jeudi 22 mars 2012

شريعة و الا شرائع


يضربها قد قد بالشّمنكه ، و يتقرّع ، و يمسّح على الدّعلة متاعو ، و يمسّح لحيتو بعطر الموتى ، و يرمي جشّتو في وسط هركة يلزمها تكون قصيرة ، كوم كوا تواضع ، و ابتعاد عن الخيلاء و الكبرياء و اللباس المتجرجر متاع الملوك ، و زادة هركه كوم كوا حرام السّروال باش ما يفصّلش افخاذو ، في حين انّو منظر الهــُـركه و هي كابستلو على العـْـقـُد (موطن العـُــقـَـد) متاعو وقت اللي يجي الريح مقابلو اشوم و أشومين ، و يخرج يستمـَدّ و يستواقف في نفس الشّارع الي استشهد فيه شباب محب للحياة الحرة العزيزة الكريمة ، و يهزّ لافته فيها : "لا للديمقراطية ، نعم للشريعه"

اخزر وراك شويّ سيدي خويا ، بربش شوّية في الكلاصن متاع تاريخك ، اللي مع الاسف تشترك فيه مع نفس الشّاب الانيق الرشيق المرح المحب للحياة اللي إذا تثبّت شوّي تو تلقى بقايا دمّو مازالت لاصقة في الكيّاس ، بالضبط تحت سبادريك المصنوع عند الكفّار

خلّينا من كلّ من اعتبر نفسو اوفى واحد للشريعه بدءا بحادثة السقيفة و انتهاء بارهابيّي بير علي بن خليفة

مرورا بارهابيّي جامعة منوبه ، و الكتل اللحمية المستثارة اللي كل نهار جمعه تحتل جامع الفتح و الباساج

خلينا من هاذا الكل

عندما اشترط الشيعة في الحاكم / الخليفة / الامام ان يكون من آل البيت كانوا يستندون الى الشريعه

و عندما اشترط الشنّة في الحاكم / الخليفة / الامام ان يكون هاشميا كانوا ايضا يستندون الى الشريعه

و عندما نآى الخوارج بانفسهم عن هذين الشرطين و رأوا ان العمل الحق هو المقياس الاصلح في مبدا الامامه كانوا ايضا يستندون الى الشريعه

وعندما كفّر الخوارج كلا من عثمان و علي و طلحة و الزبير و عائشة و معاوية و سائر الحكام الامويين كانوا ايضا يستندون الى الشريعه

و عندما واجه الحجاج عنفهم بعنف اشد و اودع 80000 بين رجل و امراة في السجن و قطع راس حوالي 130000 كان ايضا يستند الى الشريعه

و عندما اعتزل واصل ابن عطاء حلقة استاذه كان ايضا يستند الى الشريعه

و عندما تنكّر الخوارج لعلي في معركة صفين و قرروا قتله هو و معاوية كانوا ايضا يستندون الى الشريعه

و عندما حارب طلحة و الزبير و هما صحبة الرسول عليا و ارادوا قتله كانوا ايضا يستندون الى الشريعه

و عندما اعتلت عائشة زوجة الرسول و ام المؤمنين الجمل المصفّح لقتال علي كانت ايضا تستند الى الشريعه

و عندما وقف كل من سعد ابن ابي وقاص و عبد الله ابن عمر و محمد ابن مسلمة و اسامة ابن زيد موقف الحياد من تلك الحرب بين عائشة و علي كانوا ايضا يستندون الى الشريعه

و عندما اتهم الامويون عليا بقتل عثمان و كفّروه باعتباره مرتكب كبيرة كانوا ايضا يستندون الى الشريعه

و عندما يعتبر الشيعة ان الامامة /الخلافة هي ركن من اركان الاسلام الاساسية فهم في ذلك يستندون الى الشريعه

و عندما يرى السنة عكس ذلك ، فهم ايضا يستندون الى الشريعه

و عندما مازج غلاة الشيعة الايمان التوحيدي بالتيارات التناسخية (تناسخ الارواح) و الحلولية (حلول الخالق في المخلوق) التي تناتقلوها من ثقافات الشرف الاقصى ، و اعتقدو بحلول روح الله في جسم علي ، كانوا ايضا يستندون الى الشريعه

و عندما قامت "مدرسة الرأي" كمحاولة للتأقلم مع اوضاع و بيئات جديدة لم يكن ممكنا موضوعيا للمصدرين الاساسيين للتشريع الاسلامي (القران و السنّة) ان يـَـسـَـعاها كان مؤسّسوها ايضا يستندون الى الشريعه

بل عندما وصل الامر ببعضهم الى الى عدم الاخذ ببعض الاحاديث لصالح إعمال الرأي كانوا ايضا يستندون الى الشريعه

و عندما قامت "مدرسة الحديث" كمدرسة مناقضة لمدرسة "اهل الرأي" ، بل عندما قال بعض رواد مدرسة الحديث باولوية الحديث على القران و بنسخه له كانوا ايضا يستندون الى الشريعه

اهم المحاور الفكرية لـ"علم الكلام" ، رغم تهويمها في الميتافيزيقا ، كانت منطلقاتها و نتائجها سياسية بالاساس .

لم يكن لمسألة"هل ان مرتكب الكبيرة كافر ام مؤمن" ان تحوز كل ذلك الاهتمام من المتكلّمين ، لولا منشأها السياسي المتمثّل في اتّهام عليّ بالضلوع و المشاركة في قتل عثمان ، و بما ان القتل من الكبائر ، وجب تكفير عليّ ، ممّا يقصيه مباشرة من احقّيته بالخلافة .

كذلك مسألة القضاء و القدر ، و القدرية و الجبرية ، ذلك المبحث الفلسفي المحلّق في المجرّد النظري ظاهرا ، المعبّر –باطنـًـا – عن حركات التمرّد ضد استبداد الخلفاء (و باسم الشريعة ايضا) و محاولة تاسيس نظري لفعل سياسي بحت ، يحرّض و يحثّ على "قدرة" الناس على تغيير حياتهم و مصائرهم ، و يرفض فكرة ان الفقر و الجوع و الظلم و الاستبداد هي ابتلاء و قضاء من الله و "لا رادّ لقضائه"

النّص الديني ، و مشتقّات النص الديني ، و كل ما اتّصل به من افكار ، تشريعـًـا و تفلسفـًـا ـ ليس معزولا عن سياق سياسي و اجتماعي متغيّر و متحرّك و محدد زمانا و مكانا



4 commentaires:

زَرَتُونسي a dit…

قراءة تاريخية فلاش لتوظيف الدّين و العقيدة لتبرير السياسة...لكن فكّر في صفحة فاسبوك (رغم تحفّظي على هذه الوسيلة) فلا أتصوّر أن السيد الوارد في الصورة سوف يقرأ تدوينتك) علينا الخروج من الأبراج العاجية.فكّر و كل المدوّنين عليهم التفكير... لازم الإحتكاك بالمواطن الفيسبوكي البسيط لإيصال الآراء...تحيّاتي

Anonyme a dit…

هم لايعرفون تاريخهم، ﺑﻞ يعرفون زيفه وماكذب ﺍﻝﻣﺆﺭﺧﻮﻥ

Dovitch a dit…

شكرًا براستوس... نص موثق وواضح... الشريعة في مفهومها الضبابي هي في تعارض صارخ مع مفهوم الدولة المدنية الحديثة...وتعدد التأويلات والتصورات الممكنة للنصوص هو فتح باب الخراب والإستبداد الديني... هذا لو كانو يعقلون

brastos a dit…

زرتونسي @
عساك تكون زراداشت التونسي :))
نعم ، انا كائن فايسبوكي ايضا :))
مرحبا بيك هنا
http://www.facebook.com/brastos.azzaro

لكن يبقى للتدوين طعمه الخاص .




@ anonyme 1 (22 mars 2012 20:17)
المشكل اللي هوما زاده عندهم استعدادات كبيرة لممارسة هذا التزييف طالما يصرّون على هذا المزج بين الدين و السياسة



@ anonyme 2 (invisible)
:))))) يسال عليك الخير . سلّم على امّك


@ Dovitch
"الشريعه" خضعت للباويلات و للاهواء و المصالح و الفتن و السياسات و التناحرات .. و مازالت تخضع و لو يفتح هذا الباب على مصراعيه ، اوّل من يقتتلون فيما بينهم .. هم دعاة تطبيق الشريعة انفسهم