jeudi 12 novembre 2009

نهاية مــُـخـبر كريــه

بما انّو سي "عـْـلي القــْــصِـير" كـــان من المـُـخبـْـرين الأدعياء الأغبياء ، كان يعتقد انّو اختيارُو لـْــمَحل نسخ الوثائق هاذاكه بالذات ، النـّـكرة ، الضيّق ، المتـّـركن و اللي جاي في زنقة حادة مما يخفّض في نسبة تردد الحرفاء عليه ، و ينقّص من العينين ، كان يتصوّر اللي هاذا الكل كان كافي لضمان السّرّية الكاملة للرسالة/المــَــظلمة اللي جا باش يصوّر منها نسخة ، و اللي عندو نهارات و هو يستجمع في قواه اللغوية (قواه اللغوية الوفيــّة في بدائيّــتها لمستواه الابتدائي ) و يكتب فيها ، و كل ما يكمّل يكتب منها فقرة ، يستسلم شويّه لأحلامو بأنّو الرئيس باش يقرا رسالتو و يــُـنصْـفــو ، و يأذن بإطلاق سـراح ابنو ، و ترجيعـــو لخدمتو ، إحــتراما لكاريار خــَـدماتو في ميدان الأمن الوطني

لكن غبــاؤو المتخبّي تحت كرشو المفلوته ، خلاه ، تحت غمرة احلامو بوصول رسالتو الى الرئيس، ينسى اللي هوّ في يوم من الايام أشرف على عملية استنطاق بل تعذيب (حتّى الموت) أعزّ اصدقاء صاحب محل نسخ الوثائق هاذاكه بالذات

صاحب المحل ، اللي كان مدفوع بحقد قديم على معذّب/قاتل صديقو ، و بـــتكـْـنيك كان أسرع من عينين هالمخبر الغبي ، نــْـسـَـخ نسختين من الرسالة .. وحدة سلّمهالو ، و لخرى استسلم لقرائتها في نشوة غريبة و مزيج من لذائذ التشفــّـــي و الانتقام

.....................

ــ امّا خير الكرافات هاذي و الا هاذيكه ؟ ... انا ظهرتلي هاذي خير .. ماشية مع لون الفيسته .. تره شوف .. باهي هكّه ؟

وهي تمدّلو في الكرافاتات باش يختار .. حسّت بمخّها رعش هاك الرعشه القويّة ..هاك الرعشة اللي تعرفها مليح .. و اللي متعايشة معاها منذ ما يقارب العشرين سنه .. رعشة مصحوبة بوابل من الاسئلة السّرّية الخفيّة .. الاسئلة اللي ريحتها أسف و ندم و احساس بالذنب

ـ"شبيك ما تحمل هاجس الأناقة و لون الكرافات كان كي تجي ماشي باش تقابل رؤسائك ؟ والا ناس زعمه هكّه مهمّـــين "

ـ"عشرين سنه .. كل ليلة نحلم بانّك غدوة باش تخرّجني و الا تسهّرني و الا تعشّيني ، ونحلم بأنّك قبل ما تسألني على لون الكرافات اللي نحبّ نشوفك لابسها و انت معايا .
" لكن خسارة
كل ليله ، احلامي هاذيكه تتبخّر تحت الزّاورة .. مع ريحة ساقيك اللي ما تنطاقش ، المخلــّــطة بريحة النّدوه متاع مقرّ العمل متاعك : الاقبية و الزنزانات .. مجالك المريح لممارسة العقد السّادية متاعك "ـ

ـ" وباش انّـفّـس شويّة على روحي من هاك الريحة اللي تشلغمني بيها كل ليله ، نخرّج راسي من تحت الغطا ، و نلوّج على شوية هوا نظيف ، ونبدا نتنفّس ."ـ

ـ"و كل ما تزيد نسبة نتونة ريحتك ، اللي ارتفاعها مشروط بارتفاع عدد ضحاياك من السجناء و الخاضعين ليك كل ما تزيد معاها حاجتي للتنفّس النظيف"ـ
و بدات مساحات التنفّس متاعي تتــّسع ، من خارج الزّاورة .. لخارج الغرفة .. لخارج البيت .. لخارج المدينه"ـ"

ـ"واللي كنت نتنفّس معاهم ، ما كنتش نطلب منهم حتّى مقابل لا مادّي و لا معنوي .. الحاجة الوحيدة اللي كنت نشترطها عليهم كانت ساهلة برشه : كنت نطلب منهم انــّها تكون ما فيهمش ريحة الساقين اللي ما تنطاقش و الــّلي مخلّطة بريحة النّدوه متاع مقرّ العمل متاعك : الاقبية و الزنزانات"ـ

ـ"عشرين سنه.. و انا نفانتازمي على ريحة ساقين نظيفه ماهيش مخلّطه بريحة النـّدوة و الرُّطــُـوبه متاع اقبية السجون و الزنازين"ـ
"ــ"عشرين سنه .. وانا نخون فيك .. و مع شنوّه ؟؟ مع ساقين نظيفه
"عشرين سنه ... وانا ...........ـ"
ــ عشرين الف مرّة نقلّك الكرافاتات حطّهم وحّدهـــم ... تي فيني الكرافات المخطّطة ؟ تي شبيك سارحه ؟ ماكش معايا ؟ (...)ـ

ــ ما فهمتش انا شبيه مدير الليسي اليوم يأكّد عليّ باش نزورو في بيروه هوّ شخصيا ، و ما ندخلش لبيرو القيّم العام ، ياخي من كثرة مشاكلو الولد ؟؟ تماو هــْـمَــيـّمـَـه .. حطّ ثم تلقى ثم .. طــُـفـْـلـَـه خير منــّو
(...)ـ

...................


ـ"سيدي الرئيس
انّي المسمّى "علي القــْـصِـير" ، أعلم سيادتكم انني قبل ان أتقاعد منذ سنوات قليله ، قضيت اكثر من نصف حياتي في خدمة الأمن و الوطن ، و لم اتردّد لحظة واحدة في الضرب على ايادي المناويئين و المتطارّفين ، انني يا سيدي الرئيس قد افنيت شبابي في التــّـفاني في خدمة هاذا الوطن ، و في التصدي للمشاغبين ، و انني لا اطلب من سيادتكم جزاءا و لا شاكورا و لاكنـّني التمس منكم الإذن بي إطلاق سراح ابني الذي تمّ احتيجازه لدى مصالح الأمن ، و إقافــُـهُ منذ مدة عن عمله كعون حرس مرور، بعد ان تصرّف بطيش و اندفاع الشباب ، فهو لم يكن يعرف الهويّة الحقيقية للسيدة التي كانت تقود سيارتها بتلك السرعة الجنونية امام المدرسة الابتدائية ، عندما تجرّأ و طلب منها رخصة السياقة
سيدي الرئيس
لقد سدّت جميع الابواب في وجهي ، و حتى عندما حاولت مقابلتكم شخصيا اثناء زيارتكم الاخيرة للمدينة ، وقع الاعتداء عليّ بالضرب من طرف حرّاسكم ، و افتكّوا منّي هذه الرسالة و مزّقوها و رموني أرضا و داسوني بأرجلهم و تسبّبو لي في كسور بركبتي اليمنى كما يبيّنها التقرير الطبي المرفق مع الرسالة
سيدي الرئيس
هل يكون هاذا مصير ابني و هل يكون هاذا جزاء خدمتي للأمن كل هاذِهِ السّـــيــنين و جزاء صرامتي و حزمي و قسوتي مع كل من تحدثه نفسه بان يمس من امن البلاد و استقرارها
سيدي الرئيس
اتوسّل الى جنابكم ان تأذنوا بتمكين ابني الوحيد من العودة الى عمله و بإطلاق سراحه فا أنا اعجز عن وصف حالة امّه التي لم يهدؤ لها بال منذ ايقاف ابنها "ـ

صاحب محل نسخ الوثائق ما نجحش في انّو يخفي مشاعر التشفـّي اللي كانت تـنـزّ من عينيه و هو يقرا في رسالة المخبر الغبي ذو الركبة المهشّمه ، اللي كان وراء فقدانو لصديقو الى الابد..
قراها .. تبسّم و زغللت عينيه بالدموع .. و طبّقها و حطّها في جيبو ، و كأنّها قراءة واحدة لا تكفي

.................

ــ صباح الخير سيّد المدير
ــ صباح الخير سي علي
ــ ماو لاباس ، اوّل مرّة تكلّموني في خصوص ولدي ، نشالّة ما يكونش يقلّق فيكم في اللــّيسي ، ماو تعرف بحكم المهنه ، ربّيتو تربية ما كيفهاش ، تربية بنات ، النّفس لا ، كل شي بالوقت ، ما يتكلّمش معايا ، عينيه ما يهزّهاش ، صوتو ما تسمعوش ، من خزرة يذوب ، تسمع كان امشي ..ايجا ..اعمل.. ما تعملش
في الحقيقه استغربت في الاستدعاء ، و زدت استغربت في الطابع السرّي الكبير متاعو .. ماو لاباس ؟ شبيه الوْلـَـد؟

ــ نشاله لاباس سي علي ، اما يؤسفني باش نعلمك اللي ولدك توّ للمرة الثالثة يضبطوه القيّمين بصدد ممارسة الشذوذ في مراحيض المعهد ، و الشذوذ السـّـلبي بالتحديد ... و يظهر اللي الاستدعاءات البريدية اللي بعثناهالك برشه مرات ما كانتش توصل فيك ، يمكنشي الوليّد يتعرّضها في الثنيّة و يقطّعها .. على كل ، احتراما لمركزك الحسّاس ، حبينا نعلموك بشكل ودّي و سرّي باش تراقب الوضعية و تعمل اللازم و نتعاونو مع بعضنا على حماية الوليّد من الإدمان على مثل هالممارسات ، و علاش لا ، تعريضو لسلسلة حصص علاج نفسي بمساعدتك ، على خاطر، ماو تعرف ، الاخصائيين النفسانيين يقولو اللي نسبة كبيرة من مثل هالميولات الشاذة تكون وراها علاقات موش سويّة مع الأب او مع الأم من ناحية الاكتفاء العاطفي في فترات معينة من السّن

................

الولد ما رجّعوهش لخدمتو ، حــْـرق لأوروبا ، و عايش مثـليــّــتـو المعلنه هناك
و الزوجة ... متمزّقه مابين حالة الحزن على الإبن المفقود .. و حالةال قرف من رائحة الساقين المخلّطة بريحة كهوف الزنازين المنـدّيــه ... و حالة الأسف كلّما تتذكّر مغامرة من مغامراتها القديمه .. مع .. الساقين النظيفه

هاذاكه علاش أوّل رغبة يثيرها فيك "علي القصير" وقت اللي تشوفو في البلاد .. حتّى لاوّل مرّة ، هي الرغبة في انّك تبصق عليه

8 commentaires:

Unknown a dit…

Belle histoire, bien écrite et bien narrée. Sur le plan technique, c'est le genre de récit où seul le déploiement de l'écriture constitue l'évènement, par ce fait, la fin ou le dénouement n'a plus d'importance.
Sur le plan thématique, ce texte constitue un flash d'une grande littérature écrite dans le secret et qui, j'espère un jour,verra la lumière. ça me rappelle un peu la littérature secrète de la dictature russe ou encore ces écrivains "du noir" du temps des Nazi. Finalement, quoiqu'on fasse, on ne peut jamais étouffer la pensée.

ferrrrr a dit…

أهلا براستوس، النقشة هذه ما تكون كان جزء من حاجة اكبر، ما تقولشي لا، واطلع بالبقية

brastos a dit…

Ahla najla
J’ai –modestement –aimé ton commentaire  ta remarque sur le plan thématique est très pertinente , la tendance d’écriture dont tu as parlée a marqué beaucoup de périodes obscures dans l’histoire de l’humanité, j’évoque la dessus également (sans comparer avec ce que j’écris  ) l’exemple de la littérature de l’Amérique latine, ou ce qu’on appelle ;
ادب المقاومه و ادب السجون
Le style d’écriture dont tu parles me touche beaucoup, c’est une écriture épanouie .. en délire .. C’est un peu « l’impressionnisme » dans l’histoire de la peinture .. la concordance et la ressemblance identique de ce qu’on peint avec le sujet source sont mises à part au profit de messages émotionnels que nous transmet ce sujet

brastos a dit…

اهلا فررررررر

تي وييينك

:)

مادامو سي علي القصير حيّ .. ( على الاقل بيولوجيا) مازال فمّه ما يتقال عليه و فيه

اسف على قلة الزيارة و التفاعل يافررر .. ظروف النات عندي مازالت ماهيش ولا بدّ

cactussa a dit…

9adech min 3li li9sayir 3ana za3ma !

brastos a dit…

@ cactussa


ahla ...

innombrable !!

لاعب النرد a dit…

أهلا
على عكس العادة ما نعرفش علاش شخصية علي القصير ظهرلتي نمطية (و نمطية جدا)..خاصة تأثيرها السلبي في الابن و في الزوجة... كأنك كتبت بنقمة و بنوع من التشفي... و هي نقمة مفهومة في الواقع ـ أما ما ثم حتى شيء يبرره في النص...ـ

brastos a dit…

اهلا لاعب النرد
اكيد انّو انطباعي الشخصي باش يتسلل و يتوجد بشكل او بآخر .. و انت ظهرلك انّو تسلل من خلال اسلوب "التشفي" و" النقمة" اللي كتبت بيه .
انا نشوف اللي تدخلي الشخصي في الحكاية .. سواء واعي او لا واعي .. عندو ما يبررو ، و هو اني نكتب على شخوص و احداث حقيقية في جزء كبير برشه منها . ..و ما نجّمتش نكون محايد .. على خاطر .. ربما ... نكون انا احد هالشّخوص .. المتخفّية .. في سطر .. او سطرين.. او ..في اقلّ الاحوال .. نكون متفرّج ايجابي .. يدلي برايو .. و ينقل احاسيسو و انطباعاتو
نتصوّر ما ذكرتو من انّو يتعامل بلامبالاة عاطفية مع زوجتو (في المونولوق اللي عملاتو هي بصمت) ، و ما ذكرتو من انّو يتعامل بصلف و تسلّط و إخصاء مع ابنو (في حوارو مع مدير المعهد) كافي (و لو الى حدّ ) باش يبرر التصنيف السلبي اللي حطيت فيه على القصير ، اللي يعتقد اللي الناس الكل حولو مساجين
انا معاك في انّي ما القيتش الضوء بإطناب على "النتونه" الاجتماعية متاع علي القصير .. يعني يا انا ما وُفـّـِـقـتش باش نرمزلها بنتونة ساقيه .. يا انت ما اجتهدش في فكّ الرّمز
:)
مرحبا