vendredi 12 septembre 2008

خـبز ... و إلــه ... و قمـــر 2

مواصــلة ً للــتدويـــنه السابقـــه ، اللي بديت نحــكي فيها على وحده من الخرافات اللي حْـكـُوهُمـْــلـْــنا الكبار .. بون .. ما نعرفش الخرافه هاذي ثمّه اشكون يعرفها و الا لا .. امّا انا لقيت عدد لاباس بيه من الناس يعرفوها .. و اللي مفادها انّو القمرة اصلها مـْـرَا مسحت مؤخّرة ولدها بقطعة خبز بعد قضاء حاجتو البشرية.. ياخي ربي عاقبها بأنّو شنقها من شوافرها و علّقها في السما عبرة لمن يعتبر .. و ولّات هي خالتك القمرة :) ـ


ما نخبّيش عليكم .. اني وانا صغير .. تأثّرت ياسر للحكاية هاذي .. وسخّـفـتــني هالمرا ياسر .. ونتذكّر انّو اوّل سؤال سألتو للي حكاهالي .. و اللي نسيت وقتها شكون بالضبط .. امّي ... بابا ... واحد من اخوتي الكبار .. جدّايتي ... نسيت ... سألتو وقتها سؤال يعبّر على انّي تمثّلت و تبلنجيت في شخصية الولد .. و قتلو : والولد .. وينو توّا ؟؟ يعني في اللّــوّل .. حطيت روحي في بلاصة الولد اللي تحرم من امّو .. من حبّو الاول .. و من اوّل و اكبر مصدر للحنان و للحب و للذّه بالنسبه ليه


و ما كنتش متبلنجي كان في شخصية الولد .. حتّى المرا .. كانت تسخّفني برشه .. و كنت كي تكبر القمره .. نبدا نتفرّج فيها .. و كنت مدفوع بشحنه كبيره متاع تعاطف معاها .. و احساس بمأساتها .. لدرجة انّو خيالي كيما صورّ للجماعه اسم " عــليّ "... صوّرلي انا وجهها الشاحب الحزين .. و خزرتها المستعطفة اللي تطلب في النجده و في العفو .. و عــينيها المبلبزين من آثار التعليق ..و كنت نقول في خاطري مسكينه .. راهي شوافرها توجع فيها .. راهي عطشانه .. راهي عينيها مقطّعة و مشرومه ..و راهي تحب ترمّش و ما تنجّمش

و المؤلم اكثر .. انّها يلزمها تبقى ديمه حيّة ما تموتش ....ما يلزمهاش تموت .. اوّلا باش احنا اللوطه نتـّــعـْـضو بيها ..و ناخذو منها عبرة .. و ما نستعملوش الخبز المقدس لاغراض مهينه بيه ، كيما عملت هيّ ... و ثانيا ، باش تقعد ديمه .. و كلّ يوم .. و كل لحظه .. و كل ثانيه .. تحسّ بالعذاب و بالندم.. كيما هاك اللي قالّك في جهنّم يشوشطوهم يشوشطوهم يشوشطوهم.. و كي تتحرق جلودهم .. و تولّي يمكن ما عادش تحسّ الوجيعه .. يبدّلولهم جلود جديدية فـْــِرشـْــكه و قابله اكثر للاحساس بالالم

جات على بالي توّ ابيات شعرية للمتنبّي في المعنى هاذا .. اما من دمّار الدنيا موش من وجيعة التشوشيط متاع الآخره
رماني الدهر بالأرزاء حتّى*** فؤادي في غشاء من نبــــالِِ
فصرت إذا أصابتني ســهام***تكسّرت النصالُ على النّصالِِ
و هان ، فلا أبالي يالرّزايـا *** لأنّي ما انتفعت بأن أبالـــي


و هاذاكه علاش .. كنت كلّ ما ننْهمك في أحاسيس التعاطف مع هالمرا المشنوقه .. و كل ما نغرق في مشاعر التآزر مع حالتها المكربه .. كان يرنّ في داخلي احساس آخر .. رأي آخر .. صوت آخر .. مخالف تماما .. صوت يقولّي اللي المرا هاذي مذنبه و غالطه و قاعده تاخذ في جزاءها .. و ما يلزمهاش تسخّفك .. من بعد فهمت اللي الرأي و الا الصوت هاذا هو صوت الخبز .. اينعم .. الصوت هاذا كان بمثابة تكثيف لقداسة الخبز في ثقافتنا

و اشكون منّا ، وهو صغير ، ما قالولوش كي تلقى طريّف خبز مطيّش و مرمي في وسط الطريق .. راهو يلزمك تبوسو و تمسّح بيه على جبينك .. و تبعّدو على الطريق باش ما تكونش عرضة للعفس و تحطّها فوق الحيط و الا السياج ..و الا العتبه القريبه منّك

الطقوس هاذيكه .. كانت عندها صبغه غيبيه .. ما ورائيه عندي .. و كنت وقت نلقى قطعة خبز مطيّشه .. و نعمل هاك الطقوس اللي وصّوني عليها .. نحس انّي بصدد التعـبّد .. و الا بصدد أداء نوع من الصلاة ..صلاة صغيرة .. قصيرة .. تلقائية .. طفولية .. صادقة .. ما عندهاش توقيت دقيق .. و مكان محدد .. وصمعه .. و قبّه .. و آذان .. و وضوء .. و نوافل .. و مبطلات ... كانت صلاة مشروطه بانّك تلقى قطعة خبز مرميـّه .. فقط


و الأهم .. و المثير للفضول .. انّي وقتها ما كنتش فاهم علاش انا نعمل هكاكه .. دايّور كيما ألاف الحاجات اللي لقــّنوهملنا و لقينا ارواحنا نعملو فيهم من غير فهم... و لقينا ارواحنا نمّــْـنو بيهم من غير تمحيص .. هكّاكه .. ببهامه .. حاطّين على روسنا وعلى اكتافنا أكداس و لـْــبـٌـزْ متاع يقين.. و متاع حقيقه مطلقة .. و نحوّسو .. ومستعدّين لقتل كل من تسوّلّو نفسو بالنقد .. و الا حتى بمجرّد التساؤل حول هالورثه المشومه متاع الخراريف

عاد قلت .. ما كنتش وانا نبوس في قطعة خبز يابسه و نحط فيها تحت الحيط .. واعي بالقيمه الاقتصاديه و الاجتماعية و الطبقية للخبز .. و ما كنتش نعرف الابعاد الاخرى لقطعة خبز بسيطة : نعيمة ربّي .. رزق .. غنى .. خوف من الفقر .. من المجاعات .. احترام لعطاء الارض .. و لعرق الفلاحين و العمال .. صانعي الخبز .. اعتراف بالجميل للآلهة اللي لولاها .. و لولا رضاها علينا .. رانا مو تى بالجوع


و مع شويّ تقدم في العمر، العمر بنَـوْعَـــيْــه: الكرونولوجي و الذهني .. الواحد فـْهـم اش ينجم يكون ورا قطعة خبز مطيّشة من راغله ما توفاش ..راغله متاع اسْـحْـبَـه و مطر و جفاف و حروبات و غارات و فقر و غنى و استقرار و رحيل و فلسفات و فنون و نزوح و هجرة و و ثورات و دمومات و ملكية و ارض و شهداء و رشوه و سجون و معتقلات و احتلال

و زاده الواحد فـْهم زاده المنشأ الواقعي للاسطوره هاذي، و للفكر الاسطوري بشكل عام . هالنسق اللي صنعو البشر في لحظة تاريخية محددة ...باش يفسّر بيه العالم .. و يأمن شرور قوى الطبيعه اللي باثـّـه فيه الرعب وقتها .. نسق اهمّ ابطالو : الحاجه الى المعرفه .. محدودية تقنيات المعرفه والبطل الثالث و الاكثر فاعلية في نسج و تاسيس هالنـّـسق هو : الخيال

مرجوعنا عاد توّ لخالتي القمره/المرا المعلّقة و المشنوقه في السما.. بعد هاذا الكل .. و بعد هالهاله القدسية المحيطه بالخبز .. علاش كي لقات قطعة خبز ما باستهاش و حطّتها فوق الحيط ..؟؟ كيما تعمل الناس الكل ؟؟؟شبيها مسحت بيها ولدها.. ياخي ما علّموهالهاش هاك الطقوس الكل ..؟؟؟ و زادا من جهة اخرى .. زعمه هيّ الوحيده على الارض اللي تعاملت مع الخبز بالطريقة المهينة هاذيكه ..؟؟ و زعمه هيّ نيّتها الأولى كانت تنظيف ولدها ، و الا الاساءه للخبز.. ؟؟ انا نتصوّر اللي رغبتها في ازالة الاوساخ على ولدها تشفعلها و تسعفها من هالعقوبة الابدية الشنيعه اللي باش تبقى عالقة بيها طول عمرها و عمرنا .. صحيح انّها ما احسنتش اختيار وسيلة أو آلة التنظيف .. لكن ما اعتقدش انّها تستاهل هالعذاب اللانهائي .. و هاللعنه السرمدية .. بالمقارنه مع جحافل الاوباش .. الجرابع .. اللي يهينو في الخبز .. و صانعي الخبز .. و آكلي الخبز .. والمطالبين بالخبز


و لذلك .. انا نتقدّم بمطلب شديد اللهجة للآلهة المشرفه على متابعة عقاب هالمواطنه الزّوّاليّه المعلقة في السما .. و نتقدّم للألهه بمطلبين يلزمها تختار وحيّد منهم
أوّلا : يا تعفو على هالمرا القلّيله خاطرها خذات ما يكفيها من العقاب .. وهالعقاب اللي دام مدا الدّهر ماهوش في حجم الخطأ اللي اقترفاتو ..صحيح انّو كي يشملها العفو .. باش تهبط و ترجع تكمّل تربّي ولدها .. اللي اكيد راهي متوحّشاتو برشه .. و نشاله يحالفها الحظ باش كي يسيّبوها من فوق .. تطيح عندنا .. في بلد الفرح الدائم .. وين الضو .. و الكيّاس و الما .. خاصّة الما
لكن كي تهبط هي .. وما عادتش تضوّينا ، مانا نزيدو نحنا ظلام على ظلام .. امّا ميسالش .. خلّي الدنيا تظلام فرد مرّه وتاكل بعضها على قاعدة
ثانيا : يا تطبّق نفس القانون و نفس العقوبه على كل من يتعدّى على خبز القلالّة و الزواوله بأشكال مهينه .. و تعلّقهم من شوافرهم ... و الا حتّى من كر.... زهم ، خلّي تضوي الدنيا بالقدا .. و نشيخو عاد .. مادام ، تباركلّه ، السما باش تتـسـتـّــّف بالاقمار .. نقصد بالاوباش و الفصايل المعاقبين .. المعلقين .. المشنوقين

4 commentaires:

عاشور الناجي a dit…

حكاتها لي أمي الحكاية هاذي

أما الحمد لله ما صدقتاش و كيف سألت بابا قال لي موش صحيح

أما عشت الرعب و الشجن الي حكيت عليهم كيما الرعب متاع خرافات سكرات الموت و ربي يعلقنا من شوافرنا

حكاوهملنا و أحنا صغار مازلنا ما دخلناش للدنيا

ما عشناش

صدمونا بالموت والعذاب و ربي الأقرب منه لشيطان من رب جميل رحيم يحب الجمال

Anonyme a dit…

شكون قالك إلي هذي خرافة? حكاية بالحق راهو! :-))
إلي مافهمتوش علاش هي مرأة موش راجل?
علاش سبب خروجنا من الجنة مرا?
علاش السحارة إلي راكبة على فركة مرا?
علاش إلي ساكنها جن مرا?
و علاش سبب البطالة اليوم وهذي موش خرافة المرا؟؟
ديمة الانسان الاضعف هو إلي يدفع الفاتورة....متع الضوء!
مالا باش قمرة هي؟ :-))

mahéva a dit…

فنان كيف العادة براستوس. قريت التدوينة هاذي و اللي قبلها و خرجت نثبّت في القمرة

أنا معاك في الاقتراح الثاني، نضربوا بيه خبزتين بقمرة (عصفورين بحجرة) الخبز يكثر و الدنيا تضوى أكثر

brastos a dit…

@ عاشور الناجي

كلامك صحيح .. ارهاب الاطفال يبدا بكلام من نوع : يزّي حرام .. ربّي يحرقك بالنااااااار



@ artticuler
طريفة ياسر الاشارة الى عنصر الانوثه في كل ماهو خطيئه

@ maheva
خبزتين بقمره ... هههههههه...هههه