vendredi 18 septembre 2009

عاشق السراب

خلال النصف الاوّل من شهر رمضان ، و رغم عدم إدماني على المسلسلات الا ماندر منها ، الا انّي عندي ميل خاص لاعمال علي اللواتي ، اللي ديمه عندو مواضيع مستطرفه ، و مستحدثة ، و تعتبر نصوصو سواء منها الشعرية/الغنائية /الدرامية لذيذة

بديت ننتبه لكتاباتو منذ اواخر الثمانينات في غنائية
النوّارة العاشــْــقه اللي قدّموها وقتها لطفي بوشناق بمشاركة طالبه في المعهد الاعلى للموسيقى انذاك اسمها : نبيهة كراولي :)

في البداية توجّهت بعض الانتقادات لاعمال علي اللواتي بأنّها رغم حرفيّتها و طرافتها و اتقانها ، الا انّو مجالها بقى سجين البلاد العربي و احوازها

الا انّو في بعض اعمالو الاخيرة تنبّه الى انّو يتحرر من السجن هاذاكه ، و من بينها العمل الدرامي الاخراني هاذا

اللي لفت انتباهي لعدّة اسباب
اوّلها انّو خرج من اسوار المدينه العربي و الفوطه و البلوزة ، و تغلغــل في وسط البلاد حيث ان اجواء المسلسل الكلّها تفوح منها رائحة القيروان .. بلد المتناقضات الجميلة ، مما يأكّد اللي ما يعتمل داخل الذات البشرية من معاناة و مكابدات و تجارب يمكن ان تكون ملهمة للاعمال الدرامية الناجحه ، ماهوش بشرطه يكون داخل البلاد العربي و مستمدّ ضرورةَ من ثقافة "المــْـدينة"ـ

ثانيها ، تطرّقو بدقّة ناجحة ، لفئه او نخبة هامة رغم "لا شعبيتها" اللي هي الفنانين التشكيليين و ما يمكن ان يعيشوه من معاناة و قلق
نتصوّر عدد كبير من اللي شافو المسلسل كانو يتصوّرو اللي الرّسّام اللي هو انسان غنيّ يرسم في جمعه و الا عشرة ايام لوحة فيها شويّ نسا في وسط دار عربي يحلّو في سينيّة البقلاوة و ياخذ مقابلها مئات الدينارات ، اش تنجّم تكون عندو من معاناة و من مكابدات
اللي اثار الكثير من اعجابي في هالمسلسل هو التنبيه الى ما يمكن انّو يعيشو فنّان تشكيلي صادق ، ذو رؤية تجديدية لفنّو ، يحبّ يأسّس لمفاهيم و قيم جمالية غير تقليدية ، ذات عمق فلسفي و اجتماعي ، و ذات التزام فنّي و ثقافي .. يحبّ يقطع مع النمط الفلكلوري للفن التشكيلي ، متاع - على سبيل المثال- رسم السّارح في أقصى درجات سعادتو و هو بصدد السرحه بالعلالش .. و النــّـفخ في ألة الناي ، السارح اللي هو ضحية للجهل و للامّية ، و عرضة للامراض و لضربات الشمس و للمخاطر ، و اللي هو في الاخير ماهو الا عبد أجير مغـترب ، يسهر على راحة قطعان الاغنام اللي ما يملكش منها حتى ززّه صوف
تاريخ الفن التشكيلي مليء بالناس اللي كانوا مسكونين بهواجس كيما هاذي ، و عندنا فان قوق أبرز مثال على الفنان اللي تستوي حياتو مع فنّو
علي اللواتي قدّملنا الاشكالية هاذي من خلال بورتري مالك عمران ، نموذج لرسام شاب خرّيج معهد من معاهد الفنون الجميله ، يطمح الى غرس قيم اخرى اعمق و اكثر جمالية و في العالم اللي يعيش فيه من خلال فنّو ، ولكنه يصطدم بواقع ما يعترفش بالاحلام و الابداع ،
و هنا تبدا
ثلاثه ، ثنائية و جدلية "الحلم المغدور" اللي يقوم عليها السيناريو ككل ، من خلال زوز احلام انا ننشوفهم محوريين:
*حلم ارساء قيم جمالية تشكيلية جديدة .. يتحطّم على صخور واقع كل شيء فيه يتحوّل الى سلعه .. حتّى روح و احساس الرسّام .. مما ينتجلنا فنان نافروزي يعيش حالة من الانهيار و الفشل بعد ما وأد مشروعو الفني التجديدي و التثويري
*حلم الثروة من خلال الاتّجار بالصخور النادرة اللي ترجمنا بيها السما من حين لأخر و تطيح في مناطق محددة من الصحراء ، هالحلم اللي يتحطّم على صخور الجشع و الاستكراش متاع الشركاء في هالحلم و ينتجلنا سلسلة من تصفية الحسابات و الاقتتال
و بين هالزوز احلام المغدورة ، متاع
فنان يتيم فنيا ورئيس عصابة الاتجار بالاحجار الساقطة من السماء ، ياقف حـُـبّ مستحيل .. حبّ تراجيدي أليم متأرجح بيناتهم



2 commentaires:

ART.ticuler a dit…

شكرا براستوس على هذه البسطة والحقيقة انني لا أملك أي فكرة عن هذا الكاتب ما عدى كما قلت النوارة العاشقة إلي في بالي متع لطفي بوشناق !:-)

Roxie White a dit…

ça devait arriver tôt ou tard que ali louati parle des artistes peintres ! puisque lui même en est un et je ne peux dire qu'il a vraiment du talent! je ne saurais dire s'il a vécu les mêmes tourmentes que malek omrane, mais je salue quand même son travail, comme d'habitude :)