jeudi 13 novembre 2008

كوريغراف .. جايّة من غزوة بدر

ــ الو .. اهلا براستوس
ــ أهلا بيك .. آ ... اش عندك جديد ؟
ــ عندي جديد .. وقتاش تنجم تطلّ .. باش تحضر و تشوف و تاخذ فكرة
ــ وقتاش البروفه الجّايّه ؟؟ـ
ــ غدوة لابري ميدي .. تنجم تجي ؟؟ـ
ــ باهي .. أوكي .. تو ناخذ كونجي بنص نهار .. و نجيكم .. ماو غادي كي العاده ؟ـ
ــ ايه .. ايه ..غادي .. نتقابلو غدوه ماله ؟؟
ــ أوكي .. تشاو

اللي كان يكلّم فيّ صاحبي .. مسرحي موهوب .. تجمعني بيه صداقة شخصية و فنيّه .. نتذكر منين كنا اعمارنا 14 ... و 15 سنه ..كنا مغرومين بحاجات اكبر من اعمارنا .. نسمعو في محمد عبد الوهاب .. و ام كلثوم .. و نقرو في نجيب محفوظ و ايميل زولا ..و بدينا زادا مع بعضنا نعملو في شويّه مسرح مدرسي .. في اطار فرقة تابعه للمعهد كوّنها استاذنا متاع المسرح .. صديقي هاذا ، هوّ كمّل .. و انا لا . لقيت روحي اكثر في الموسيقى .. و في الالوان

نادالي باش نحضر معاه البرايف و ناخذ فكرة على عمل مسرحي جديد يحضّر فيه .. و نعاونو في المقاربة الموسيقية .. سواء في الانتقاء من الموسيقات العالمية .. و الا في المقاطع الحوارية اللي يلزمني نلحّنهملو

مشيت .. دخلت للقاعة الكبيرة .. ركح من غادي .. فوقو بنيات و وليدات يعملو ستّه و ستــّين كيف .. مزيانين .. ناشطين .. فرحانين بالمسرحية.. و بالحياة .. و بالهوا .. و بالضو .. و بالحب .. و بالدنيا الكل ..ينقّزو .. يلعبو .. شوّية تسخينات .. زوز من غادي يلقّنو في بعضهم في اجزاء من الحوار يمكن استعصات عليهم .. هاذا من هنا يصلّح في ماكياجو .. هاذيكه تبلّص في حاجات تابعة الديكور .. كوبل من غادي .. يحكو بالشوي مع بعضهم .. اكيد يتمعشقو .. شكون قال .. يجي نهار و يعملولنا زواج فنّي يكسّرو بيه الدنيا :) علاش لا ؟؟؟...ياخي اش يزيدو عليهم جان بول سارتر و سيمون دي بوفوار ؟؟ :) والا بوسي و نور الشريف :) و الا فاطمه بوساحه و راجلها اللي ما نعرفش اسمو .. هاك اللي كتبّلها كلمات غناية : يا كرهبة كمال رنّي..رنّي .. ماصابني كاسات فيك نغنـّي .. و من وقتها انطلقت قصة حبّهم.. اللي أثمرتلنا كل ما شدت به عمتك فطّومه .. قيتارة التاي الاحمر العكـّاري :) ـ
:):):)
الحاصيلو .. فرهدوني .. و خرّجوني شويّه من الروتين اليومي متاع الوظيفة .. و لو لسويعات

و انا هكاكه .. مرة نسمع في صديقي و هو يفسّرلي في التوجّه العام للمسرحية .. اللي بين قوسين عجبتني فكرتها برشه .. و مانيش باش نحكي عليها .. خاف لا يسرقهالو واحد من الانونيمات اللي نجمهم متألّق هالمدّه :( و مرة نتفرج شويّة على هاك الوليدات و البنيات ..و على التحضيرات اللي قاعدين يقومو بيها فوق الركح .. و مرّات نغوص شويّه في ذاكرتي البعيده .. منين كنت في عمرهم .. و منين بديت ننفح في هالاجواء هاذي .. اما نقول نشاله هوما يولّيو مشهورين عاد ... موش كيما ما ولّيتش أنا :) ـ

و لاحظت معاهم بنيّة.. ظهرتلي جديده .. تلقّن فيهم في بعض الحركات .. و تفسّرلهم .. حسب ما فهمت للوهلة الاولى .. في كيفية التنقل على الركح .. امّا بأسلوب محتشم برشه .. و بصوت خاااااافت .. ظهرتلي ما هيش منطلقه .. ماهيش إيبانـْـوي .. تلفت لصاحبي اللي قاعد بحذايا في كراسي المتفرجين .. باش نسألو على الانسه هاذيكه شكون و شنيّة دورها ..ما لقيتوش .. مشى لبعيد يريقل في حاجه تابعو الاضاءة .. ولّيت قعدت مركّز معاها هي .. لاحظت حاجات اثارت استغرابي .. بل عدم اعجابي

لبـْستها .. دجين فوقو حاجه كحله .. كيما البلوزه .. و الا كبّوط قماشو خفيف .. طوييييييل .. يضرب للكعبه .. امّا مشقوق من ليمين و من ليسار .. الفونت لنصّ الفخذ

مريول كول مونتون اكحل .. مغطيلها رقبتها الكل و قريب يغطّيلها لحيتها فرد مرّه

طربوشه .. كيما المارسايّاز .. اما نوع آخر .. كحله زاده .. ملموم تحتها شعرها الكل اللي مش باينه منّو حتّى شعره .. و يظهرلي مخيّطه مع الكول مونتون من ناحية رقبتها من تالي

نتصوّر انكم تصوّرتو السّيلووات متاعها

لبستها اثارت استغرابي خاصة و انّو لا الطقس لبرّه و لا الجوّ داخل القاعه يسمح بلبسة مسكّرة التسكير هاذاكه

بحيث بديت نتقلّق منها .. موش للباسها فقط .. اما لعلاقة لباسها بالشي اللي تعمل فيه..و اللي على ما يبدو : كوريغرافيا

ظهرتلي كيما الغراب لكحل في وسط عصيفرات ملوّنين
حركاتها وقت تبدا تلقّن في الوليدات والبنيات .. ثقيله .. رزينه .. ميته .. فارغة من أي احساس و ايّ وعي بالجسد و ايّ احتفال بيه و بالحركه

و هوما .. يعاودو من وراها بطريقة فهمت من خلالها انهم ماهمش فاهمين بالضبط اش قالتلهم :) ـ

و هي تصلّحلهم في الحركات .. و تفسّرلهم في طريقة الانتقال فوق الركح .. من غير ما تعملها قدّامهم

حبيبت نقوللها : يا دوموازال .. اش قولك لوكان تعملها قدّامهم .. راهي الناحية البصرية مهمة لهنا في الانتباه الى جزئيات الحركه .. و تطويع كافة اجزاء البدن للحركه المطلوبه

اذا كان تعملها انت قدّامهم .. تاقعلهم
Fixation visuelle
اللي هي مهمة برشه ، بيداغوجيا، بالنسبة لشخص قاعد يتلقى في معلومه لاوّل مرة

وليت قلت في خاطري يا براستوس .. يزّيك من الكلوف .. تمشيش الطفلة تتنبز .. و تقول من نهارو جا ينقد فيّ ...و يعملّي في سابوتاجات مع المخرج .. و الا تظهرلك دكتورة زمانها في الكوريغرافي .. و من هاك الفنانين المقربعين .. و تشعل فيك و تقلّك انت كلاسيك توّا راهو عصر الايحاء و ليماجينار .. و تجبدلك اسم و الا اثنين بالالمان ما تعرفهمش ....و يزيد يأيـّدها صاحبك .. لغاية في نفسو هوّ :) و تقول يا ليتني قعدت ساكت

ايّ قلت .. نرمي روحي .. و اللي يصير يصير .. كلاسيك .. مانيش كلاسيك .. ما يهمّنيش

هاذي هدرة كوريغراف يوصف في الحركه على الركح شفاهيّا من غير ما يعملها .. ما دخلتش مخّي

تهوّ ستانسلافسكي ، اشهر رواد المسرح المعاصر .. صادف انّي هالمدة قريتلو كتابو : إعداد الممثل.. و اللي ما صاغوش في شكل نظريات .. بطريقة تلقينية و الا خطابية .. بل بالعكس ، عملو في شكل رواية تحكي على استاذ تمثيل في مواجهة مجموعة من تلامذتو الممثلين اللي تعرّضو لصعوبات في التمثيل ، و هو قاعد يساعد فيهم

وينو براشت ، و احتفالو بالجسد ، و تركيزو ملييييح على ضرورة الارتخاء العضلي لتفادي التوتر الجسدي اللي يراه براشت اكبر عدو للممثل ، و اكبر عائق و اكبر مشوّه للحركه الجمالية للجسد

بون ...
ينجّم يوصفلهم الاحساس المرافق للحركه .. ينجم يستدعاهم الى انهم يستعيدو من اعماقهم لحظات شبيهه عاشوها في حياتهم الخاصة ، يستحضروها ، يستفيدو منها في لحظة التقمّص

هاذا الكلّ ينجم يتقال شفاهيّا .. اما الحركه في حد ذاتها

لا ...لا ... لا

يلزمها تتعمل قدّامهم .. على الاقل مرّة وحده
يوسف شاهين .. شيّوبه .. و كاردياك .. كي ريتو في الـ : مايكينق أوفّف متاع فيلم المصير ، يشطح هو بيدو في الشطحات المرافقين لغناية "علّي صوتك بالغنا" .. زعمه شبيه .. ما يعرفش يقوللهم .. اعملو و اعملو .. هزّو ايديكم .. حلّو ساقيكم .. هنا .. اعملو تنقيزتين و تلفيته .

و يظهرلي قرات في عنيّ هالكلام الكل .. و لاحظت عليّ عدم استساغة اللي قاعده تعمل فيه ، ممّا زاد شجّعني باش نستاذن منها و نكلّمها ( بيني بينها بالطبيعة موش قدّام الممثلين الصغيّرين لخرين) ـ

ياخي صاحبي جا .. كيما قلتلكم .. كان لاهي مع جماعة الاضاءة

ولّيت سألتو هوّ .. و قتلو هو على ملاحظتي ظهرت الحكاية لا كلاسيك .. و لا ايماجينار .. و لا براشت .. الحكاية الكل انّها البنية بعد ما قرات في احد المعاهد متاع المسرح ..
... و بعد ما تخرّجت .. اختصاص كوريغرافيا

تحجّــبت

و هاك الكبّوط . والا البلوزه : حجاب

و هاك المارسايّاز المخيّطه مع الكولمونتون من ورا رقبتها : حجاب

و عدم رغبتها في القيام بالحركه هاذيكه و اكتفاءها بالوصف و التلقين الشفاهي : حجاب

قالي صديقي :انا ما نحبش تكون عندي افكار مسبقة .. هي جات اقترحت عليّ انّها تنشط معايا في المجموعة .. و انا احترمت تكوينها و شهادتها .. و قلت لازم باش تفيدني بحاجه .. و قلت اكيد انها ماهيش باش تخلط الامور .. وقت الحجاب : حجاب .. و وقت الكوريغرافيا : كوريغرافيا ... و قالّي زادا انّو باش يحاول يقنعها بعكس اللي تعمل فيه .. لانّو يضرّ بالعمل .. و ما عندو حتى علاقة بالفن .. و الا يقدملها اعتذاراتو، و يقوللها هكّه رانا ما نتفاهمنوش

وحاول يقنعها

و ما اقتنعتش

و قدملها اعتذاراتو

و قاللها هكّه رانا ما نتفاهمنوش

ومشات على روحها

آخر مرّه ريتها .. جات عيني في عينها .. عملت روحها ما راتنيش
و رغم هاذاكه .. نحب .. بكل حب .. نهديلها اللوحة هاذي اللي اسمها
La Dance
متاع
Matisse
شكون يعرف .. تنجّم تتعدّى نهار من هنا .. و تلقى الهدية متاعها..و تفكّر شويّ

12 commentaires:

ART.ticuler a dit…

كيفاش الواحد يعمل كوريغرافي وبدنو محشي في شكارة؟ تي هاو صاحبك فنان سريالي أكثر من سلفادور دالي وإلا فات صمويل بكات في المسرح العبثي هههه ..

kacem a dit…

أطلع بالمســــــــرحيّة ، علاش تحكي ، أحسن ما نبعث قارئة الفنجان إطلعهـــا ...!!!!

شؤول عندي ..: زعمة تطلع منهم حاجة هاذوكم ؟ التلامذة ...و إلا كي المدّونيـــن حتى هومــــا !!!

و إنت أفهم !!!

عاشور الناجي a dit…

مانعرش علاش تدوينتك بكلها حزن ، رغم أنك كنت انساني معاهالأبعد درجة و سخفتك و سخفتنا-

لكن هي مثل حي لثقافة التناقض ، و النفاق، و باش نمشي حتى لنظرية المؤامرة و نقول ثقافة الأسلمة أو السابوتاج

شتعمل واحدة كيفها في هيكل من هياكل الفن و الحياة ؟

و تأثيرها عالصغيرات ؟

نعلموهم الفن في نفس الوقت الي نقولولهم راهوا الفن حرام سواء في حصة التربية أو عن طريق كوريغاراف متحجبة

مصطفى محمود a dit…

كيفك رفيقى ...اول مرة اقرالك بالتونسى ..وفهمت على قدى انك بتحب المسرح ...انا كنت جاليك وطالب ايميلك علشان عايزك فى موضوع مهم .

او راسلنى على :

imposipolman0000@gmail.com

ART.ticuler a dit…

أردت فقط تصحيح كلمة وردت في تعليقي السابق: المسرح العبثي، الأصح هو :مسرح العبث Théâtre de l'absurde

violette.. a dit…
Ce commentaire a été supprimé par l'auteur.
brastos a dit…

الحقيقه هوّ بيدو ولّى طلب منها باش تغادر الفرقة .. بعد ما عطاها الفرصة باش تراجع روحها


@ kacem
ابعث عرّافه صحيحه عاد

brastos a dit…

@ achour neji
الحقيقة الكلام هاذا موجّه لصاحب الفرقة .. و هواللي بيدو صلاحية قبولها من رفضها .. و كيما قلت لارتيكيلي .. هو حبّ يبعد على الافكار المسبقة .. و حبّ يعطيها فرصة .. يمكن ممارسة الفن تخلّيها ترجع تعانق الحياة .. وكي شّدت صحيح في عناق الموت .. تخلّص منها

بالنسبة ليّ ، جزأ كبير منهم يثيرو شفقتي .. على خاطر هوما ضحايا متاع جهل.. وفقر ..و تسطيح اعلامي .وو.و.و و حاله حليله



@ مصطفى محمود
مرحبا بيك
عود راجع دروسك ملييييح ملييييح في اللهجة التونسية
:):):):)
بعثتلك ايميل ، كيما طلبت منّي

eddou3aji a dit…

ما عندي ما نقول.... يا ويلي.... إجريولي .... أيّوتو.... إس أو إس.... النّجدة.... هالب....إتّخذت يا جماعة

brastos a dit…

با دوعاجي .. الهدا ... الهدا
ماو خاطيني انا بركه ؟؟
:)

عياش مالمرسى a dit…

زايد لي عندو غريزة الموت و العدم ماعندو ما يعمل في الفن.. ذكّرتني في استاذة رسم متحجبة قرّاتني قالتلنا ما نصوروش ذوي الأرواح، و علمتنا كيفاش الفن الصحيح يجي كان باللون الأسود و حذرت بنيّة كانت تحب تكمّل في البانتير من رسم الأجساد العارية(إثم حاشاكم و فاحش) .. :)))

eddou3aji a dit…

إختصاص كوريغرافي و يدغّفوها؟؟؟ باش تولّي بالرّسمي هاك السّؤال رقّاصة و بترقص؟؟ آهي يا سيدي رقّاصة و ما ترقصش... باهيشي؟؟؟ منين الهدى يا براستوس ههههههه