التطرّف عموما ، و التطرف الديني بالخصوص ، ما يمكنلوش الا انّو ينتج تطرف مضاد ، صحيح انّو يموقع روحو في الخندق المقابل للدين.. لكن ما يبعدش برشه على الشمولية و الاطلاقية و النصّيــّة اللي تميّز أي خطاب ديني
من الخطير ان يتحوّل الهوس بمحاربة الدين الى مرجعية سياسية تـُحكم مواقفنا ممّا تشهدو اللحظه من خصوصية و دماء اطفال و ابرياء
من غير العلمي و لا العقلاني ، ان ندير ظهرنا للوقائع و الحقائق "التي وحدها لا تـُـدحـَـضْ " و نستسلم فقط لاكداس يقيننا ، بجمود
انا ضدّ الدين السياسي ، لكن نعتقد اللي محاسبة او تقييم او محاكمة حماس ، ما عندهاش اولوية على ادانة مجازر الصهاينة ، الدورية ، و اللي ماهيش مشروطة باشكون يحكم ، حماس والا فتح و الا الجبهة و الا اي فصيل فلسطيني... بقدر ماهي (هالمجازر) مشروطه بالمشروع الاستيطاني بشكل عام ، و هاذا اللي يفسّر دوريّة المجازر و تعدّدها و تتاليها ، بدءا بالنّكبة ،حيث ارتكب الصهاينه قرابة الـ 70 مجزرة بحق الفلسطينيين قصد تطهيرهم عرقيا و ترحيلهم و تهجيرهم
مرورا بمذبحة قبية سنة 55 ، و بكفر قاسم 56 ، مدبحة قرية السموع 66 ... فضلا عن عمليات القتل التي استهدفت اهالي الجولان و سينا اثر هزيمه 67 .. و سقوط الاموات من العمال و الطلبة في ابو زعبل و بورسعيد ... قانا ... جنين ... ـ
وصولا الى غزّه
ادانة و محاسبة حماس ما عندوش الاولوية على التصدّي للامبريالية و الاستعمار ، هالجملة اللي يبدو انّها اصبحت تقلّق العديد ممّن ارهقهم السير .. فبرّروا عجزهم عن المواصلة بنعت مثل هذه الجمل بـ : "شعارات مراهقة" ـ "انفعالات عاطفية" .. ـ
و ماعندهاش اولوية على فضح الرجعيات العربية اللي مؤخّراتها دَوّدت على الكراسي ، و اللي ماعندها حتى دور سوى نهب و قمع شعوبها ، و تنفيذ مخططات الاحتلال و مباركتها مقابل ضمان بقاءها في السلطة
محاسبة حماس ما عندهاش اولوية على انّا نكسّرو دين والدين هالشاشات اللي كلاتلنا عينينا في الفارغ .. و نخرجو مع الناس للشوارع
و باش نكونو واضحين ،انا موقفي الاديولوجي و الفلسفي و الفكري و الثقافي و الفنّي و النفسي و الجنسي و الاخلاقي و المزاجي و...و... من الدين واضح و مافيش داعي لتكرارو .. هكّه .. مجانا .
لكن انا نشوف انّو وقت اللي يتعلّق الامر بمقاومة المحتل ، يتعيّن ترك المرجعيات الفكرية جانبا ، باش ما نقولش نسيانها ، و الالتقاء حول محور واحد وحيد : المقاومه و التحرير
و التاريخ مليء بالشواهد على ذلك
المقاومه باخطائها ، اشرف من التخاذل "المتعقلن"ــ