mercredi 18 février 2009

حكاية من حكايات والدي


والدي يرحمو كان انسان ذو تركيبة نفسية و مزاجية و عصبية خاصة ، اهمّ ما كان يميّزو ، انّو كان مطّرّف برشه في مشاعرو و ردرد أفعالو ، يعني كيف يحبّ ، يحبّ لأبعد ما تتصوّر ، و كيف يكره كيف كيف ، و كيف يتغشش ، و كيف ينقم ، و كيف يغضب ... كيف كيف ، و كيف يفدلك تقول ما نوقفش من بحذاه ، و فجأة ما تعرفش عليه كيفاش يتقلب و يبدا يخرنن لدرجة يخلّيك تقول موش هاذا اللي كان توّ يفدلك هكّاكه

اللي ما يعرفوش ، يلقى صعوبه كبيرة في التعامل معاه و فهمانو .. انا بيدي ، مع الاسف ، ما فهمتو كان مّخّر ، كي كبرت ، و قريت الفلسفة و علم النفس ، و بربشت على حياتو و طفولتو و شبابو كيفاش عاش ، باش فهمت حاجات ولّيت نفسّر بيهم في تصرّفاتو هاذيكه

لكن مع الاسف ، وقت اللي انا بديت نعرف في الثنيّة اللي توصّلّو ، و بديت نقربلو اكثر ، توفــّى.واللي مأسّفني اكثر من وفاتو ، هو انّي ما تمتّعتش ، لمدّه كبيرة ، بعلاقة صحبة معاه . مثلا ، في اياماتو لخّره ، بديت نتعلّم في الموسيقى و العزف على آلة العود ، كان متحمّسلي برشة ، و نفيق بيه يبدا شايخ كي نبدا نتمرّن على معزوفة كلاسيكية لعبد الوهاب و الا عبد المطّلب ، يجي بحذايا ، لكن انا ما نحبسش غادي ، بل ، نبربشو بالحديث في ذوقو ، و في الغنايات اللي يعرفهم للفنان الفولاني ، بالطبيعة نجبدلو الرّيبارتوار متاع شبابو .. هههه ... وقت اللي كان هههه صاحب جوّ

الوالد من عام اثناش ، يعني شبابو يبدا من الثلاثينات و الاربعينات ، انا نحلّلو المستوجّ متاع عبد الوهاب و صالح عبد الحيّ و ليلى مراد و اسمهان و انور وجدي ، ويبدا عاد يحكيلي كيفاش منين كان طالب زيتوني ، كان يتفرّج في الافلام ابيض و اسود .. ما نعرفش عاد كان يدخل وحدو ههه والا اكّومبانيي ههههه

ثمّه معطيات عاشهم في طفولتو ، مانّجّمش ما ناخذهمش بعين الاعتبار حتّى في كبرو ، و حتى في شيخوختو ، من بينها وفاة والدتو و هو في طفولتو الاولى ، يعني ما يتذكّرهاش مليح ، موش ما يتذكّرهاش بالكلّ ، اما ما يتذكّرهاش مليح .. ثمّه فرق ، كيف يكون يتذكّرها حتّى شوي ، يحسّ بفقدانها و ويولّي شعورالحرمان منها حاضر ، اما كيف يكون ما يتذكّرهاش بالكل ، ماعندوش ريفيرونس ليها .. دونك الحكاية تكون أخفّ

ثمّه مشهد كان ديمه كي يحكيه ، تترسم ملامح الاسى على وجهو ، وهو المشهد الوحيد اللي يتذكّر فيه والدتو ، قبل وفاتها بلحظات ، قال نتذكّر كيفاش جوني الكبار وقالولي : ايجا سلّم على مامّه .. يعني فاطمه ، باللهجة متاع الجريد ، و نحبّ نحل قوس صغير انّو الجريدية ، اللي انا منهم ، عندهم طريقة تعجبني برشه في احترام الشخص اللي يخاطبو فيه ، و هي تبديل طفيف في إسمو ، عوضا عن إضافة "سي" للراجل و الا " للّا" للمرا .. مثلا بوكه = مبروكه ، مـامّه = فاطمه ، حمّه = محمد ، بـِدّه = احمد ، باكّه = مباركه ، ديجه = خديجة ، حفـّه = عبد الحفيظ

و مما زاد عمّق شعورو بالحرمان منذ طفولتو الاولى ، سوء معاملة مرة بوه ليه ، هو و اخوتو ، نتصوّر هاذي من الحاجات اللي تخلّيه ديمه يطلب في المزيد من العطف و الاهتمام ... وبالتالي فتخرنينو المبالغ فيه ليس سوى أحد الاساليب و الطرق اللي يطلب بيها في اكثر حاجة مهمة تحرم منها مبكّرا : الاهتمام و العطف

الشـّلبوق اللي هبط عليّ بيه نهارتها .. لتوّ وجهي يوزوز منـّو ، هاي الحكايه

نقرا أولى ثانوي ، عمري اثناش .. ثلطّاش ن سنه .. ندرا اش عملت من تشويشه في القسم .. نسيت .. المهم طرّدني الاستاذ .. الادارة قالولي ما ترجع الا و معاك بوك .. يا ملّا نهار

بابا ؟؟؟؟؟ اش باش نقول و اش باش نحكي و منين باش نبدا .. تعرفوها نكتة " اش باش يفهّم عيشه" ؟؟؟ .. ههه ... هاذيكه هي ّ ... ههههه

مشيتلو للخدمه ، المرة لولى فرح بيّ قدّام زملاه في البيرو الجماعي متاعهم ، مشى فيبالو الوالدة بعثتني على حاجه
ــ اه ولدي ، بعثاتك امّك ؟؟؟ ــ لا ، راي السبّة فيها و فيها ... ما كمّلتش الحكاية ، و مانعرفش عليه كيفاش هفا عليّ بزنس شلبوق دوّرلي وجهي لتالي .. ههه ...ايّ سيدي مع تدخّلات زملاه .. سلّكتها .. و بيناتنا فرحت خاطر فتّ اكبر غصرة بأخفّ الاضرار.. كفّ و الا ثنين .. اكاهوّ .. ؟؟ حلاوات .. نعيم .. كنت حاطط استيماسيون متاع وذن مشرومه ، شارب مفلّق ، خاطر بالنسبه ليه اللعب مع القرايه : لا

ما نحكيلكمش على المسافة الفاصلة بين مقر خدمتو و بين الليسي واللي تتقدّر تقريبا بثلاثميا اربعميات ميترو .. هوّ سابقني و انا وراه بخطيوات ، و كا عشرة ميترو يتلفّتلي ، و يحلّ عليّ شكارة متاع لعن و سبّ و شتم .. و يختمو بعضّة على لسانو ، و تهديده ، و يمكن لوكان ما كنّاش في الشارع راهو زادني ما تيسّر من الشلابق الممكنه

ــ يا كلب يا حلّوف يا سوفاج(انطقوها بالعربي موش بالسّوري ههه .. يعني انطقوها كيما : طوفان ، كان ديمه يقولهالنا .. ماخذها على الفرنسيس)انا علاش باعثك للـّيس ؟؟ باعثك باش ترجعلي مسحّت ؟؟ مّاله اقعد في الدار فرد مرّه .. ياللي بيك ياللي عليك الخ ... الجملة هاذي نتذكّر انّو قالهالي قرابة العشرين مرّه

ايّ سيدي ، قريب نوصلو للــّيسي ، معنويّاتي منهارة لأبعد الحدود .. خايف .. مرعوب .. حاشم .. منهزم قدّام اصحابي على الحصلة اللي حصلتها .. جماعة عيّاق ، اللي يحصل حصلة كيف هكّه نكرّهوه في روحو عليها ، و قلت هاذا و احنا في الثـّنيـّه ، هاو مزبلني هكّه ، مّاله كيف نوصلو للادارة متاع الليسي ، اش باش يزيد يعملّي ، و يزيدو عاد القيّمين و الناظر يحلّولو عينيه و يزيدو يعمّروه عليّ .. يعني الشّنعه الكبيرة مازالت

دخلنا لبيرو القيّم العام ، يا خويا ، و ما نعرفش على الراجل كيفاش تقلب عليهم ، و ما عادش متلفّتلي جمله وحده ... ــ تفضّلو ، باعثينلي و تعطّلو فيّ على خدمتي ، على جال فرخ شوّش كيما اصحابو الكل ؟؟؟ موش معقول هاذا .. انا نعرف اولادي .. نعرفهم مليح .. متربين .. ياخي انا باعثلكم زْوَفـّره .. (جمع زُوفـْري مستوحاة من ترجمة كلمة "عمّال" بالفرنسوية ، لكّنها خذات معني "المنحرف")و بانديّه باش ترجّعوهملي .. قرّيت فلان ، و فلان ، و فلانه ، و فلانه ، و سمّالهم اسامي اخواتي الخمسة الكلّ بالواحد بالواحد .. و بالوحده بالوحدة ، و ما شكالي منهم حتّى واحد ، و ما شكالي منهم حتّى معلم و حتى مدير .. جات مع هاذا ؟؟؟؟ لا ياسيدي ... موش معقول .. ماو عاقبوه هنا و رجّعوه للقسم متاعو ... علاش الهرج و القلق
باختصار ، التخرنينه اللي كانت عليّ انا ، توجّهت ليهم هوما ، بحيث قوّقها عليهم ، و لّوا هوما اللي يطلبو منّو في السماح على الازعاج اللي سبّــبوهولو ههههه و ما عطانيش ليهم ... يمكن خاطر كان متأكّد في داخلو من براءتي هههه .. و يمكن زادا لانّو كان يرحمو ما يرتاحش ياسر للـ"مسؤولين" و ما يهضمهمش برشه ، و ديمه يحبّ يعكسهم

17 commentaires:

Bel Malwene a dit…

Un trés bon récit Brastos !!! Ca me rappel pleins de souvenirs :))))
Allah yar7mou w yna3mou

WALLADA a dit…

يعطيك الصحّة على هالشبّاك الّي حلّيته على ذكريات حلوّة و كأنّك تحكي على الوالد مع فارق وحيد أنّه الوالد ماكانش يضرب الأولاد أخوتي و لا يسبّهم و ما نعرفش كيفاش كان عامل باش يخافو منّه و خاصّة يقدّروه أكثر من خوفهم منّه، نتذكّر أنّا كنّا نحبّوه أكثر ملّي نخافو منّه يمكن محبّتنا كانت تمنعنا باش نعملو العمايل
اللّه يرحمهم الكلّ

abu arabi a dit…

التوانسة يقولو...الدم ينغر وحدو...والمصاروة يقولو...الدم عمرو مايصبح مية...ولايزال العرض متواصلا

ولد بيرسا a dit…

أما برجوليّة صحّة ليك يا براستوس :-)))
في حياتكanimation عندك برشا
و بصراحة يعملو الكيف حكايات الوالد متاعك
الله يرحمو، و زيدنا منهم شويّة

L'AsNumberOne a dit…

très beau récit, bel hommage, j'arrive à tracer les traits de ton père.... je ne savais pas que tu as des origines Naftoises en plus :-)))

Kibitz a dit…

Récit chargé d'émotion
Allah yar7mou

لاعب النرد a dit…

الله يرحمه ...ـ
الحكاية معبية بالحياة...بالحق كيف تكون الحكاية صادقة الناس الكل تحسها (ولادة قالت كأنك تحكي على الوالد...)و انا حسيت نفس الشيء .

brastos a dit…

@ belmalwene
مرحبا بيك .. شكرا .. موش كايّنّا نسينا اللي المدوّنه
apres tout
هي مساحة شخصية .. و هاذاكة علاش كثر العرك و الخلافات
قلت نبدّلو الصّحن شويّه




ولادة
الكلّهم كانو حنان من داخل .. اما ما يظهّروش .. هههه.. فيبالهم هاذاكه يمسّ من صورة الاب..متاع الصرامه و الجدية و الصعوبيه



أبولعربي
شكرا .. و لو انّي ما فهمتش مليح ..آنا عرض ؟؟؟




ولد بيرسا
يظهرلي كل واحد فينا عندو تراث شخصي طريف برشه و فيه كيما قلت برشه أنيماسيون
يكفي شويّة تبربيش في الذاكرة واكاهوّ"




لصّه
ايه .. أصلي جريدي...من البرطال و السّـِـقيفه و العليّ و الجّرّ و القالب و الخطر و......و الـ"تشاتشاتشا" ...اللي ما نعرفش نتكلّمها.. مليح.. ههههه



kibitz
merci .. t'es tjrs le bienvenu

brastos a dit…

لاعب النرد
صحيح .. هاذوكم ناس .. نحتونا و غرسو قينا برشه حاجات .. البّيّات متاع جيل معين متشابهين في العديد من الصفات

انا الحكاية هاذي عملتلي
bouleversement
وقتها في مخّي .. قلت شبيه وقت اللي انا ويّاه وحّدنا .. شنّعني .. و قدّامهم هوما .. جا معايا ؟؟؟

تصرّفو كان كبير على مـخّي هههههه
مرحبا

ART.ticuler a dit…

قلت شبيه وقت اللي انا ويّاه وحّدنا .. شنّعني .. و قدّامهم هوما .. جا معايا ؟؟؟
هذيكا حاجة ما يعرفها كان إلي عندو شوية حكنة و قدها مرتين حكمة و برشة محبة..الحق الوالد عمرو ما هز علينا يدو أما ساقو.. هههه (نفدلك)
وعلى عكس الوالد كانت الوالدة أصعب برشة. كان عمري عشرة سنين كيف توفاة.. كانت ديمة تحكي على الحق وتقول:الحق مر يا عمر (تقصد عمر إبن الخطاب) :-) بعد ثلاثة سنين خلط عليها الوالد..ولينا نحكي كيف العجايز هاهاهاها

البرباش a dit…

حلوة الحكاية براستوس، الله يرحم الوالد

العبد ع الأقل يعرف أصل كلمة حمة منين جات

و زيد الحكاية ملزوم ما تفكر العبد في برشا ذكريات متاع ايام الليسي

نتذكر مرة القيّم العام اتسببلي في تطريدة ، الوالد بعد ما سبلي الطوايف متاعي منين هبت و دبّت، مشي معايا لليسي و عمللهم نفس المستوج اللي عملهولهم بوك، و زيد في الآخر تلفّت للقيم العام و قاللو

المرة هذي هاني جيتك، المرة الجاية حتى كيف يكون ولدي عامل العملة، ما تدورش بيه... عديت عام هايل برشا، حتى كيف نعمل العملة، توحل في غيري

Anonyme a dit…

Un très beau souvenir d'une personne si cher a tes yeux doit en réveiller des émotions..
allah yar7mou..

لاعب النرد a dit…

ART.ticuler
الله يرحمهم الكل.
الواحد كيف يتفكر اللي هو ينجم يفقد امه و الا باباه و الا واحد عزيز عليه مخه يحبس و تطير النفحة من كل شي...ـ

brastos a dit…

ارت
عجبتني برشه : الحق مرّ يا عمر :) و كتكريم و رحمه هههه على الوالدة باش نعود نستعملها ..



برباش
ههههه
حتّى احنا من نهارتها ركشنا ركشه مشومه .. ههه ماعاد داير بيّ حدّ ههه

brastos a dit…

anonyme
merci pour le passage

ART.ticuler a dit…

@لاعب النرد
chokran jazilan ya la3ib..nitmana mato93idech tal3ib wa7dik :-)

ART.ticuler a dit…

@brastos
T3ich we tra7im :-)!