vendredi 15 janvier 2010

شوية تاريخ + الكلنا فرد كلمة : في "سنة الشباب" .. لا لسجن الطلاب

مدفوعا بشيء من الحنين ، و على هامش الاحتجاجات على سجن مجموعة من الطلبة ، حبيت نستذكر بإيجاز شديد ، بعض الصفحات من مسيرة الاتحاد العام لطلبة تونس اللي يعتبر من أعرق و أقدم المنظمات الجماهيرية ، و من اكثر المنظمات اللي كانت فاعلة في اهمّ و ابرز المحطات التاريخية في البلاد
ما كانش دورو مقتصر فقط على المطلبيات ، بل كان يتميّز بتلازم النقابي بالسياسي نظرا للصفة الطلائعية لاي حركة طلابية ، بمعنى انّو الاطلاع على تجارب الشعوب ، و التوق الى مجتمع افضل ، و القدرة على صياغة بدائل و تصورات و برامج كل هذا يجعل من تحرّكات الطلاب تتراوح بين النقابي المطلبي الآني ، و السياسي البرامجي العام

تاريخ الاتحاد العام لطلبة تونس ثري جدا بشكل انّو لا يمكن جردو في تدوينه ، اما انّجّمو نقسّموه حسب تصوّري الى اربعة مراحل
الاولى منذ تاسيسو الى حدود بـُـعيـْـد "الاستقلال" و هي فترة تميّزت بهيمنة الحزب الحاكم (الدستوري) و تميّزت كذلك ، رغم انّو كان يضم حساسيات سياسية و ايديولوجية اخرى(قوميين /بعثيين/شيوعيين/آفاقيين...) بغياب ايّ محاولة للمناداة باستقلاليته عن الحزب الحاكم ، بحيث انّ الجميع وقتها كانو "مبتهجين" بالـ "استقلال الجديد" مما غيّب عليهم رفع شعار الاستقلالية.ـ

المرحلة الثانية منذ المؤتمر الخامس في اوت 57 ، حيث ارتفعت بعض الاصوات المنادية باستقلالية المنظمة الطلابية على الحزب الحاكم ، تفاديا لان يلاقي اتحاد الطلبة نفس مصير المنظمات و اجهزة الدولة الاخرى اللي هيمن عليها الحزب كليا ، و كان "ميثاق الطالب" هو الورقة الرسمية اللي التفّت حولها القوى اللي بدات ترفع في مطلب الاستقلالية.ـ

المرحلة الثالثة ، وهي الغنية جدا بالاحداث و اللي فيها دخل اتحاد الطلبة منعرجات حاسمه ، بحيث كانت عشريّة الستينات هي عشرية القطيعة الكاملة بين القيادات النقابية الطلابية اللي كانت اداة في يد الحزب و تتمتّع بالامتيازات و تحظى بالتبجيل من قبل السلطة ، مقابل قاعدة غاضبة نجح القطب المقابل : اليساري بالاساس في اسقطابها ، و كانت الستينات هي فترة التصعيد السياسي ، بواكير المظاهرات الاحتجاجية اللي تنزل للشارع ، موش فقط لاسباب مطلبية (رداءة المأكل و المسكن) بل أيضا ، و هاذا هام من زاوية اعطاء البعد السياسي للعمل النقابي ، لاسباب سياسية (مثلا : مظاهرات احتجاج على زيارة روجرز وزير الخارجية الامريكي وقتها لتونس سنة 68 ، و قبل ذلك ، مظاهرات احتجاج على "تواطؤ الرجعيات العربية مع الصهيونية و الامبريالية اللي أدّى الى هزيمة 67"ـ
في الفترة هاذيكه مثلا ، نسجّلو اولّ عمليّات الايقاف و المحاكمة والتجنيد للطلبة ، التجنيد اللي هو الاعتقال المقنّن ، على خلفية انتماءاتهم الايديولوجية و السياسية
وصل الصراع بين الدساترة المهيمنين و المستقوين بالسلطة و المتجاهلين لارادة القواعد ، و بين الشّق الديمقراطي المقابل اللي استمات في التمسّك بشعار الاستقلالية الى درجة مقاطعة اشغال المؤتمر 18 المنعقد بقربة وقتها اثر الانقلاب اللي مارسوه الدساترة على ارادة الاغلبية

المرحلة الرابعه في تقديري ، هي ما بعد انجاز المؤتمر 18 الى اليوم ، و اللي تتميّز بالصراعات الذّاتية و بغياب التصورات الجدّية و غياب النضّج السياسي و التنظيمي ، و هاذا بالطبيعة راجع لعدّة اسباب اهمّها التقهقر اللي شهداتو القوى التقدّمية الديمقراطية في البلاد و اللي هو احد تداعيات نفس التقهقر على مستوى عالمي ، ثمّ بشكل محلّي ، الى حالة التشرذم اللي تميّز تجربة اليسار في تونس بشكل عام

نحب بعد هذا الكل نربط مع الرّاهن ، و نأكّد على انّو اعتقال و محاكمة و سجن الطلبة بالرجوع و التفتيش في انماط تفكيرهم السياسي و الا بالرجوع الى تمسّكهم بحقوق نقابية معينة ، يعتبر انتهاك صارخ و صريح لحقّهم في ذلك ، و يعتبر سلوك متناقض مع ما يـُـرفع من شعارات سياسوية سطحية حول ما يسمّى بـ"سنة الشباب" ـ

فإذن
في سنة الشّباب ... لا ... لسجن الطــّلاب

4 commentaires:

تونسي a dit…

لعل سبب تقهقر دور اتحاد الطلاب يرجع لاستمرار هيمنة الفكر اليساري الماركسي في وقت تراجعت فيه مكانة هذا الفكر و دوره في العالم أجمع، بحيث وجد الاتحاد نفسه في معزل عن محيطه. أنا استوقفني استعمال عبارة "الرفيق" أمام أسماء الطلبة المعتقلين. لقب ظهرلي خارج من فيلم تاريخي، يضع صاحبه في قالب إيديولوجي جاهز و جامد و تجاوزته الأحداث.

تونسي a dit…

...لكن بالطبيعة:
لا لسجن الطلاب على خلفيات سياسية

brastos a dit…

تعليقك في جوانب منّو صحيح
بمعنى انّو هيمنة الفكر اليساري الماركسي على اتحاد الطلاب قد يكون سبب من اسباب تقهقرو
لكن موش بسبب انّو العقم في جوهر الفكر هذاكه ، بل في عدم التلاؤم السياسي بينو (الاتحاد) و بين غيرو من المنظمات اللي من المفروض تكون ماشية معاه بالتوازي و حاملة لنفس الشعارات العامة
بعبارة اوضح ،و على سبيل المثال ،لو كانت قيادة اتحاد الشغل اكثر ديمقراطية و اكثر تقدمية و اقل بيرقراطية و انتهازية ، نتصوّر كان الامر ينعكس على اتحاد الطلاب مهما كان توجّه قيادييه الايديولوجي

موضوع "تراجع الفكر اليساري في العالم اجمع" موضوع شاسع برشه ، و ليس من السّهل التسليم بيه بالشكل الساهل هاذايه . و انا نشوف انّو رغم رداءة و سلبية و لا جدوى الدوغمائية الايديولوجية (للماركسية او لغيرها)، فانّو مقولة "سقوط اليسار" ماهيش بالبراءة الكافية أخذا في الاعتبار بروباغندة العولمة

مسألة استعمال عبارة "الرفيق" أمام أسماء الطلبة المعتقلين انا نعتبرها مسالة جزئية

شكرا

ferrrrr a dit…

في مسألة لقب رفيق فقط، استمعت شخصيا الى تسجيل (اكثر من واحد) لتظاهرات طلابية، مساندة واحتجاج، سمعت ان الطلبة انفسهم يلقبون بعضهم البعض بالـرفيق، وبالذات في خصوص الطلبة المساجين

هـم ادرى بالـقـابـهـم