطي و طامح لارساء عدالة اجتماعية
قدّام حجّتو البليغة .. و انطلاقو من نفس المرجعيات الدينية و النصوص المقدّسه اللي قايمه عليهم الدوله المستبدّة ، و التفاف الناس حول دعوتو اللي شملت عدة ميادين منها محاربة العصبية القبلية و ضرورة التصدي لاحتكار القريشيين للسلطة ، بما يعني ذلك بالطبيعة من تحكّم اقليات متسيّبه ، و عائلات "قريبه" و "متصاهرة" :) في الثروات و اتلافها على سهريات الجواري و الغلمان ، و المجون و القيان
قدّام هاذا الكل ، كان لابد من جلاد لإسكات هالصوت الحر، و الجلاد بيدو، لابدّ ليه من كاهن يفـْــتيلو ويقنـــّنلو ، و يشــرّعلو العمليّة ، عمليّة الإسكات و الإخماد و الحجب و ... الخ
هم في الحقيقة صورة لحالة من الفوضى التي ينبغي مواجهتها بالرّدع المطلوب
و هكاكه تنقلب عليه القضية و يتحوّل من نـَـفـَــس مطالب بالحرية و العدالة و القضاء على الظلم و الحيف الاجتماعي ، الى كافر .. زنديق .. مارق عن الدين .. مرتد ّ.. يلزم اقامة الحد عليه
كل بلد يدافع عن مصالحه ولا معنى لأي حديث مطلق عن الحرية قد يصلح للمزايدة ولكنه لا يقنع غير المغفّلين!!!ـ
وهالآلية هاذي هي اللي ميّزت عبر التاريخ كل دولة استبدادية تسعى للمد في انفاسها بالاستعانه بمجموعة من الموظفين اللي دورهم ما يتجاوزش انّهم ينـْـعـْـمولها .. و يبرّرو انحرافها .. و ينزّهو تعدّيها على الحقوق ، و يدعو الناس المتضررين منها الى ضبط النفس و التعقّل و الهدوء ...الخ،و اكثر من هاذا ، يزيدو يـْــسـَــفـّـهو
وبين تصعيدات نفسية منحرفة تتحرّك باسم حرية الرأي والتعبير دون قدرة على صياغة فكرة أو معنى.
و يكـَــذ ّبو و يشوّهو
مع تصور للحرية فوضوي ومطلق يبيح هتك الأعراض والإساءة بالشتيمة الرخيصة والتحريض على العنف واستعمال لغة بذيئة منافية للأخلاق والدعاية للقتل والإرهاب ونشر الأكاذيب والتلفيق والإشاعات المهددة للأمن كل ذلك باسم حرية التعبير والرأي
و يـجـَــرّمـو كل الاصوات اللي تحلّق خارج السرب ، و كل من يسير خارج القطيع
التي تفتح الأبواب أمام المزايدين وتعطيهم أسلحة الإمعان في التشويه والتشكيك أكثر مما تحقق أهدافها في التأطير وخدمة مصالح البلد وصورته أمام الرأي العام الداخلي والخارجي.
باختصار مجموعة متاع قوّاده
مرجعنا في ذلك الإرادة الرئاسية الواضحة في المصارحة والدفع في اتجاه اسقاط عقيدة الخطوط الحمراء.
مرجوعنا توّ لسي غيلان الدمشقي ، و نخلّيكم مع هالفقرة اللي وردت في العقد الفريد ، و اللي ما اوضحش و ما ادلّش منها على انّو كل استبداد لابدّ ليه من منظرّين و مشرّعين و متلاعبين بالنصوص و ممطـّـطـين للقوانين ، الفقرة تتضمّن الحواراللي تمّ بين غيلان و الامام الأوزاعي ، اللي جابوهولو و هو في السجن باش يتناظر معاه ، و يتسبّبلو على اقّل هفوة باش يكفـّـرو ، وبالتالي يفتي في قتلو :
و لما حضر الامام الاوزاعي ، قال له هشام (هشام بن عبد الملك الحاكم الاموي المسؤول عل قتل غيلان) : يا ابا عمر ناظر لنا هذا القدري ، فقال الاوزاعي مخاطبا غيلان : إختر ثلاث كلمات ، أو أربع ، وإن شئت فواحده . فقال غيلان : ثلاث . فقال الأوزاعي : اخبرني عن الله عزّ و جلّ هل قضى على ما نهى ؟ فقال غيلان : ليس عندي في هذا من شيء . فقال الأوزاعي : هذه واحدة يا أمير المؤمنين . ثم قال له : اخبرني عن الله عزّ و جلّ،هل حال دون ما أمر؟ فقال غيلان : هذه اشدّ من الاولى ، ما عندي في هذا من شيء . فقال الأوزاعي : هذه اثنتان يا امير المؤمنين ، ثم قال : اخبرني عن الله عزّ و جل ، هل اعان على ما حرّم ؟ فقال غيلان : هذه اشد من الاولى و الثانية ، ما عندي في هذا من شيء . فقال الإمام الأوزاعي : هذه ثلاث . فأمر هشام بصلبه بعد قطع يديه و رجليه و لسانه
اما فيما يخصّ الثلاثه اسئلة اللي وجّههم المرتزق الاوزاعي لغيلان ، فما كانش القصد منها مناظرة فكرية جديّه و حقيقية بقدر ما وقع تقديمها في شكل الغاز مبهمة مفخخة
الاولى : الله قضى على ما نهى : نهى ادم عن الاكل من الشجرة ثم قضى عليه باكلها
الثانية : الله حال دون ما أمر : أمر إبليس بالسجود لآدم ثم حال بينه و بين السجود
الثالثة : الله أعان على ما حرّم : حرّم الميتة و الدم و لحم الخنزير ، ثم أعان عليها بالاضطرار


بالمناسبه ، المخرج السوري هيثم حقي أخرج اخيرا فيلم اسمو : التجلــّي الاخير لغيلان الدمشقي تنجّمو تاخذو عليه فكرة (هنا) و حسب المعلومه اللي عندي انّو الفيلم قعد مدّة كبيرة ممنوع من العرض في سوريا ، يمكن على خاطر ، و كيما قال خونا المســوّس ، يلزم منعو ، و ردع مولاه ، لانّو يشجّع على الارهاب و يهدد الامن و يمسّ من الاخلاق الحميده

lundi 29 septembre 2008

عيّـــادي..و تـْــرينـُــوَات السّردينه

لا
ماهيش تدوينة في نقد اكتظاظ الترينوات و المتروات .. اللي يتحوّلو فيها الناس في بعض الاوقات الى سردينه
الموضـــوع مختلف تماما
ـ"ملّا شيخه باللـــّـُـعب .. اشكال و الوان"ـ
قلتها بيني بين روحي و انا نحوّس بين النـّـصـُب..و خزرت لصوابعي نلقاش فيهم خبش و الا سيكاتريس من هاك الاجراح اللي تجرحتها منين انا و و لاد الحومه نلمـّدو في حـْـكـُــكْ السّردينه الفارغة المطيّشه ، و نْـطَـرّ ْقولْها حواشيها بحجره ، باش اجنابها الماضيه تـْـلـِيـنْ و ما تجرحناش ، و نُنْقـْـُبو كلّ حكّه نقبتين من الجيهتين المتقابلين متاع عـُـرضْها ، ممّا يسمح بربطهم ، و تلصيقهم في بعضهم بمسمار قابل للتّعويج ، و الا تلّ جويّد .. و هكّاكه نتحصّلو على سلسله متاع فاقونات . نزيدو نلمّدو السـيّنيـّات : البوشونات متاع دبابز البيرّه و القازوز .. ، و انا ماو الحق ، كنت نفضّل متاع البيرّه :) خاطر مذهبين ، و يلمّعو ... دايّور كي كبرت عرفت انّو حتّى محتوى الدبّوزه اللي كانو مسّكرينها .. مذهّب :) و يلمـّع :) ننقبوهم من الوسط و نلصّـقوهم على جنب "الفاقونات" .. كُومْ كْوَا : عْجَـالي . بالطبيعه ، اللّوكوموتيف تكون يا حكّه طماطم فارغه ، يا حكّه فرماج كبيرة .. اكبر من حكاك السردينه ، و عادة ما يكونو الحكاك هاذومه تابعين الـ : "بام" ..
.. اللي كيما ما يخفاكمش ، هي """المساعدات""" اللي كانت تقدّم فيهم الولايات المتحدة الامريكيّه لتونس ، باعتبارها ما زالت دوله ناميه .. و فقيرة .. و جيعانه .. و عريانه .. و قريانه .. و تخوض في "الجهاد الاكبر" ...تحت رعاية صانع التغيير
اش قلت ؟؟؟ـ
لا عاد ..ـ
تخوض في معركة التنمية المستديمه و الشامله .. بزعامة المجاهد الاكبر.. قائد الجهادين
دخلت بعضي .. حاصيلو .. اختارو وحده منهم :)
مخ الهدره ، و مهما كانت هالمعركه ، "تنمية مستديمه" و الا "جهاد اكبر".. فقد اثارت شفقة لمريكان ، اللي ما يتردّدوش لحظة على سدّان لـفـّام متاع الشعوب الجيعانة .. بالروز .. والدقيق ..و قرّرو باش يشيّخولنا الحَرْكَـه بشويّه حليب غبره .. ومواد غذائية مصبّره..و صابون .. و شكاير سميد ...هاك اللي مصوّر فيهم علم امريكا و زوز ايدين يسلّمو على بعضهم مكتوب تحتهم بالازرق : ليس للبيع و لا للمبادله .. و حتّى القماش متاع هاك الشكاير ، ما كانش يتلّوّح ، كانو بعض نسا ، خاصة هاك اللي عندهم شويّه مهارات في الخياطه ، و هوما عادة ما يكونو مسلّكينهالهم اقاربهم من " المناضلين" في بليّصه في بعض المؤسسات الاجتماعية من نوع : التنميه الريفية .. الام و الطفل .. مرشدات اجتماعيات .. و اللي ما تكون عندهم حاااااتى علاقة بالميادين هاذي .. يفرّقو السميد على الزواوله .. و الشكاير ينفّخوهم في الجافال ، والا الكريستو (شكون يتذكّر الكريستو ؟؟ :) و يولّي بياضهم ناصع و يعملو منهم كلّ شي : ملاحف .. شورطوات للصغار .. رْوُبْ...سواري
عادْ
بالنسبة لوخيّانـّا لمريكان وقتها ، و كيما يقولوها : اطعم الفم تستحي العين :).. الحرب البارده بينهم وبين الرّوس وقتها كانت في اوجها .. و السباق النووي و الاستراتيجي في اقوى تمظهـراتو .. و امام مراهنة العديد من الدكتاتوريات العربية وقتها على الخيار "الاشتراكي" .. السوفياتي .. كانو لمريكان مراهنين على حكاك السردينه و الفرماج و شكاير السميد ..و جايبينها معاهم ، خاطبين راغبين في بنت الحسب و النسب .. الدرّة المصونه .. و الجوهرة المكنونه : سي الشعب التونسي..هالشعب اللي جزء كبير من اطفالو ، كانت مشكلتهم وقتها انّهم يعثرو على حكّه فرماج كبيرة .. فارغه نعملوها هيّ اللوكوموتيف متاع التّرينو اللي صنعناه بيدينا تحت الحيوط بعد ما صويبعاتنا الطّفوليه تجرحت و تهرّات من الحكك المْـشَـنْـقْره و المْخَنْشْبَه و المسامر و التّلول و دقّان الحجر
الترينو اللعبه .. نشوفوه في دروس القراءه .. مصوّر من فوق وليّد تظهر عليه مظاهر الغنى .. من خلال لبستو .. و تسريحة شعرو .. و شويّة الاثاث اللي في الغرفه اللي قاعد يلعب فيها بالترينو متاعو .. ترينو يتعمّر بالباطــريات .. و يمشــي وحــدو فوق السكّه متاعــو .. و يزمّر .. و يــدور .. و يشعّل اضـواو .. و يخـرّج بخار ... مع اكسـسواراتــو من شجر .. قناطر .. علامات مرور .. بلايـك .. شي يعـقّـد الزّزّح
و اثناء هاك الحصّة متاع القراءه عاد ، يتضخّم عندنا الشعور بالحرمان .. سواء من هاك الترينو المصوّر في درس القراءه .. و الا من غيرو من الحاجات اللي يقرّو فينا عليها وقتها .. من غير ما نعرفوها شنيّه .. و من غادي .. تولّدت فينا الحاجة لاختراع ترينو شبيه بهاذاكه
اما بعد ما نصنعوه ، نلقو ارواحنا نحبّوه .. و نتعاطفو معاه اكثر من تعاطفنا مع الترينو متاع الوليد الغني المصور في درس القراءه .. يمكن على خاطرو ترينو فقير كيفنا .. و مدمّر، و مخربش و مجرّح كيفنا .. و ملفّق و مركّب كيفنا .. و محروم من الاكسسوارات كيفنا .. و اكثر من هاذا .. يعجبنا الترينو متاعنا اكثر .. على خاطر ما يمشـيش بالبيلات (الباطريات) بل .. احنا اللي نمشّـوه .. هاذاكـه بطريّــاتو توفى .. و يبيّــل و يحبس .. امّا متاعنا احنا .. يمشي بطاقتنا احنا .. حياتنا احنا هي الطاقة اللي يمشي بيها ..و زيد احنا اللي نتحكّمولو في اتّجاهاتو .. و سرعتو .. و ندوّروه كيما نحبّو احنا .. و وقت اللي نحبّو احنا .. و مرّات يعمل دوره كامله .. الشي اللي ما يعملوش احدث اكسبراس في العالم .. و ما يطـّــلـّـبش سكّه باش يمشي عليها .. يرحي على بعضو .. تراب .. بيست .. سيمان .. كاياس .. يصُفّ الحـْـفراذا لزم ... المهم .. ديمه يمشي
خلّي عاد كي يبدا محمّل بالمارشانديز .. فاقونة التراب وحّدها .. و فاقونة القرافيي .. و الحصحاص .. و الببوش الجويّد اللي يخرج من تحت الارض كي تصبّ المط
ر
...
محلاها هاك ليّامات

mercredi 24 septembre 2008

مريول غريب .. من قاع الفريب


نرفزني هالوحيّد من شباب العلا
و اللي استفزّني و دفعني باش نصوّرلو الـباك متاعو
بالطبيعه الباك هنا موش المقصود بيها الباكالوريا
على خاطر ما نتصوّروش وصل حتّى لربع الباكالوريا
autrement
راهو يكون قراها في التاريخ
و يكون عارف روحو اشنوه لابسلنا
امّا هنا الـ:"باك" متاعو
بمعنى : ظـَـهـْــرو
back بالعـنـقـليــــزي
علما واني ما ندبّرش على حتى واحد و الا وحده
اش يلبس واش ما يلبسش
اما .. اعتقد انّو ثمّه حدود
و التصويره هاذي .. مثال لهالحدود

تفاعلا مع رد "خربشات" على مقال متخـشـّــب

تفاعلا مع رد مدونة خربشات على مقال نشر بصحيفة الوسط التونسية في" نقد خطاب الانترنات التونسي"..اردت ان اسوق بعض هذه الملاحظات
غريب ان يحتج صاحب هذا المقال على تسرّب الانترنات الى ايادي الشعوب .. و يستنكر إفلاتها من قبضة الحكومات .. و كأني بهذه الحكومات قد جـُـبلت على قول الحقيقه .. و لا شيء غير الحقيقة .. مما يجعل من غير الضروري تعامل الشعوب مع الانترنات بشكل حر
و الواقع انّ المواقع الحكومية .. و الاعلام الرسمي عبر النات .. هي من تحجب الحقائق .. و تمتنع عن تغطية ما يحدث في بلدانها من تجاوزات للقوانين .. و تلاعب بمصائر الشباب و المعطّلين .. و احتكار ثرواتها .. بل اتلافها من طرف مافيات العائلات القريبه و المتصاهرة ! ـ و لا ادلّ على ذلك من حجب كل المواقع التي تشير باصبع الاتهام الى مثل تلك التجاوزات و الانحرافات
انا اتحدّاه ان يوافينا بمقال واحد في ايّ موقع او نشرية حكومية ، تعرّض لما حدث و يحدث في منطقة الحوض المنجمي بالشفافية و الموضوعية اللازمة .. بما يعني ذلك من تغطية اعلامية .. و تتبّع قضائي للمتلاعبين بنتائج المناظرات .. و محاسبتهم .. و المطالبة بوضعهم جنبا الى جنب ، في نفس قفص الاتهام الذي وقع زجّ ما اطلق عليه امثاله من ذوي الاقلام المتملّقة بـ : "المشاغبين" و راء اخشابه .. حينئذ ، يصبج له مطلق الحق في ان يذرف دموعه على افلات الانترنات من مراقبة و سيطرة الحكومات

اما من ناحية اخرى ، فإنّ جملة الانتقادات و المآخذ التي وجهّها هذا المتملّق الى الفضاء التدويني
و التي اوردها بشكل انتقائي ..خبيث..!.. مردودة عليه .. و كأنّ كل المدونين بعيدين عن الموضوعية و العقلانية .. سجيني هواجسهم و خواطرهم الشخصية .. و معاركهم الذاتية
و انا لا ارى تعمئة ً للحقيقة اكثر من هذه الادعاءات
فمن بامكانه ان ينكر غـِــنَى هذا الفضاء التدويني بالطاقات الكبيرة ..المختلفة الاتجاهات ، و المتعددة الميادين ، في الفكر و الفلسفة و السياسة .. من متابعين للاحداث بالصورة و الصوت و الفيديو .. من باحثين جادين في التراث الثقافي و الفني ..الشعبي، الفلكلوري منه و المعاصر...من انفاس شعرية و ادبية ... بالمواهب المتعددة من رسم كاريكاتوري و فوتوغرافي .. و موسيقى راقية..الم ير صديقنا المتملق .. ذو الكتابة المتخــشّــبة كل هذا .. و هل اعمى التملق بصيرته و اصبحت عيناه لا ترى الا بعض الاستثناءات ؟؟؟ـ
إنّ ما يحدث احيانا ، و بصفة نادرة جدا من انزلاق في الصراعات الشخصية .. بقدر ما هو شاذ و نادر الحدوث في المدونات .. و حتّى و إن حدث فله منشأ ايديولوجي ، نظري ، و يكون مردّه الحركية الفكرية ، و الاختلاف الايجابي ، و تقاليد صراع بنّاء .. علما وان هذا لا ينفي التفاف الجميع حول محاور موحّدة في المناسبات الكبرى .. و تجاوز ناضج لبعض الحساسيات الذاتية

لكن ، يجب الاشارة الى انّ النادر/الاستثناء/الشاذ/العرضي في المدونات ، يمثّل القاعدة في الصحافة الرسمية .. صحافة البودورو .. التي إن انت اعتصرتها جميعها بيد واحدة .. سوف لن تحصل على اكثر من ثلاث فقرات : الاولى تناشد .. و الثانية تنقل وقائع خصام مطربه مع طليقها .. و الثالثه حديث عن اجواء الملاعب

اعتقد انه لو كانت هذه البلدان ذات اعلام حر و مستقلّ و مسؤول ، لما التجأ المدوّنون فيها الى هذا الفضاء لتطارح المسائل المحرّمة رسميا ، و تناقل المعلومات الشحيحه رسميا ، و تناول قضايا مصيرية بالنقاش الجاد و الجدي و الجريء .. عوضا عن اتّباع سياسة النعامة .. تلك النعامه التي و إن خبّأت راسها .. فإنّ مؤخّرتها عارية ، مكشوفة ، ظاهرة للعيان بكل ما علق بها من القش و الاوساخ و العفونات ... العفونات التي تذهب ضحيتها ارواح بشرية بأكملها

لو انّ اعلامنا ينطوي على هوامش كافية من حرية التعبير و حرية التطرق الى المسائل الحساسة و المصيرية .. لاكتفت المدونات بإن تكون مجرد كراسات حميمية : جورنال انتيم ، فما يسمّيه صاحب المقال امراضا نفسية و انفصاما و...و... مردود عليه كذلك : مَــن هو المريض يا ترى ؟؟ الذي يكتب عن الموجود .. حتّى و إن كان يكتب داخل مساحة ضيقة .. او لنقل : ذات عدد محدود من القراء و المتابعين ؟؟؟ و لكن رغم ذلك ، تراه يعيش انسجاما و تماهيا بين ما يعيشه وما يشاهده و ما يفكّر فيه ، و بين ما يكتبه .. ؟؟؟؟ ام المريض هو من يغالط الناس و يغالط نفسه عبر قلم مأجور.. عديم الكرامة..؟؟ـ
دعونا نكتب .. و نخربش .. ما نريد . و كيفما نريد .. و عمّا نريد
دعونا نراكم تجربتنا الفتيّة المتطورة .. النابضة بالحياة و بالصراع و بالاختلاف
اتركوا لنا هذه الشاشات ..هذه النوافذ المخلصة..الشفافة .. المفتوحة على ما اغلقتموه
و خذوا انتم ما شئتم من الصحف الركيكة .. و الاوراق التافهة التي لا تصلح حتى للفّ الصندويتشات
و اليكم نصّ المقال المتخشـّب
الوسط التونسية-عماد بنمحمد :وُلدت الأنترنات على إثر رغبة وزارة الدفاع الأمريكية في الستينات صُنع شبكة معلوماتية تقطع مع وسائل الإتصال التقليدية آناذك, و القائمة على مركزية المعلومة من حيث التخزين و النشر. و كان الهدف مجابهة هجوم عسكري على مراكز تخزين معلومات الجيش الأمريكي من خلال شبكة تتيح التواصل بين أجهزة الجيش و الدولة حتى في ظل تدمير مراكز الإتصال الرئيسية. و قد شهد يوم 2 سبتمبر1969 أوّل عملية إتصال بين جهازي كمبيوتر, وهو اليوم الذي عُيّن فيما بعد يوم عيد ميلاد الأنترنات.
لقد كانت الفكرة الأساسية هي حماية المعلومة من التعمية و التغطية و جعلها مفتوحة للجميع. كما ساهمت الأنترنات و الفضائيات فيما بعد في تقريب الشعوب و أصبح العالم " قرية كونية" بالفعل. .إن خروج الأنترنات عن السيطرة الرسمية للدول و الحكومات و اكتساحها للطبقات الشعبية جعل من أمر تعمية الحقيقة أو تزييفها أمرا صعبا بل مستحيلا في بعض الأحيان. و لكن إفلات هذا الفضاء من كل القيود كان له آثارا سلبية على قيمة المادة المنشورة. فبالإضافة إلى المواد التي لا تحترم العقل و الذوق و الأخلاق, و المواد التي تدعو إلى قيم الشرّ عموما, فإن كثيرا من المواد المنشورة على هذه الشبكة الناشئة, لا تخرج عن كونها "بروبغندا" تحاول قتل الحقيقة. الحقيقة التي هي جوهر و رمز و القيمة الصميمية للأنترنات.
و المتأمّل في بعض المواقع الإلكترونية التونسية يلاحظ أن النصوص المنشورة لا تخضع للتدقيق و لا الغربلة. فبالإضافة إلى الأخطاء اللّغوية فإن مضامين هذه النصوص تحوي في كثير من الأحيان على عديد من المغالطات و التزييف لكي يتحول الخطاب في هذه الفضاءات إلى خطاب خشبي مسطّح بعيد عن كل موضوعية و إنصاف. و تُخلط الكتابة العلمية المعقلنة فيها بالكتابة الإنطباعية المشوّشة. إن النصوص المنشورة لا تعدو في كثير من الأحيان نتاج فكرة عابرة مرّت بذهن أحدهم أو تصفية حساب بين طرفين متخاصمين أو في أسوأ الحالات كونها لبعضهم " أكتب إذا أنا موجود".
و قد رأينا في في" الأنترنات التونسي" أحزابا و جمعيات تشكّلت لا يفوق عدد أعضائها الفرد الواحد, و رأينا أشخاصا يمطروننا ليليا بالصفحات الطوال التي يمكن إختزال مضمونها في أقلّ من السطر الواحد, و رأيناأخبارا عُجابا لا يمكن التحقّق من صحّتها و لا من كاتبها. لقد أنشأ الأنترنات بالفعل حالات مرضيّة يتوهّم بعضهم فيه بأنّه من المفكّريين العظام القلائل الذين جاد بهم التاريخ, و لبعضهم كونه رئيس حزب أو منظّمة بحقّ و حقيق, أو للآخر كونه زعيما ملهما للجماهير, و للأخير قاضيا يصدر الأحكام على الناس من دون محاسب و لا رقيب.
إن بعض المواقع التونسية هي مواقع إفتراضية بإمتياز, ولئن كان من المستحب ترك مساحة للحلم فإن الواجب هو العيش في الواقع و النظر إلى الأمور كما هي و تسمية الأشياء بمسمياتها. و للأسف أن يتحوّل الأنترنات عند بعضهم بوتقة أو مفرّا من عالم الواقع و العالم المحسوس ليعيش الفرد في عالم إفتراضي مع أفراد إفتراضيين و ما في ذلك من من سهولة التعرّض إلى أمراض نفسية كإنفصام الشخصية و إزدواجها و غيرهما. إن الدقّة و الموضوعية هما إلتزام أخلاقي مع الذات و المثيل و المغاير " لا يغيّر الله مابقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم" - اية قرانية كريمة
لقد تحوّل الخطاب في كثير من الأحيان إلى خطاب نمطي . ’’ خطاب ضحايا لنظام لا يحترم الحريات في بلد كلّه مساوئ ‘‘. و الخارج عن هذا التوصيف, هو خارج عن الملّة مأواه النار أو منافق متزلّف إلى السلطان. إن هذا الخطاب الذي يتمترس كثير من رافعيه وراء حصانة اللجوء السياسي أحيانا أو حصانة الإسم المستعار أحيانا أخرى, لا أعتقد أنه كان سيكون بمثل هذه الكثافة أو الحدّة لو أنه كان من داخل تونس أو خضع لقوانين النشر المعمول بها دوليا.
لقد آن الأوان كي نتجاوز خطاب الهدم و القدح و الذمّ إلى خطاب بنّاء, مسؤول و رصين. خطاب يحاول إعطاء حلول للمشاكل بدل إحداث المشاكل لهذه الحلول. خطاب وطني تجميعي بدل الخطاب الفئوي التفريقي. ليس المطلوب قطعا قتل الإختلاف في التفكير و لكن المطلوب هو التفكير في أن الإختلاف في الرأي رحمة.
المصدر : صحيفة الوسط التونسية بتاريخ 24 سبتمبر 2008

jeudi 18 septembre 2008

ثرثرة الاصابع المـْــقـيـّـنـه:) ـ

عندي مدّه .. نعاني من شويّه جفاف
في جـيــبي :) .. بيني بينكم : مـقــيّــنه
ما يخفاكمش
عقاب عرس .. و رمضان
وجفاف في مخي .. ما عنديش مواضيع للرسم
و مادامي الفنون عادة ما تكون
تصعيد للحرمان
و تعبئة فراغات
ايّه قــلت.. نرسم هالكويرطه



منها نلهّي صوابعي :) ...ـ
و منها نـُـصرف
و هكّاكه
نتسمّى ضربت عصفورين بـ : "عـَــشْـره" ...ـ
:)

mercredi 17 septembre 2008

ـ"انا في انتظارك" ... او ... سبعطاش رمضان .. و الهوايـــش

مشهد يضحّك و يـبكّي .. ريتو البارح .. يعبّر على ما يسود علاقة الهوايش.. بينها و بين بعضها.. من اخلاص و وفاء.. و زاده من كذب و تنوفيق .. يقول القايل : اش جاب الكذب و التـّــنوفيق للاخلاص و الوفاء .. ؟؟

تماو عاد هاذاكه علاش هو مشهد يضحّك و يبكّـي


البارح ..هايشه من الهوايش الكبار.. جا للجامع الكبير باش يدوّر بيه الهوايش ا لصغار .. و يشرف على الاحتفال بليلة سبعطاش رمضان .. بالطبيعه في اطار سياسة سحب البساط من تحت الناس الكل .. بهدف الغاء مبرّرات وجود الناس الكل .. يعني كانكم على الدين .. نحن لها.. شوفونا كيفاش متفكّرين القرآن و مراحل نزولو و سبعطاش رمضان .. و و سبعه و عشرين رمضان .. كانكم على الحداثة و مسايرة العصر.. نحن لها.. عليكم و على ت7 .. كانكم على محاربة الفقر.. نحن لها.. عملنالكم الصندوق فوق الصندوق فوق الصندوق ... و مازال .. كانكم على الشباب و البطاله .. نحن لها.. هانا عام كامل و احنا نتحاورو لين ارياقنا شاحت .. المهم انتم ريضو .. و نقّــّصو من الكلوف

نرجعــو للهوايش متاعـــنا

المشكله انّو الجامع معبّي بالمصلـّــين متاع التـّراويح .. و للي ما صلاّش بالكل .. التراويح هاذي تاخذ برشه وقت .. موش كيما الصلوات الاخرى .. يعني انت و طول السور اللي يصلــّي بيهم الامام .. و من بعد.. تجي لونغه متاع أدعية .. و تسبيح .. و صلا عالنبي .. تاخذ برشه وقت

كاااانك عالهايشه الكبيرة ..سي الضيف .. هاذاكه يدمّق في الولايه .. و امورو هانية .. و يجي براحتو .. و في عقل عقلو ..

الهوايش الصغار .. رؤساء الجـّـْـعـَـبْ .. و جماعة لجان التــّـلوسيق .. و كمشه مديرين جهويين .. و قرابة خمسطاش نْ مسؤول .. محترم .. الخ .. لابسينلك ابيض في ابيض .. تقولش سرب متاع ملايكه .. و ضاربينلك الصّـف في القهوه اللي قدّام الجامع الكبير


.. و لسان حال كل هويـّـشه فيهم يقول : وقتاش بركه تكمل هالتراويح متاع ... ملّا وحْـــله .. توّ انا ما نصليش .. و الجامع عندي سنين ما عفستوش .. و الحومه الكل تعرفني موش ما نصلّيش برك .. بل ساعه ساعه نعمل ضربات .. نجي الليله .. على جرد لمّه متاع بقلاوه و متاع كذب متبادل مع سي الهايشه الكبيره .. اللي هي بيدها "هايشه عابره في كلام عابر .." نجي الليله انـْـكـَـرْفـِي روحي بندرا قـدّاش من ساعه و ندرا قدّاش من ركعه .. وانا واقف .. ملزوز .. مغصور .. محصور.. ركايبي تِـتـْــكـْــوَنـْـــسا .. و العرق ينزّ من البلايص الكل ؟؟؟؟ـ

خاطي خوك ..

زعمه نبقى نستنّى في الدّار ..؟؟

و كي عمّك الهايشه الكبيره تظهرلو يجي بكري .. و ما يلقى حد .. و يكونو المصلين كمّــلو تراويحهم و روّحو .. و ماهمش ناوين يكمّلو معاه سهرية البقلاوه المشحّره بالكذب
و نكونو احنا كهوايش صغار .. مازلنا في الديار .. باشمين بالبريك .. و نـْـسـَـتـّـفـو في الزلابيه .. ترصّيلوش يدخل للجامع وحدو .. دَخله بارده .. من غير زازه :)

احسن حلّ ... نـتـْـــزيـّــنو :) و نمشو نصـَــمـْــبـْــلـُـو في القهوه .. مقابلين الجامع .. و نستسلمو لقدرنا .. قدر أي هايشه صغيره انّها تكون ديمه على ذمّة الهايشه اللي اكبر منها .. في هالزْرِيـــــــبَـة متاع الفرح الدّائم

الحقيقه .. البارح .. وانا نتفرّج فيهم .. قدّاش سخّفوني .. و قدّاش ظهرولي شخصيات مهزوزه .. سكيزوفران .. عندهم قدرة مرضيّه مدمّره على انهم يتقمّصو الموقف و نقيضو في ذات الوقت .. يكذبو على ارواحهم .. و على الهوايش اللي اكبر منهم والهوايش اللي اصغر منهم .. يكذبو على الآلهة .. يكذبو على نساهم و ابناءهم .. ما اوقحش منهم .. و ما انذلش منهم و هوما في هاك مشهد الانتظار ..اللي اوحالي بالانتظار في بلايص اخرين
موش ايّ انتظار
انتظار من نوع خاص
بالضبط .. بالضبط : وانت تستنّى في بلاصه تفرغ ، باش تدخل انت ، و البلاصه هاذي ، لا يُعــقل انّك تتوجد فيها مع بعضكم انت و الشخص اللي تستنّى فيه يخرج

مثلا .. كيما الرجال اللي يستنّو قدّام الحمّام حتّى يفرغ من النـّــْـــسا باش يدخلو

و إلّا الانتظار قدام التوالات .. خاصة في البلايص اللي يتناولو فيها عصير الشعير

و آلّا الانتظار امام غرفة احدى متساكنات دار سي عبد الله :) ـ

حاشا هـَالشـّــْـــــــــهـر :) ـ

vendredi 12 septembre 2008

خـبز ... و إلــه ... و قمـــر 2

مواصــلة ً للــتدويـــنه السابقـــه ، اللي بديت نحــكي فيها على وحده من الخرافات اللي حْـكـُوهُمـْــلـْــنا الكبار .. بون .. ما نعرفش الخرافه هاذي ثمّه اشكون يعرفها و الا لا .. امّا انا لقيت عدد لاباس بيه من الناس يعرفوها .. و اللي مفادها انّو القمرة اصلها مـْـرَا مسحت مؤخّرة ولدها بقطعة خبز بعد قضاء حاجتو البشرية.. ياخي ربي عاقبها بأنّو شنقها من شوافرها و علّقها في السما عبرة لمن يعتبر .. و ولّات هي خالتك القمرة :) ـ


ما نخبّيش عليكم .. اني وانا صغير .. تأثّرت ياسر للحكاية هاذي .. وسخّـفـتــني هالمرا ياسر .. ونتذكّر انّو اوّل سؤال سألتو للي حكاهالي .. و اللي نسيت وقتها شكون بالضبط .. امّي ... بابا ... واحد من اخوتي الكبار .. جدّايتي ... نسيت ... سألتو وقتها سؤال يعبّر على انّي تمثّلت و تبلنجيت في شخصية الولد .. و قتلو : والولد .. وينو توّا ؟؟ يعني في اللّــوّل .. حطيت روحي في بلاصة الولد اللي تحرم من امّو .. من حبّو الاول .. و من اوّل و اكبر مصدر للحنان و للحب و للذّه بالنسبه ليه


و ما كنتش متبلنجي كان في شخصية الولد .. حتّى المرا .. كانت تسخّفني برشه .. و كنت كي تكبر القمره .. نبدا نتفرّج فيها .. و كنت مدفوع بشحنه كبيره متاع تعاطف معاها .. و احساس بمأساتها .. لدرجة انّو خيالي كيما صورّ للجماعه اسم " عــليّ "... صوّرلي انا وجهها الشاحب الحزين .. و خزرتها المستعطفة اللي تطلب في النجده و في العفو .. و عــينيها المبلبزين من آثار التعليق ..و كنت نقول في خاطري مسكينه .. راهي شوافرها توجع فيها .. راهي عطشانه .. راهي عينيها مقطّعة و مشرومه ..و راهي تحب ترمّش و ما تنجّمش

و المؤلم اكثر .. انّها يلزمها تبقى ديمه حيّة ما تموتش ....ما يلزمهاش تموت .. اوّلا باش احنا اللوطه نتـّــعـْـضو بيها ..و ناخذو منها عبرة .. و ما نستعملوش الخبز المقدس لاغراض مهينه بيه ، كيما عملت هيّ ... و ثانيا ، باش تقعد ديمه .. و كلّ يوم .. و كل لحظه .. و كل ثانيه .. تحسّ بالعذاب و بالندم.. كيما هاك اللي قالّك في جهنّم يشوشطوهم يشوشطوهم يشوشطوهم.. و كي تتحرق جلودهم .. و تولّي يمكن ما عادش تحسّ الوجيعه .. يبدّلولهم جلود جديدية فـْــِرشـْــكه و قابله اكثر للاحساس بالالم

جات على بالي توّ ابيات شعرية للمتنبّي في المعنى هاذا .. اما من دمّار الدنيا موش من وجيعة التشوشيط متاع الآخره
رماني الدهر بالأرزاء حتّى*** فؤادي في غشاء من نبــــالِِ
فصرت إذا أصابتني ســهام***تكسّرت النصالُ على النّصالِِ
و هان ، فلا أبالي يالرّزايـا *** لأنّي ما انتفعت بأن أبالـــي


و هاذاكه علاش .. كنت كلّ ما ننْهمك في أحاسيس التعاطف مع هالمرا المشنوقه .. و كل ما نغرق في مشاعر التآزر مع حالتها المكربه .. كان يرنّ في داخلي احساس آخر .. رأي آخر .. صوت آخر .. مخالف تماما .. صوت يقولّي اللي المرا هاذي مذنبه و غالطه و قاعده تاخذ في جزاءها .. و ما يلزمهاش تسخّفك .. من بعد فهمت اللي الرأي و الا الصوت هاذا هو صوت الخبز .. اينعم .. الصوت هاذا كان بمثابة تكثيف لقداسة الخبز في ثقافتنا

و اشكون منّا ، وهو صغير ، ما قالولوش كي تلقى طريّف خبز مطيّش و مرمي في وسط الطريق .. راهو يلزمك تبوسو و تمسّح بيه على جبينك .. و تبعّدو على الطريق باش ما تكونش عرضة للعفس و تحطّها فوق الحيط و الا السياج ..و الا العتبه القريبه منّك

الطقوس هاذيكه .. كانت عندها صبغه غيبيه .. ما ورائيه عندي .. و كنت وقت نلقى قطعة خبز مطيّشه .. و نعمل هاك الطقوس اللي وصّوني عليها .. نحس انّي بصدد التعـبّد .. و الا بصدد أداء نوع من الصلاة ..صلاة صغيرة .. قصيرة .. تلقائية .. طفولية .. صادقة .. ما عندهاش توقيت دقيق .. و مكان محدد .. وصمعه .. و قبّه .. و آذان .. و وضوء .. و نوافل .. و مبطلات ... كانت صلاة مشروطه بانّك تلقى قطعة خبز مرميـّه .. فقط


و الأهم .. و المثير للفضول .. انّي وقتها ما كنتش فاهم علاش انا نعمل هكاكه .. دايّور كيما ألاف الحاجات اللي لقــّنوهملنا و لقينا ارواحنا نعملو فيهم من غير فهم... و لقينا ارواحنا نمّــْـنو بيهم من غير تمحيص .. هكّاكه .. ببهامه .. حاطّين على روسنا وعلى اكتافنا أكداس و لـْــبـٌـزْ متاع يقين.. و متاع حقيقه مطلقة .. و نحوّسو .. ومستعدّين لقتل كل من تسوّلّو نفسو بالنقد .. و الا حتى بمجرّد التساؤل حول هالورثه المشومه متاع الخراريف

عاد قلت .. ما كنتش وانا نبوس في قطعة خبز يابسه و نحط فيها تحت الحيط .. واعي بالقيمه الاقتصاديه و الاجتماعية و الطبقية للخبز .. و ما كنتش نعرف الابعاد الاخرى لقطعة خبز بسيطة : نعيمة ربّي .. رزق .. غنى .. خوف من الفقر .. من المجاعات .. احترام لعطاء الارض .. و لعرق الفلاحين و العمال .. صانعي الخبز .. اعتراف بالجميل للآلهة اللي لولاها .. و لولا رضاها علينا .. رانا مو تى بالجوع


و مع شويّ تقدم في العمر، العمر بنَـوْعَـــيْــه: الكرونولوجي و الذهني .. الواحد فـْهـم اش ينجم يكون ورا قطعة خبز مطيّشة من راغله ما توفاش ..راغله متاع اسْـحْـبَـه و مطر و جفاف و حروبات و غارات و فقر و غنى و استقرار و رحيل و فلسفات و فنون و نزوح و هجرة و و ثورات و دمومات و ملكية و ارض و شهداء و رشوه و سجون و معتقلات و احتلال

و زاده الواحد فـْهم زاده المنشأ الواقعي للاسطوره هاذي، و للفكر الاسطوري بشكل عام . هالنسق اللي صنعو البشر في لحظة تاريخية محددة ...باش يفسّر بيه العالم .. و يأمن شرور قوى الطبيعه اللي باثـّـه فيه الرعب وقتها .. نسق اهمّ ابطالو : الحاجه الى المعرفه .. محدودية تقنيات المعرفه والبطل الثالث و الاكثر فاعلية في نسج و تاسيس هالنـّـسق هو : الخيال

مرجوعنا عاد توّ لخالتي القمره/المرا المعلّقة و المشنوقه في السما.. بعد هاذا الكل .. و بعد هالهاله القدسية المحيطه بالخبز .. علاش كي لقات قطعة خبز ما باستهاش و حطّتها فوق الحيط ..؟؟ كيما تعمل الناس الكل ؟؟؟شبيها مسحت بيها ولدها.. ياخي ما علّموهالهاش هاك الطقوس الكل ..؟؟؟ و زادا من جهة اخرى .. زعمه هيّ الوحيده على الارض اللي تعاملت مع الخبز بالطريقة المهينة هاذيكه ..؟؟ و زعمه هيّ نيّتها الأولى كانت تنظيف ولدها ، و الا الاساءه للخبز.. ؟؟ انا نتصوّر اللي رغبتها في ازالة الاوساخ على ولدها تشفعلها و تسعفها من هالعقوبة الابدية الشنيعه اللي باش تبقى عالقة بيها طول عمرها و عمرنا .. صحيح انّها ما احسنتش اختيار وسيلة أو آلة التنظيف .. لكن ما اعتقدش انّها تستاهل هالعذاب اللانهائي .. و هاللعنه السرمدية .. بالمقارنه مع جحافل الاوباش .. الجرابع .. اللي يهينو في الخبز .. و صانعي الخبز .. و آكلي الخبز .. والمطالبين بالخبز


و لذلك .. انا نتقدّم بمطلب شديد اللهجة للآلهة المشرفه على متابعة عقاب هالمواطنه الزّوّاليّه المعلقة في السما .. و نتقدّم للألهه بمطلبين يلزمها تختار وحيّد منهم
أوّلا : يا تعفو على هالمرا القلّيله خاطرها خذات ما يكفيها من العقاب .. وهالعقاب اللي دام مدا الدّهر ماهوش في حجم الخطأ اللي اقترفاتو ..صحيح انّو كي يشملها العفو .. باش تهبط و ترجع تكمّل تربّي ولدها .. اللي اكيد راهي متوحّشاتو برشه .. و نشاله يحالفها الحظ باش كي يسيّبوها من فوق .. تطيح عندنا .. في بلد الفرح الدائم .. وين الضو .. و الكيّاس و الما .. خاصّة الما
لكن كي تهبط هي .. وما عادتش تضوّينا ، مانا نزيدو نحنا ظلام على ظلام .. امّا ميسالش .. خلّي الدنيا تظلام فرد مرّه وتاكل بعضها على قاعدة
ثانيا : يا تطبّق نفس القانون و نفس العقوبه على كل من يتعدّى على خبز القلالّة و الزواوله بأشكال مهينه .. و تعلّقهم من شوافرهم ... و الا حتّى من كر.... زهم ، خلّي تضوي الدنيا بالقدا .. و نشيخو عاد .. مادام ، تباركلّه ، السما باش تتـسـتـّــّف بالاقمار .. نقصد بالاوباش و الفصايل المعاقبين .. المعلقين .. المشنوقين

jeudi 11 septembre 2008

خبز ... و إله ... و قمر

بحكم علاقتي الخاصة شويّ بالموسيقى ، نتوحّش الاغاني كيما نتوحّش العباد .. صدقوني .. مرّات تجي على بالي غناية نكون عندي سنين ما سمعتهاش .. و تتعدّى في خاطري و كأنّها تلوم فيّ على طول المده اللي ما سمعتهاش فيها..أيّه ما نطوّلوهاش.. جات على بالي هالنهارين غنايه لمارسيل خليفه نحبها و ناسيها ليّ برشه .. اسمها "يا علي" .. ما نعرفش علاش الغنايه هاذيكه دون غيرها .. و علاش مارسال دون غيرو .. وعلى فكره .. انا نموت على البحث في الاسباب الخفيّه اللاواعية للتصرفات و الا للرغبات .. بربشت شويّ في ذاتي العميقة .. و فسّرتها برغبة لاواعيه منّي باش نخرج شويّة من جوّ التقوى و الورع و الخشوع و الرجوع للّه "وقتيا" اللي محاصرتنا بيه قنوات البترودولار ..اللي هيّ بيدها تستنى وقتاش يخرج بركه هالشّهر باش ترجع للعـِـنبْ ... العـِـنَـبْ .. العييناااااب :)ـ
الحاصيلو
و انا نلوّج على هالغنايه النادرة في مواقع الغنا .. طمبجت في التصويره هاذي

من غير تعليق على التصويره .. على خاطر شي يضحّك ..وعلى خاطر حتّى لوكان القمره فكّرت باش تشكّل اسم بشر من خلال اشكال تضاريسها .. موش كانت تكتب اسم نيل ارمسترونغ ..؟؟ صاحب اوّل خطوه فوق ترابها .. كيما تبقى كل فتاة تحبّ تكتب اسم اوّل راجل شافت معاه الحب؟؟ـ
التصويرة صحيح ادهشتني .. من حيث وين ينجّم يوصل الاعتقاد في الخوارق .. و وين ينجم يوصل تأليه الاشخاص .. و الذوبان و الاضمحلال أمام ذات بشريةأخرى .. لكنّها اوحتلي و ذكّرتني بخرافه من بين الخرافات اللي لقـّــنوهـُـمْـلنا و ورّثوهُـمـْـلنا الكبار ، خرافة القمره ، و كيفاش هي أصلها مرا شنقها ربّي عقابا ليها على خاطر هيّ مسحت ولدها بعد ما عمل كـَـاكـّــَـا :) بقطعة خبز و علّقها من شوافرها ، و في روايه أخرى من صدرها
الحقيقه ، و احنا اطفال صغار ، و في سهاري الصيف وقت تبدا القمره بنت 14 و الا 15 ... نـتـْـسـِـحـْــرُو بيها .. و يكثر جرينا و لهيطنا و لعبنا و تبزنيسنا .. و يظهرلي برغم اللي كنّا قصار .. بما انّا صغار .. الّا انها كانت تظهرلنا.. و نحنا صغار .. اكبر و اضوى و اصفى و اوضح و أقرب من توّا .. رغم انّا احنا اللي كي كبرنا.. ولّينا اطول :)ـ
هاذي مقدمه صغيرة .. بحكم انّي مغصور شويّه بالوقت .. و المرّه الجايّه باش نحكيلكم شويّه بأكثر تعمّق على تأثيرالخرافة هاذي .. خرافة المرا اللي مسحت ولدها بالخبز و شنقها ربّي و ولـّــت هي القمره .. عليّ شخصيا .. و على برشه حاجات اخرين مرتبطين بالخرافه هاذي