خلال النصف الاوّل من شهر رمضان ، و رغم عدم إدماني على المسلسلات الا ماندر منها ، الا انّي عندي ميل خاص لاعمال علي اللواتي ، اللي ديمه عندو مواضيع مستطرفه ، و مستحدثة ، و تعتبر نصوصو سواء منها الشعرية/الغنائية /الدرامية لذيذة
بديت ننتبه لكتاباتو منذ اواخر الثمانينات في غنائية النوّارة العاشــْــقه اللي قدّموها وقتها لطفي بوشناق بمشاركة طالبه في المعهد الاعلى للموسيقى انذاك اسمها : نبيهة كراولي :)
في البداية توجّهت بعض الانتقادات لاعمال علي اللواتي بأنّها رغم حرفيّتها و طرافتها و اتقانها ، الا انّو مجالها بقى سجين البلاد العربي و احوازها
الا انّو في بعض اعمالو الاخيرة تنبّه الى انّو يتحرر من السجن هاذاكه ، و من بينها العمل الدرامي الاخراني هاذا
اللي لفت انتباهي لعدّة اسباب
اوّلها انّو خرج من اسوار المدينه العربي و الفوطه و البلوزة ، و تغلغــل في وسط البلاد حيث ان اجواء المسلسل الكلّها تفوح منها رائحة القيروان .. بلد المتناقضات الجميلة ، مما يأكّد اللي ما يعتمل داخل الذات البشرية من معاناة و مكابدات و تجارب يمكن ان تكون ملهمة للاعمال الدرامية الناجحه ، ماهوش بشرطه يكون داخل البلاد العربي و مستمدّ ضرورةَ من ثقافة "المــْـدينة"ـ
ثانيها ، تطرّقو بدقّة ناجحة ، لفئه او نخبة هامة رغم "لا شعبيتها" اللي هي الفنانين التشكيليين و ما يمكن ان يعيشوه من معاناة و قلق
نتصوّر عدد كبير من اللي شافو المسلسل كانو يتصوّرو اللي الرّسّام اللي هو انسان غنيّ يرسم في جمعه و الا عشرة ايام لوحة فيها شويّ نسا في وسط دار عربي يحلّو في سينيّة البقلاوة و ياخذ مقابلها مئات الدينارات ، اش تنجّم تكون عندو من معاناة و من مكابدات
اللي اثار الكثير من اعجابي في هالمسلسل هو التنبيه الى ما يمكن انّو يعيشو فنّان تشكيلي صادق ، ذو رؤية تجديدية لفنّو ، يحبّ يأسّس لمفاهيم و قيم جمالية غير تقليدية ، ذات عمق فلسفي و اجتماعي ، و ذات التزام فنّي و ثقافي .. يحبّ يقطع مع النمط الفلكلوري للفن التشكيلي ، متاع - على سبيل المثال- رسم السّارح في أقصى درجات سعادتو و هو بصدد السرحه بالعلالش .. و النــّـفخ في ألة الناي ، السارح اللي هو ضحية للجهل و للامّية ، و عرضة للامراض و لضربات الشمس و للمخاطر ، و اللي هو في الاخير ماهو الا عبد أجير مغـترب ، يسهر على راحة قطعان الاغنام اللي ما يملكش منها حتى ززّه صوف
تاريخ الفن التشكيلي مليء بالناس اللي كانوا مسكونين بهواجس كيما هاذي ، و عندنا فان قوق أبرز مثال على الفنان اللي تستوي حياتو مع فنّو
علي اللواتي قدّملنا الاشكالية هاذي من خلال بورتري مالك عمران ، نموذج لرسام شاب خرّيج معهد من معاهد الفنون الجميله ، يطمح الى غرس قيم اخرى اعمق و اكثر جمالية و في العالم اللي يعيش فيه من خلال فنّو ، ولكنه يصطدم بواقع ما يعترفش بالاحلام و الابداع ،
و هنا تبدا
ثلاثه ، ثنائية و جدلية "الحلم المغدور" اللي يقوم عليها السيناريو ككل ، من خلال زوز احلام انا ننشوفهم محوريين:
*حلم ارساء قيم جمالية تشكيلية جديدة .. يتحطّم على صخور واقع كل شيء فيه يتحوّل الى سلعه .. حتّى روح و احساس الرسّام .. مما ينتجلنا فنان نافروزي يعيش حالة من الانهيار و الفشل بعد ما وأد مشروعو الفني التجديدي و التثويري
*حلم الثروة من خلال الاتّجار بالصخور النادرة اللي ترجمنا بيها السما من حين لأخر و تطيح في مناطق محددة من الصحراء ، هالحلم اللي يتحطّم على صخور الجشع و الاستكراش متاع الشركاء في هالحلم و ينتجلنا سلسلة من تصفية الحسابات و الاقتتال
و بين هالزوز احلام المغدورة ، متاع فنان يتيم فنيا ورئيس عصابة الاتجار بالاحجار الساقطة من السماء ، ياقف حـُـبّ مستحيل .. حبّ تراجيدي أليم متأرجح بيناتهم
بديت ننتبه لكتاباتو منذ اواخر الثمانينات في غنائية النوّارة العاشــْــقه اللي قدّموها وقتها لطفي بوشناق بمشاركة طالبه في المعهد الاعلى للموسيقى انذاك اسمها : نبيهة كراولي :)
في البداية توجّهت بعض الانتقادات لاعمال علي اللواتي بأنّها رغم حرفيّتها و طرافتها و اتقانها ، الا انّو مجالها بقى سجين البلاد العربي و احوازها
الا انّو في بعض اعمالو الاخيرة تنبّه الى انّو يتحرر من السجن هاذاكه ، و من بينها العمل الدرامي الاخراني هاذا
اللي لفت انتباهي لعدّة اسباب
اوّلها انّو خرج من اسوار المدينه العربي و الفوطه و البلوزة ، و تغلغــل في وسط البلاد حيث ان اجواء المسلسل الكلّها تفوح منها رائحة القيروان .. بلد المتناقضات الجميلة ، مما يأكّد اللي ما يعتمل داخل الذات البشرية من معاناة و مكابدات و تجارب يمكن ان تكون ملهمة للاعمال الدرامية الناجحه ، ماهوش بشرطه يكون داخل البلاد العربي و مستمدّ ضرورةَ من ثقافة "المــْـدينة"ـ
ثانيها ، تطرّقو بدقّة ناجحة ، لفئه او نخبة هامة رغم "لا شعبيتها" اللي هي الفنانين التشكيليين و ما يمكن ان يعيشوه من معاناة و قلق
نتصوّر عدد كبير من اللي شافو المسلسل كانو يتصوّرو اللي الرّسّام اللي هو انسان غنيّ يرسم في جمعه و الا عشرة ايام لوحة فيها شويّ نسا في وسط دار عربي يحلّو في سينيّة البقلاوة و ياخذ مقابلها مئات الدينارات ، اش تنجّم تكون عندو من معاناة و من مكابدات
اللي اثار الكثير من اعجابي في هالمسلسل هو التنبيه الى ما يمكن انّو يعيشو فنّان تشكيلي صادق ، ذو رؤية تجديدية لفنّو ، يحبّ يأسّس لمفاهيم و قيم جمالية غير تقليدية ، ذات عمق فلسفي و اجتماعي ، و ذات التزام فنّي و ثقافي .. يحبّ يقطع مع النمط الفلكلوري للفن التشكيلي ، متاع - على سبيل المثال- رسم السّارح في أقصى درجات سعادتو و هو بصدد السرحه بالعلالش .. و النــّـفخ في ألة الناي ، السارح اللي هو ضحية للجهل و للامّية ، و عرضة للامراض و لضربات الشمس و للمخاطر ، و اللي هو في الاخير ماهو الا عبد أجير مغـترب ، يسهر على راحة قطعان الاغنام اللي ما يملكش منها حتى ززّه صوف
تاريخ الفن التشكيلي مليء بالناس اللي كانوا مسكونين بهواجس كيما هاذي ، و عندنا فان قوق أبرز مثال على الفنان اللي تستوي حياتو مع فنّو
علي اللواتي قدّملنا الاشكالية هاذي من خلال بورتري مالك عمران ، نموذج لرسام شاب خرّيج معهد من معاهد الفنون الجميله ، يطمح الى غرس قيم اخرى اعمق و اكثر جمالية و في العالم اللي يعيش فيه من خلال فنّو ، ولكنه يصطدم بواقع ما يعترفش بالاحلام و الابداع ،
و هنا تبدا
ثلاثه ، ثنائية و جدلية "الحلم المغدور" اللي يقوم عليها السيناريو ككل ، من خلال زوز احلام انا ننشوفهم محوريين:
*حلم ارساء قيم جمالية تشكيلية جديدة .. يتحطّم على صخور واقع كل شيء فيه يتحوّل الى سلعه .. حتّى روح و احساس الرسّام .. مما ينتجلنا فنان نافروزي يعيش حالة من الانهيار و الفشل بعد ما وأد مشروعو الفني التجديدي و التثويري
*حلم الثروة من خلال الاتّجار بالصخور النادرة اللي ترجمنا بيها السما من حين لأخر و تطيح في مناطق محددة من الصحراء ، هالحلم اللي يتحطّم على صخور الجشع و الاستكراش متاع الشركاء في هالحلم و ينتجلنا سلسلة من تصفية الحسابات و الاقتتال
و بين هالزوز احلام المغدورة ، متاع فنان يتيم فنيا ورئيس عصابة الاتجار بالاحجار الساقطة من السماء ، ياقف حـُـبّ مستحيل .. حبّ تراجيدي أليم متأرجح بيناتهم
2 commentaires:
شكرا براستوس على هذه البسطة والحقيقة انني لا أملك أي فكرة عن هذا الكاتب ما عدى كما قلت النوارة العاشقة إلي في بالي متع لطفي بوشناق !:-)
ça devait arriver tôt ou tard que ali louati parle des artistes peintres ! puisque lui même en est un et je ne peux dire qu'il a vraiment du talent! je ne saurais dire s'il a vécu les mêmes tourmentes que malek omrane, mais je salue quand même son travail, comme d'habitude :)
Enregistrer un commentaire