mardi 10 février 2009

الوجـــوه و الوجـــود ... من وحي تصاور ارتيكيلي

من وحي تدوينتي ارتيكيلي هنا و هنا

الوجه/الحياة/ الموت
التصاقنا بالحياة يتمّ عبر وجوهنا .. فهي أوّل ما يستقبل الحياة و آخر من يودّعها
هو آخر من يقاتل الموت.. مدافعا عن آخر احتمالات مهمـّاته الجميلة : ذرّة جمالٍ تشاهــَـد ، أو طيب انفاس تـُـشَمّ ، او رحيق يـُـرشَـف ، أو نفحة موسيقى ساحرة

الوجه / الالفـــة
كان الفراعنة يرسمون وجوه موتاهم على صناديق مومياءاتهم حتّى يسهل على الروح العائده التعرف على صاحبها .. أليفها .. قرينها .. من خلال وجهه ، فتتسلل اليه و تبعثه حيّا .. في لهفة اشتياق دام اربعين يوما

الوجه/الحضارة
ـ"إذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا"ـ
القميص يـُلـْــقى .. فيبعث الوجه حيّا ..تماما مثلما "الهوى و الشباب و الامل المنشود .. تـُــلقى فتبعث الشعر حيّا
الوجه أوّل ما ينتعش بالرائحة .. فيرتعش حبّــًا و تعود الحياة الى ما مات فيه
و ما أحوجنا إلى "قميص يوسف" نلقيه على وجهنا الحضاري .. فنصبح جــديرين بالحياة


الوجه / السلاح/الاسطورة
حدّث الانتروبولوجيون قالوا انّه مع نشوء العائلة كمؤسسة اجتماعية ، و مع انهيار المجتمع الامومي ، أ ُ قـعـِدت المرأة عن العمل و دُجـِّنت في البيت و اختـُزلت في طبّاخة و آلة إنجاب ممـّا جعل حياتها و أمنها رهن بقائها في البيت و ممّا حدا بها أن تبدع و تبتكر اساليب تثبيت و تأكيد كل ما يشدّها للبيت للظفر بإعجاب و رضى سيّد البيت .. سيّدها = تجميل الوجه ، رسم وجه آخر ، ملامح أخرى ، ألوان أخرى ، تضاريس و تعابير أخرى لإثارة جديدية لبقاء دائم و حماية مضمونة
لم يفارق وجه "هيلين" ذو السّحر الالهي و الاثارة البشرية ، مخيّلة باريز و هو مبحر لخوض حرب طرواده
كان الوجه محور الصراع و السلاح في الآن نفسه ، في معركة سنووْ وايت (الثلجة البيضاء) الطيّبة .. المتواضعة .. الزاهدة .. الحالمة و الملكة الشريرة.. الغنيّة.. الجشعة
كانت لعرائس البحر وجوها ساحرة .. تجذب البحارة .. فتتحطّم مراكبهم على الصخور ، و معها كانت تتحطّم احلامهم في ارتشاف هذا الجمال/الكذبه

الوجه/الطفولة
للوجه مكانة عظيمه في قلوب الاطفال ،فـهُم غالبا ما يرسمون وجوها عملاقة و ضخمة مقابل اجساد و اطراف لا اهمية لها من حيث تناسبيّة حجمها مع حجم الوجه .. ذاك انّ للوجوه إشارات و رسائل تدعوهم الى فكّ رموزها و الا سارعت بـِالــْـتـِـهامِهم
الاطفال المصابون بالتوحّد يهربون من الوجوه .. يتفادونها ، لانّهم يعجزون عن فكّ تلك الرموز

الوجه/الحرية/الآخر
وجه تشي قيفارا .. المتماهي مع وجه المسيح في الشـّـــَعر المرسَل .. المُهمَل .. في النظرة العميقة البعيــــده .. الناطــقة عن جسد مـُـضـَــحـّــَـى به .. في سبيل جنّة جاهزة .. في الهناك .. بالنسبة للثاني ، و لكن في سبيل يوم مشرق هنا ، بالنسبة للأوّل

الوجه/المهرّج الكئيب
صباح الثلاثاء 16 نوفمبر 1993 ، أفاق الناس على خبر انتحار أشيل زافاتـّا .. اشهر مهرّج ..عازف ..أكروبات .. فرنسي ، كئيبا منهارا امام ازماته الصحيّة و المالية ..التي كان يخبّئها وجهه الضاحك .. الساخر.. العابث

3 commentaires:

ART.ticuler a dit…

شكرا برستوس على هذا التفاعل الايجابي والايجابي جدا مع الوجه/الفكرة..
أتمنى أن يرتقي مستوى التدوين إلى هذا المستوى الراقي..شكرا مرة أخرى

brastos a dit…

اهوكه الواحد يحاول يصمد قدام هالرياح اللي قاعدة تمسّط فيها

ما عندي ما نقول كان خسارة واكاهو

Anonyme a dit…

حدّث الأنتروبولوجيّون أيضا عن طرائف مغامراتهم في أعماق أدغال الأمزون فقالوا أنّ نساء الهنود الحمر كنّ إذا فاجأهنّ شخصا لا يعرفنه وهنّ عاريات يُخفِـينَ وجوههنّ بين أيديهن

أكيد أنّ للوجه معان كثيرة أصبحنا نجهلها اليوم

وشكرا لأرتيكلر على تشبيبك