jeudi 24 décembre 2009

الموسيقى في ثنائية الغالب و المغلوب

من المفروض هاذا تعليق على تدوينة ارتيكيلي هاذي ، اللي هو تفاعل فيها مع مقال ولادة هاذا

اما خاطر الموضوع هاذا يروق لي برشه الحديث فيه ، حبيت نشرّك فيه باقي الاصدقاء

فكرة انّها "الموسيقى لغة عالمية" صحيحة اما فكرة ملغومه شويّة و تحلّ برشه اقواس اخرين

الموسيقى فيها موازين و مقامات و الات .. يعني في كلمة : تقنيات ، التقنيات هاذي اتّرجم مهارات معيّنه اكتسبتها مجموعة بشرية من خلال مراكمتها لتجربة ثقافية خاصة بيها

المهارات التقنية هاذي (اللي غالبا ما تكون ماشية بالتوازي مع مهارات اخرى : مهنية تخصّ العمل ، مهارات لغوية ، الخ...) متفاوته من حيث جودتها و الا "ابداعيّتها" ان صحّ التعبير ، و هالتفاوت هاذا هو اللي باش يطبع علاقة المجموعات البشرية هاذيكه بعضها ببعض ،

ما نّجّموش نطّرقو لموضوع ما يجمع الشعوب ببعضها ثقافيا دون المرور على ثنائيات الغالب و المغلوب/الفاتح و المفتوح/الفاعل و المفعول بيه/ المؤثّر و المتأثّر

يعني

صحيح انّو منشأ ألة الكمان هو الرّبابه ، و منشأ آلة القيتار هو العود ، و منشأ الة البيانو هو الهارب الفرعوني ، و منشأ السنفونية هو الموشّح (اللي يتشابهو في التركيبه الدّخلانية متاع كليهما)

لكن

ما يختلفوش اثنين في انّو اعلى و اقصى ما ينجّم البشر يوصلّو في المهارات التقنية الموسيقية هو : الاركستر السنفوني

قدّ ما تكون وصلات العزف المنفرد (الصّولو) عميقة و حميمه و قدّ ما تسمح بإبراز مهارات فردية لعازف واحد ، الا انّو الوقع و السّحر و التاثير اللي تحدثو غابة اركسترالية من الخشبيات و النفخيات و الايقاعيات و النحاسيات ، المتقنة التنظيم و التوزيع و الاخراج ، يعطي حسّ انساني و عمق درامي كبير برشه نابع من اكثر من مائة عازف .. مائة روح بشرية .. مائة حسّ .. مائة تعبير.. مائة مهارة .. مائة تجربة

و هنا نردّو بالنا

راهو كيف نمتدحو الموسيقى الاركسترالية اللي هي منسوبه "للغرب" ماناش بصدد تتفيه تختنا احنا مقابل تضخيم اركاسترهم هوما ، لا و انّما هو تعاطي ايجابي مع مهارات اخرى

و انا مع "سنفنة" الموسيقى العربية حسب ما تقتضية الحاجة..لم لا

مثلا احنا في تونس عندنا الاركستر السنفوني التونسي اللي مشرف عليه الاستاذ احمد عاشور يعمل في عرض شهري في المسرح البلدي ، و يعزفلنا في مقاطع لباخ و تشايكوفسكي و هايدن و روسّيني و...و...و

طيب يا اخي .. باهي .. و يعطيه الصّحة

اما علاش ما ينتجش حاجات خاصة بيه ، مع المحافظة على الطابع السنفوني متاعو بالطبيعه

يعني علاش ما ياخذش قطع من تراثنا الغنائي و الموسيقي و يعاود يكتبها سنفونيّا بشكل انّها تولّي قابله للاستماع عالميا

بالطبيعة الحاجات هاذي و خاصّة في ،ظل الانظمه التوتاليتارية ،لا يمكن لها ان تتحقّق الا بارادة سياسية ، يعني موش ممكن لـ" حـُـكومة" ما عندهاش هواجس ثقافية جادة ، انّها ترسي اسس متاع ثقافة وطنية حقيقية

انا سمعت حاجات في الاتجاه هاذا عملتهم مجموعة صغيرة اسمها 'مجموعة البحر الابيض المتوسط" كانت تجربة رايعة ،

شوف الرحابنة اش عملو بغنايات كيما "يا جارة الوادي" و "خايف اقول اللي ف قلبي" متاع محمد عبد الوهاب و الا "زروني كل سنه مرّه" متاع سيد درويش ، و عبد الوهاب نفسو في الخمسينات تأثّر بموجة الايقاعات اللاتينية متاع الصّالصا و الرّومبا و التانغو و السّامبا ، و عمل فيهم برشه حاجات (جفنه : رومبا ، سهرت منه الليالي: تانغو....الخ)ـ

عندنا هنا عم الهادي الجويني و الفلامنكو

بالطبيعة كيف نجبدو امثلة من مدارس عريقة في ميدان فنّي معيّن ما يعنيش انّا نقصيو تجارب اخرى معاصرة قد تكون مستحدثة اكثر ، و قد تكون مستفيدة اكثر من التقدّم العلمي ، بل فقط من باب الاستفادة من تجارب الاسبقين

علاش ما تتنظّمش مسابقات للهوّاة في الميدان هاذا ، للمتخرّجين من المعاهد العليا للموسيقى و المتخصّصين في التوزيع الاركسترالي ، و احسن كتابة سنفونية لقطعة من التراث ياقع تقديمها و عزفها من طرف الاركستر السنفوني التونسي

وهكّه تكون انطلقت من جذورك الثقافية ، صحيح ، لكن زادة مع الاستفادة من مهارات الآخرين

على خاطر صحيح انّو الكمنجة متاعهم اصلها الربابة متاعــنا

و القيتار متاعهم اصلها العود متاعنا

لكن شبيهم هوما استفادو من ربابتنا و عودنا و طوّروهم الى درجة الاركستر الفيلهارمونيك (114 عازف) و احنا لا ؟

فمّة تيار موسيقى انا نحبّو ياسر و ديمه نستشهد بيه ، اللي هو تيار : الموسيقى السنفونية الوطنية/القومية متاع ما يسمّة سابقا باروبا الشرقية ، و اللي انطلق من تراكيب موسيقية بسيطة جدا و شعبيه من ترانيم و اناشيد التزيقان و الغجر و ارتقى بيها لدرجة كتابة سنفونيات نافست الطلاين و الالمان اللي يعتبرو عريقين في ميدان الموسيقى السنفونية

المسأله متداخلة ، و السياسي فسّد كل شي ، و الثقافة فقدت "نقاءها" و لذّتها المعرفية التواصلية و اصبحت واجهة من واجهات الهيمنه السياسية و التكنولوجية بشكل ولينا : ياإمّا شادّين القارد اكثر من اللازم ، و الا ذايبين في الآخر سياسيا و ثقافيا بكل اغتراب و استلاب و انبتات

هاذي بعض النقاط العامة ، و الموضوع مازال يحلّ على اكثر من باب

5 commentaires:

WALLADA a dit…

ممتاز

Unperfectchild a dit…

un très bon sujet et un beau article, à chaque fois que l'orchestre symphonique de Vienne joue à ELJAM, ils jouent toujours une reprise tunisienne avec une écriture symphonique. Aussi il y a des expériences d'arrangement symphonique des pièces tunisiennes ou arabes comme l'expérience du grand Garfi,mais je n'arrive pas à les trouver :(

brastos a dit…

شكرا ولادة


@ never done
merci .. évidemment le festival de EL JAMM donne l'exemple d'une réciprocité culturelle souhaitée
j'y ai assisté une fois .. c'était agréable
l'expérience de EL GARFI aussi est à respecter .. lorsque j'étais au conservatoire... j'étais parmi le choral de GARFI .. on avait fait des tournées extraordinaires avec ZAKHAREF ARABIYYA
je vais fouiller dans mes vieux enregistrements ..
كان لقيت حاجة تو نبعثلك

ART.ticuler a dit…

الخروج من الحلقة المفرغة حضاريا : الموسيقى مثالا
في إطار تفاعلي مع تدوينة براستوس اتمنى لو نحاول جميعا الابقاء على هذه الشعلة التي بدأت بها ولادة و النهوض بمستوى النقاش في البلوغسفير وتعميقه والهروب ممن يريدون سحب المدونون إلى "نقاشات" فارغة و جانبية. فيما يلي نص تعليقي على تدوينة براستوس


لعل أهم جملة على الاطلاق (حسب رأيي) وردة في تدوينتك هي هذه :
لكن شبيهم هوما استفادو من ربابتنا و عودنا و طوّروهم الى درجة الاركستر الفيلهارمونيك (114 عازف) و احنا لا ؟
بالضبط هذا هو بيت القصيد ! لماذا استفادوا من حضارتنا (موسيقى، تقنية ، كمياء ،فلك...) ولم نستفد ؟ أعتقد الغائب الكبير في هذه المعمعة الحضارية هو الوعي التاريخي الذي هو أساس ما أسميته أنت الثقافة الوطنية !
وهنا دعني أخالفك الرأي فليست القضية هي قضية إعادة عزف الموروث /القديم بالات موسيقية حديثة أو في شكل سمفوني من أجل ربط التراث بالحاضر ..بل أعتقد أن القضية هي قضية إبداع أولا وأساسا والحديث عن الابداع يؤدي بنا إلى الحديث عن الذات المبدعة المتحررة ليس فقط من سطوة الماضي بل وأيضا من "البهتة الحضارية " أي تجاوز حالة الانبهار ( وبالتالي محاولة التقليد) إلى الفعل الحر أي الابداع ..
علينا أن نتجاوز الماضي بمعنى فهمه واستيعابه دون أن يستوعبنا ،تماما كما نحن مطالبون بفهم الحضارة الغربية (التي أبدعت ولا تزال) دون أن نذوب أو نأخذها كمثال لابداعنا ..
علينا أن نخلق ابداعنا الذي يترجم خصوصيتنا مهما كانت الطريقة والأدوات لان الحداثة ليست تقليد بل تجديد ..يمكنني أن أكون حداثيا بآلة العود وتقليديا وأنا أعزف على قيثارة..فليست الآلة التي تحدد حداثتي من عدمها بل علاقتي بها وكيف اتعامل معها ..أي علاقة الذات (مرة أخرى) بالآلة وعندما تكون الذات مبدعة أي متحررة، تأكد أنها ستبتكر الات جديدة تستجيب لمتطلبات فنية وأحاسيس متجددة ..(أتذكر هنا الأغنية /الرمز : إيبتاف حيث عمد الملحن إلى إحداث تغييرات على آلة الايقاع للحصول على ما يريد.. )
لذا أعتقد أن التركيز على الذات وإعادة بناءها(ثورة ثقافية و لما لا؟) هو الكفيل بخلق موسيقى جديدة نابعة من خصوصيتها، مطورة للموجود سواء على المستوى المحلي أو الخارجي ..
أما أعمال الاركستر السمفوني التونسي أو أعمال محمد القرفي مع احترامي له فهي بقيت سجينة رؤية أما تقليدية على المنوال الغربي أو تلفيقية وأسيرة الات الغربية كأنها(الالات) منتهى التقدم ومرادف للحداثة.. فلم ترتق هذه الأعمال إلى إحداث "الترهويجة الثقافية" المطلوبة وبقيت حبيسة النخبوية ..
فحين أن الأعمال التي بنيت على رؤية فلسفية تنويرية ومشروع نهضوي كاعمال مرسيل خليفة (الأولى) فقد لامست الحس الداخلي لكل مستمع عربي من المحيط إلى العراق وارتقت بذوقه (رغم نخبوية نصوص محمود درويش )..
نحن في حاجة إلى الثنائي محمود درويش ومرسال خليفة ليس فقط على مستوى الموسيقى بل في كل الميادين وعلى جميع المستويات

brastos a dit…

art ticuler

هاني جايّك .. :)